«علي بابا» تسجل رقماً قياسياً جديداً للمبيعات في «يوم العُزاب»

«علي بابا» تسجل رقماً قياسياً جديداً للمبيعات في «يوم العُزاب»
TT

«علي بابا» تسجل رقماً قياسياً جديداً للمبيعات في «يوم العُزاب»

«علي بابا» تسجل رقماً قياسياً جديداً للمبيعات في «يوم العُزاب»

حطمت مجموعة علي بابا، عملاق التجارة الإلكترونية الصيني، الرقم القياسي لمبيعات يوم العُزاب الذي سجلته العام الماضي أمس الأحد متخطية مستوى 168 مليار يوان (24.15 مليار دولار) في أقل من 16 ساعة.
ويوم العُزاب أكبر مناسبة للتجارة الإلكترونية في أنحاء العالم ويتخطى حجم مبيعاته يوم التسوق في الولايات المتحدة المعروف باسم الجمعة السوداء.
وأتمت الشركة تسوية مبيعات قيمتها نحو 69 مليار يوان (9.92 مليار دولار) في الساعة الأولى من يوم العُزاب، بزيادة نحو 21 في المائة مقارنة مع العام الماضي حين بلغت مبيعات أول ساعة 57 مليار يوان.
وتركز الإقبال على شراء الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى وعلى سلع أساسية مثل مسحوق الحليب والحفاضات. وتجاوزت الشركة مبيعات العام الماضي قبل الرابعة بعد الظهر بقليل، لكن الوتيرة أبطأ من العام الماضي حين جرى تحطيم الرقم القياسي لعام 2016 أربع ساعات مبكرا عن ذلك عند الظهيرة.
وقال محللون إنه رغم استمرار النمو القوي فمن المرجح أن تواجه المبيعات عوامل اقتصادية غير مواتية ومنافسة جديدة من مناسبات تسوق أخرى. وقبيل هذا الحدث، كانت هناك مخاوف من أن «علي بابا» ومواقع التجارة الإلكترونية الأخرى مثل «دي جي.كوم» التي تدير عملية بيع مماثلة، قد تتضرر بشدة من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها السلطات الأميركية.
ويذكر أن الولايات المتحدة فرضت رسوماً جمركية على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار منذ بدء «الحرب التجارية» في يوليو (تموز) الماضي، بينما فرضت الصين رسوما على سلع أميركية بقيمة 110 مليارات دولار ردا على ذلك.
وقال دانييل زنج الرئيس التنفيذي للشركة في وقت سابق الأسبوع الماضي، إن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين قد تكون فرصة للشركة، مضيفاً: «لا أحد يحب الحرب التجارية ولا عدم اليقين بشأن الوضع الاقتصادي... ولكن ما نفعله دائما هو محاولة إيجاد فرصة في الأوقات الصعبة». ووعدت الشركة الأسبوع الماضي بمساعدة الشركات على بيع سلع بقيمة 200 مليار دولار للصين في السنوات الخمس المقبلة.
ومع ذلك، هناك عدم يقين هذا العام، من تأثير التعريفات التجارية وتقليص قيم الأصول، على النمو الاقتصادي، خاصة مع تراجع نمو مبيعات التجزئة الصينية على الإنترنت في الربع الثالث بنحو 24 في المائة، بانخفاض 12 نقطة مئوية عن الأشهر الثلاثة السابقة، وفقا لإحصاءات المكتب الوطني للإحصاء. ومرت ثلاث سنوات منذ أن أعلن جاك ما، رئيس عملاق التسويق الصيني، عن رغبته بتحويل «يوم العزاب» إلى ظاهرة عالمية.
وتتجه «علي بابا» للتوسع في الولايات المتحدة مع تعهدها بإتاحة مليون فرصة عمل في البلاد، رغم تصريحات سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنه يعتزم الانسحاب من معاهدة تضم 192 دولة تمنح الشركات الصينية أسعار شحن مخفضة للطرود الصغيرة المرسلة إلى المستهلكين الأميركيين، مما يزيد صعوبة دخول التجار الصينيين إلى السوق.



تحسن نشاط الأعمال في منطقة اليورو

منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
TT

تحسن نشاط الأعمال في منطقة اليورو

منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)

شهد نشاط الأعمال في منطقة اليورو تحسناً ملحوظاً هذا الشهر، فقد عاد قطاع الخدمات المهيمن إلى النمو، مما ساهم في تعويض الانكماش المستمر في قطاع التصنيع.

وارتفع «مؤشر مديري المشتريات المركب الأولي» لمنطقة اليورو، الذي تُعِدّه «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 49.5 في ديسمبر (كانون الأول) الحالي من 48.3 في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رغم أنه بقي دون مستوى الـ50 الذي يفصل بين النمو والانكماش. وكان استطلاع أجرته «رويترز» قد توقع انخفاضاً إلى 48.2.

وقال سايروس دي لا روبيا، كبير خبراء الاقتصاد في بنك «هامبورغ التجاري»: «نهاية العام جاءت أكثر تفاؤلاً مما كان متوقعاً بشكل عام. عاد نشاط قطاع الخدمات إلى منطقة النمو، مع تسارع ملحوظ في التوسع، مشابه للتوسع الذي شهدناه في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين».

