تلاميذ المغرب يصعّدون احتجاجاتهم لإسقاط التوقيت الصيفي

قالوا إن قرار الحكومة أربك مواعيد التحاقهم بالمدارس

TT

تلاميذ المغرب يصعّدون احتجاجاتهم لإسقاط التوقيت الصيفي

في خطوة تصعيدية جديدة، قاطع آلاف التلاميذ المغاربة الدراسة أمس، وخرجوا إلى الشوارع للاحتجاج في عدد من المدن المغربية ضد اعتماد التوقيت الصيفي طوال العام، وذلك استجابة لدعاوى الإضراب التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي.
ففي الرباط تجمع المئات من التلاميذ أمام مقر البرلمان، رافعين شعارات من بينها «الشعب يريد إسقاط الساعة»، منددين بقرار الحكومة، الذي أربك مواعيد التحاقهم بالمدارس.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد قللت من شأن الاحتجاجات التي وقعت بعدد من المدارس خلال الأيام الماضية، وقالت عنها إنها «حالات معزولة»، وأعلنت في المقابل عن إحداث تغيير في مواعيد التحاق التلاميذ بالمدارس بعد قرار الحكومة الإبقاء على التوقيت الصيفي (غرينتش +1) في 29 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث جرى ابتداء من أمس تأخير موعد بدء الدراسة بساعة واحدة، وطلب من التلاميذ الالتحاق بالأقسام الدراسية على الساعة التاسعة صباحا، بدل الثامنة. كما منحت الوزارة صلاحيات لمديري المؤسسات والأكاديميات التربوية بتكييف التوقيت المدرسي حسب كل منطقة، سواء في المدن أو القرى. إلا أن هذا التغيير تسبب في إرباك السير العادي للدراسة، فرفض عدد كبير من التلاميذ الامتثال له، كما رفض أولياء التلاميذ هذا التغيير، وطالبوا مجددا باعتماد التوقيت الشتوي، الذي يرونه ملائما للدراسة وإيقاع الحياة، الذي تعود عليه المغاربة منذ سنوات، و«إسقاط ساعة العثماني».
وبعد إلحاح من نواب البرلمان وعدد من الجمعيات المدنية، كشفت وزارة التربية والتعليم عن فحوى الدراسة، التي قالت إنها اعتمدت عليها لإقرار التوقيت الصيفي طوال العام.
وحسب ما جاءت به هذه الدراسة فإن 77 في المائة من المستجوبين قالوا إن «تغيير الساعة القانونية يسبب لهم اضطرابات في النوم خلال الأيام الأولى التي تلي كل تغيير، فيما أكد 25 في المائة أنهم يستفيدون من الساعة الإضافية في أنشطتهم الثقافية والترفيهية».
كما أوضحت الدراسة التي أجريت لمعرفة الآثار الاجتماعية والاقتصادية لنظام تغيير الساعة أن «54 في المائة من المستجوبين يشعرون بأن مستوى تركيزهم ويقظتهم يتأثر بشكل سلبي خلال الأيام التي تتلو التغيير»، في حين أفاد «64 في المائة من المقاولات المستجوبة على أن مستخدميها يتأخرون خلال الأيام الأولى التي تتلو كل تغيير، وأن 57 في المائة من المقاولات لاحظت انخفاضا في إنتاجية مستخدميها خلال الأيام الأولى التي تتلو كل تغيير».
وحسب الدراسة فإن «80 في المائة من أولياء الأمور المستجوبين لهم تقييم سلبي حول نظام تغيير الساعة على تعليم أبنائهم». كما أقرت الدراسة ذاتها بأن اعتماد التوقيت الصيفي طوال العام يحمل عدة سلبيات، من ضمنها أنه «يستدعي ملاءمة الزمن المدرسي، وينقص من الإحساس بالأمان لدى المواطنين خلال الفترة الصباحية الشتوية»، إلى جانب كونه «يمكن أن يؤدي إلى زيادة استهلاك الكهرباء صباحا خلال الفترة الشتوية»، وهو ما «يتطلب استثمارات إضافية لاتخاذ تدابير مصاحبة تخص الإنارة العمومية والأمن والنقل».
أما بشأن إيجابيات اعتماد التوقيت الصيفي طيلة السنة، فقد أبرزت الدراسة أنها «توفر ساعة مشمسة إضافية خلال الوقت الثالث، وتعزيز الأمن الطاقي للمملكة»، مما «سيمكن من الحفاظ على الاقتصاد في استهلاك الطاقة». مبرزة أن اعتماد توقيت «غرينتش» يتمثل في كونه يوازي التوقيت العالمي بالنسبة للموقع الجغرافي للمغرب، كما يحافظ على توازن القطاع الفلاحي الذي يعيش على إيقاع الشمس.
وأوصت الدراسة في حال استمرار العمل بالتوقيت الصيفي طيلة السنة باعتماد مواقيت مناسبة للدراسة، مع الحرص على اجتناب خلق نفس الآثار السلبية التي يسببها نظام تغيير الساعة، واعتماد مبدأ المرونة في مواقيت العمل، بما يضمن الحفاظ على الآثار الإيجابية للتوقيت الصيفي، وكذا التشاور مع النقابات والاتحاد العام لمقاولات المغرب من أجل بحث المبادرات، التي يمكن تفعيلها لملاءمة مواقيت القطاع الخاص.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.