شركات قطاع الأعمال في مصر تسعى إلى شركاء أجانب

في مؤتمر {نحو شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص}

TT

شركات قطاع الأعمال في مصر تسعى إلى شركاء أجانب

قال وزير قطاع الأعمال العام في مصر هشام توفيق، إن بلاده ترحب باستثمارات القطاع الخاص في الشركات الحكومية، في إطار المشاركة أو الدخول كمستثمر استراتيجي أو من خلال الطرح في البورصة.
وأضاف توفيق في كلمته التي ألقاها أمس الاثنين، في مؤتمر «نحو شراكة فعالة وعادلة بين قطاعي الأعمال العام والخاص» الذي نظمته مؤسسة عالم المال، إنه «يخطئ من يظن أن استمرار القطاع العام في الشركات حتى النهاية». في إشارة إلى خطة الدولة للتخارج من بعض الشركات نهائياً من خلال عرضها للبيع لمستثمر استراتيجي أو بنظام المشاركة مع القطاع الخاص بالتمويل أو بالدعم الفني، بالإضافة إلى طرح نسبة من بعض الشركات الحكومية في سوق الأوراق المالية.
كانت وزارة المالية قالت في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن الحكومة ستبدأ برنامج الطروحات المزمع، الذي سيشمل أكثر من 20 شركة، ببيع 4.5 في المائة من أسهم الشرقية للدخان بالبورصة لجمع نحو ملياري جنيه (112 مليون دولار). وتستهدف مصر من إجمالي الطروحات ما يقدر بنحو 10 مليارات جنيه.
غير أن الحكومة أجلت برنامج الطرح بعد موجة هبوط طالت البورصة المصرية جراء تأثرها بأزمة الأسواق الناشئة. وقالت إنها ستنظر في أمر الطرح من جديد في الربع الأول من العام المقبل، حال تحسنت السوق وتعافت أزمة السيولة في الأسواق الناشئة.
وأشار توفيق إلى تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن تخارج الدولة من بعض الشركات الحكومية لإعطاء الفرصة للقطاع الخاص للاستثمار والتطوير، مما ينعكس على الشركات بزيادة الربحية.
وقال: «يخطئ من يظن أن الشركة تولد وتستمر... لا بل إنها تحتاج إلى التطوير من أجل الاستمرار»، مشيرا إلى النسبة التي حددها القانون بنحو 25 عاما عند إنشاء الشركات على أن يراعى التجديد بعد انتهاء تلك المدة.
والكثير من الشركات خرجت من السوق العالمية والمحلية بالفعل في قطاعات عدة، خاصة بعد التطورات التكنولوجية التي اكتسبت زخما كبيرا بين الشعوب، في حين ظل بعض رؤساء الشركات محتفظا بالنموذج القديم الذي يرفض استخدام التكنولوجيا. لكن هناك من يقول إن الإمكانيات الضعيفة هي ما تجبر البعض في شركات قطاع الأعمال بمصر على عدم التطوير.
وأشار الوزير إلى استمرار رؤساء مجالس إدارات شركات قطاع الأعمال في مناصبهم لمدد طويلة، قائلا: «هناك فرق بين المطور والمستثمر... إذ يجب أن يحدد المطور (المسؤول) وقت دخوله في الشركة ووقت تخارجه أيضا... وذلك من أجل ترك الفرصة لآخرين لاستخدام نماذج إدارة جديدة تصل بالإيرادات والأرباح لمستويات قمة».
غير أن وزير قطاع الأعمال العام، الذي جاء من خلفية أسواق المال من خلال تأسيسه شركة لتداول الأوراق المالية، ثم شركة تعمل في قطاع الطاقة الشمسية، قال إنه «لا يوجد صناعة استراتيجية» يتحتم على الدولة الحفاظ عليها، لكنه أوضح أن «متطلبات الأمن القومي تستلزم وجود الدولة في صناعة الأدوية وفي جزء من صناعة الأغذية... لكن ليس لأنهما استراتيجيتان».
وأشار إلى صناعة الغزل والنسيج في البلاد والتي كانت تحتل فيها مصر مراتب متقدمة خلال العقود الماضية، وقال: «متميزون في جزء من هذه الصناعة... لكننا نحتاج إلى الخبرة الأجنبية في الصباغة والتجهيز... وهو ما نسعى إليه حاليا».
وقال توفيق عن صناعة السيارات، التي ينتظر مجتمع الأعمال البدء في تطبيقها: «نتطلع لشريك في قطاع السيارات لتصنيع السيارات هنا في مصر بدلا من تجميعها»، مشيرا إلى تجربة المغرب مع شركة رينو الفرنسية التي تنتج حاليا نحو 300 سيارة سنويا في المغرب، وتتوقع زيادتها إلى الضعف العام المقبل.
أما عاطف حنورة، رئيس وحدة الشراكة بين القطاع العام والخاص في وزارة المالية، فقد أشار إلى أهمية الشراكات بين الشركات الحكومية والخاصة، مشيرا إلى نقل الخبرات التي تتمتع بها بلاده في مجال الشراكة بين القطاعين إلى دول مجاورة.
ومن جانبه، قال محسن عادل رئيس الهيئة العامة للاستثمار، في كلمته إن الهيئة تعمل حاليا على تسهيل الإجراءات الحكومية للمستثمرين من خلال الربط المتكامل بين جميع مؤسسات الدولة، فضلا عن استحداث نظام التصويت الإلكتروني في الجمعيات العامة للشركات. وأشار عادل إلى إنشاء أربع مناطق استثمارية حرة جديدة تخدم قطاعات غذائية وصناعة الألومنيوم والفوسفات.
من جانبه، قال أيسر الحامدي رئيس مؤسسة عالم المال، إن الدولة وفرت مناخا مناسبا لجذب استثمارات أجنبية وعربية سواء من خلال الاستثمار المباشر أو من غير مباشر بالطرح في البورصة، إلا أن أوضاع الأسواق العالمية وحركة التجارة وأزمة الأسواق الناشئة حالت دون جذب المستهدف من الحكومة.
وتستهدف الحكومة جذب نحو 10 مليارات دولار استثمارات أجنبية في العام المالي الحالي، في حين حققت نحو 6 مليارات دولار العام الماضي.
وأشار الحامدي إلى قواعد الاستثمار العالمي: «ربح عال... مخاطرة عالية» في ضوء المستجدات التي تمر بها السوق المصرية حاليا، التي رفعت معها الفائدة على أذون الخزانة لقرابة 20 في المائة، لكنها بدأت في النزول مؤخرا، بعد تحسن الأوضاع.