وارتفع مؤشر قطاع الخدمات إلى 51.4 من 49.5، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى استقرار الوضع عند مستويات نوفمبر الماضي. ومع ذلك، فقد أظهرت البيانات أن الشركات لا تتوقع تحسناً سريعاً في النشاط؛ إذ حافظت على استقرار أعداد الموظفين بشكل عام، فقد تراجع مؤشر التوظيف في قطاع الخدمات إلى 50.1 من 51.0.

في المقابل، استقر مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع، الذي ظل دون 50 منذ منتصف عام 2022، عند 45.2 في نوفمبر، وهو أقل بقليل من توقعات الاستطلاع البالغة 45.3. كما تراجع مؤشر الناتج، الذي يغذي «مؤشر مديري المشتريات المركب»، إلى 44.5 من 45.1.

وأضاف دي لا روبيا: «لا يزال الوضع في قطاع التصنيع متدهوراً، فقد انخفض الناتج بوتيرة أسرع في ديسمبر الحالي مقارنة بأي وقت سابق من هذا العام، كما تراجعت الطلبات الواردة أيضاً».

وفي إشارة إلى استمرار تدهور الوضع، تواصل تراجع الطلب على السلع المصنعة في منطقة اليورو، فقد انخفض مؤشر الطلبات الجديدة إلى 43.0 من 43.4.

ومع ذلك، أظهرت البيانات تحسناً في التفاؤل العام، حيث ارتفع «مؤشر التوقعات المستقبلية المركب» إلى أعلى مستوى له في 4 أشهر، مسجلاً 57.8 مقارنة بـ56.1 في الشهر السابق.

وفي فرنسا، انكمش قطاع الخدمات بشكل أكبر في ديسمبر، رغم تباطؤ وتيرة الانكماش، وفقاً لمسح تجاري أجرته «ستاندرد آند بورز غلوبال». وارتفع «مؤشر نشاط الأعمال لقطاع الخدمات» التابع لمؤسسة «إتش سي أو بي» إلى 48.2 في ديسمبر من 46.9 في نوفمبر الذي سبقه، متجاوزاً بذلك توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 46.7.

كما شهد القطاع الخاص الفرنسي الأوسع تحسناً طفيفاً، حيث ارتفع «مؤشر الناتج المركب لقطاع إدارة المشتريات» إلى 46.7 من 45.9، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 45.9. ومع ذلك، تراجع نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 55 شهراً عند 39.6 مقارنة بـ41.1 في الشهر السابق.

وفي هذا السياق، قال طارق كمال شودري، الخبير الاقتصادي في بنك «هامبورغ التجاري»: «يظل قطاع الخدمات في حالة من الغموض، وباستثناء مدة قصيرة خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، فقد واجه مقدمو الخدمات صعوبة في تحقيق زخم للنمو».

وأشار المشاركون في الاستطلاع إلى أن عدم الاستقرار السياسي، وضعف ظروف الطلب، كانا من أبرز التحديات التي ساهمت في انخفاض حاد بالتوظيف. وبيّن الاستطلاع أنه رغم التحسن الطفيف في ثقة الأعمال، فإن التوقعات لا تزال ضعيفة في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي.

أما في ألمانيا، فقد تراجع التباطؤ الاقتصادي بشكل طفيف في ديسمبر، لكن نشاط الأعمال ظل في حالة انكماش للشهر السادس على التوالي. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات الألماني المركب»، الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 47.8 من 47.2 في نوفمبر، رغم أنه ظل في منطقة الانكماش. وكان المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا قراءة تبلغ 47.8.

كما ارتفع مؤشر نشاط الأعمال لقطاع الخدمات في ألمانيا إلى 51 خلال ديسمبر من 49.3 في نوفمبر، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 49.4. وفي هذا السياق، قال دي لا روبيا: «يمثل هذا التحسن في قطاع الخدمات توازناً جيداً مع تراجع الناتج الصناعي السريع، مما يبعث بعض الأمل في أن الناتج المحلي الإجمالي قد لا يكون قد انكمش في الربع الأخير من العام».

وكانت ألمانيا قد تفادت الركود الفني في الربع الثالث، لكن الحكومة تتوقع انكماش الناتج بنسبة 0.2 في المائة عام 2024 عموماً، مما يجعلها متخلفة عن بقية الاقتصادات العالمية الكبرى. وعانى الاقتصاد الألماني من تأثيرات ازدياد المنافسة من الخارج وضعف الطلب وتباطؤ الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، أدى الخلاف حول الموازنة إلى إسقاط الائتلاف الثلاثي في البلاد، مما ترك أكبر اقتصاد في أوروبا في حالة من الغموض السياسي حتى الانتخابات المبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وقال دي لا روبيا: «لم يقدم قطاع التصنيع أي مفاجآت إيجابية في العطلات. هذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى الأخبار السلبية المستمرة حول الشركات التي تخطط لإعادة الهيكلة».

كما تدهور مؤشر التصنيع قليلاً، حيث انخفض إلى 42.5 من 43 في الشهر السابق، وظل بعيداً عن مستوى النمو. وكان المحللون يتوقعون زيادة طفيفة إلى 43.3.