مقالات ذات صلة

«القابضة المصرية الكويتية» تستعد لبدء العمليات التجارية لمشروعها الأول في السعودية

الاقتصاد منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)

«القابضة المصرية الكويتية» تستعد لبدء العمليات التجارية لمشروعها الأول في السعودية

قال الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية جون روك إن الشركة ستعلن خلال شهرين أو ثلاثة أشهر عن أول استثمار لها في السعودية في قطاع النفط والغاز.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر لنقل شركات مملوكة للدولة إلى صندوق الثروة السيادي

قال وزير الاستثمار المصري حسن الخطيب الأربعاء، إنه يخطط لنقل شركات مملوكة للدولة على دفعات إلى صندوق الثروة السيادي لإدارتها من أجل تعظيم العائد من أصول الدولة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد نجيب ساويرس: على مصر أن تعيد النظر في المشروعات العملاقة

نجيب ساويرس: على مصر أن تعيد النظر في المشروعات العملاقة

قال الملياردير المصري نجيب ساويرس إنه ينبغي إعادة النظر بشأن المشروعات العملاقة في بلاده، وذلك لتوفير المال نظراً لأنها تتطلب الكثير من العملة الأجنبية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد علامة «إلكترولكس» (الموقع الإلكتروني للشركة)

«إلكترولكس» السويدية تقرر الإبقاء على أعمالها التجارية في مصر

أعادت «إلكترولكس غروب» السويدية النظر في تخارج جزء من استثماراتها من مصر، وقررت استمرار عملياتها ضمن أعمال المجموعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد منصة حقل «ظُهر» في المياه المصرية (وزارة البترول المصرية)

مصر: بدء حفر 3 آبار جديدة في حقل «ظُهر»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي، الثلاثاء، إن أعمال الحفر بمشروع استكمال تنمية حقل «ظُهر» استؤنفت منتصف شهر فبراير (شباط) الجاري، بمستهدف حفر 3 آبار جديدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مطار الملك خالد بالرياض يتصدر قائمة الالتزام في الرحلات الدولية

مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

مطار الملك خالد بالرياض يتصدر قائمة الالتزام في الرحلات الدولية

مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

أشار تقرير حديث صادر في نسخته الأولى عن شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم، إلى تصدر كل من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، والملك فهد الدولي بالدمام، والملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بجيزان، وخليج نيوم الدولي، ومطار شرورة، المراكز المتقدمة حيث حقق المركز الأول في فئة المطارات الدولية التي يزيد أعداد المسافرين فيها على 15 مليون مسافر سنوياً، مطار الملك خالد الدولي بالرياض بنسبة التزام بلغت 81 في المائة.

وفي الفئة الثانية للمطارات الدولية التي يأتي فيها أعداد المسافرين من 5 إلى 15 مليون مسافر سنوياً، حصل مطار الملك فهد الدولي بالدمام (شرق المملكة) على المركز الأول بنسبة 81 في المائة، وجاء في الفئة الثالثة للمطارات الدولية التي يأتي فيها أعداد المسافرين من 2 إلى 5 ملايين مسافر سنوياً، حصول مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بجيزان على المركز الأول بنسبة التزام 91 في المائة.

وحصل مطار خليج نيوم الدولي على المركز الأول في الفئة الرابعة للمطارات الدولية التي تقل فيها أعداد المسافرين عن مليوني مسافر سنوياً، بنسبة التزام 97 في المائة، وحقق مطار شرورة المركز الأول في الفئة الخامسة للمطارات الداخلية بحصوله على نسبة 97 في المائة.

وأطلقت الهيئة العامة للطيران المدني تقريرها الشهري لالتزام المطارات والناقلات الوطنية بأوقات الرحلات لشهر يناير الماضي، وفقاً لحالة مغادرة الرحلة أو قدومها خلال فترة أقل من 15 دقيقة من بعد الوقت المجدول لها، مما يوفر للمسافرين رؤية واضحة حول مستوى التزام شركات الطيران والمطارات بجداول الرحلات، وتستهدف تجويد الخدمات المُقدَّمة للمسافرين، ورفع مستواها، وتحسين تجربة المسافر.

وعلى مستوى شركات الطيران، احتلت الخطوط الجوية السعودية المركز الأول بين الناقلات الوطنية بنسبة التزام 86 في المائة في القدوم، و88 في المائة في المغادرة، كما حققت طيران «ناس» 71 في المائة في القدوم و75 في المائة في المغادرة، فيما سجلت «أديل» 80 في المائة في القدوم و83 في المائة في المغادرة.

كما سلط التقرير الضوء على أبرز المسارات الجوية المحلية والدولية، حيث شهدت رحلة (أبها - جدة) التزاماً بنسبة 95 في المائة بالحركة الجوية المحلية، فيما احتلت رحلة (الدمام - دبي) المرتبة الأولى بين الرحلات الدولية بنسبة التزام 93 في المائة.

وأوضح نائب الرئيس التنفيذي للجودة وتجربة العميل بالهيئة، المهندس عبد العزيز الدهمش، أن هذا التقرير يُعد مكملاً لتقارير الأداء الشهرية التي تقيّم المطارات وشركات الطيران بناءً على جودة الخدمة، و«من خلال هذه المبادرة نؤكد على دور الهيئة بوصفها جهة تنظيمية تضع المسافر أولاً، وتحفز التحسين المستمر في القطاع بالمملكة». وتأتي هذه الجهود في إطار مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطيران الهادفة إلى تعزيز مكانة المملكة مركزاً إقليمياً رائداً في قطاع الطيران، وذلك عبر تحسين المعايير التشغيلية، وتعزيز الكفاءة، ورفع جودة الخدمات المقدمة للمسافرين.