هل الدوري الإنجليزي الممتاز هو الأقوى في العالم حقاً؟

نتائج الموسم الحالي تظهر الفجوة الهائلة بين أندية المقدمة وفرق المؤخرة

(من اليمين) هيدرسفيلد وكارديف ونيوكاسل وساوثهامبتون وفولهام خماسي المؤخرة الذين اهتزت شباكهم 108 مرات حتى المرحلة الحادية عشرة من الدوري
(من اليمين) هيدرسفيلد وكارديف ونيوكاسل وساوثهامبتون وفولهام خماسي المؤخرة الذين اهتزت شباكهم 108 مرات حتى المرحلة الحادية عشرة من الدوري
TT

هل الدوري الإنجليزي الممتاز هو الأقوى في العالم حقاً؟

(من اليمين) هيدرسفيلد وكارديف ونيوكاسل وساوثهامبتون وفولهام خماسي المؤخرة الذين اهتزت شباكهم 108 مرات حتى المرحلة الحادية عشرة من الدوري
(من اليمين) هيدرسفيلد وكارديف ونيوكاسل وساوثهامبتون وفولهام خماسي المؤخرة الذين اهتزت شباكهم 108 مرات حتى المرحلة الحادية عشرة من الدوري

استقبلت شباك الأندية الخمسة التي تتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهي فولهام وكارديف سيتي وهيدرسفيلد تاون ونيوكاسل يونايتد وساوثهامبتون، 108 أهداف، وتعرضت للخسارة 36 مرة، وحقق كل منها الفوز في مباراة واحدة!
ومع ذلك، ما زال هناك بصيص من الأمل أمام هذه الأندية، لأنه في ضوء النتائج الحالية، فإن أي فريق يتمكن من الحصول على 22 نقطة لن يهبط من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعلى الرغم من أن 11 مباراة ليست كافية لحساب متوسط نسبة النقاط لكل مباراة، فإن هذه هي المرة الأولى خلال 27 موسماً من مواسم الدوري الإنجليزي الممتاز التي تحصل فيها خمسة أندية على 7 نقاط أو أقل بعد مرور 11 جولة من المسابقة، وهو الأمر الذي يحمل بين طياته العديد من المؤشرات في حقيقة الأمر.
ويبدو أن نادي نيوكاسل يونايتد، الذي حقق، الأسبوع الماضي، أول فوز له خلال الموسم الحالي، سيكون خارج منطقة الهبوط على الرغم من حصوله على 6 نقاط فقط من 11 مباراة. وبات من الواضح أن الأندية الستة الأخيرة في جدول الترتيب الآن سوف تكون هي الأندية ذاتها التي تحتل المراكز الستة الأخيرة بنهاية الموسم، ربما مع وجود تغيير في المراكز فيما بينها.
وإذا ما ألقينا نظرة على أندية المقدمة في جدول الترتيب، فسوف نجد أن نادي مانشستر سيتي، الذي يتصدر المسابقة، لديه عدد من النقاط يساوي عدد النقاط التي جمعتها أندية فولهام وكارديف سيتي وهيدرسفيلد تاون ونيوكاسل يونايتد وساوثهامبتون مجتمعة، وهي الأندية التي تمثل ربع عدد أندية المسابقة بالكامل!
لكن خلال الموسم الماضي، كان عدد النقاط التي حصلت عليها الأندية الخمسة الأخيرة في المسابقة أكثر بعشر نقاط من عدد النقاط التي جمعها متصدر جدول الترتيب في هذا التوقيت من الموسم الماضي. وكان مانشستر سيتي، الذي كان يتصدر جدول الترتيب أيضاً الموسم الماضي، لديه عدد من النقاط أعلى بنقطتين من إجمالي عدد النقاط الذي جمعته هذه الأندية خلال الموسم الحالي.
وتعكس الأرقام الكثير عن مستوى الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، وتسلِّط النتائج الضوء على الفجوة الهائلة بين أندية القمة وأندية المؤخرة بالشكل الذي يجعل من السذاجة أن نقول إن الدوري الإنجليزي الممتاز هو الأقوى في العالم.
وتقول الأرقام إن أندية فولهام وكارديف سيتي وهيدرسفيلد تاون ونيوكاسل يونايتد وساوثهامبتون قد لعبت أمام مانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول وتوتنهام هوتسبير وآرسنال - الخمسة الأوائل في جدول الترتيب - ما مجموعه 19 مرة هذا الموسم. وخسرت الأندية الخمسة التي تتذيل جدول الترتيب في الـ19 مباراة بالكامل، فلم تحقق أي فوز أو تعادل، واستقبلت شباكها 60 هدفاً ولم تحرز سوى 12 هدفاً!
ويجعلنا هذا نطرح السؤال التالي: ما الهدف من هذه المباريات؟ ونتيجة لهذا التفاوت الواضح في المستوى، تمكنت أندية المقدمة من حصد عدد من النقاط لم تحصل عليه من قبل.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد الذي لا تزال فيه ثلاثة أندية (مانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول) دون أي خسارة بعد مرور 11 مباراة. كما لم يحدث من قبل أن تمكنت 5 أندية في الدوري الإنجليزي الممتاز من الحصول على 23 نقطة أو أكثر في هذا التوقيت من الموسم.
وربما يكون الاستنتاج الواضح من هذه الأرقام والإحصاءات يتمثل في أن الأندية الكبرى تتحسن وتتطور باستمرار، في الوقت الذي تقدم فيه الأندية الخمسة التي تحتل المراكز الأخيرة مستويات سيئة لم نشاهدها من قبل. لكن الأمر ليس بهذه البساطة، كما أن هذا الاستنتاج قد يكون غير صحيح بالمرة.
في البداية، دعونا نطرح هذا السؤال: هل مانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول وتوتنهام هوتسبر وآرسنال تقدم مستويات رائعة حقاً؟ لقد أثبت دوري أبطال أوروبا هذا الموسم عكس ذلك تماماً، حيث تمكَّن نادي ليون، الذي يحتل المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز، من هزيمة مانشستر سيتي متصدر جدول الترتيب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كما تمكَّن نادي رد ستار بلغراد، الذي لا يمثل قوة تُذكر في البطولات الأوروبية، ونادي نابولي، الذي يحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز، من هزيمة ليفربول. وفي الوقت ذاته، يواجه توتنهام هوتسبر خطر الإقصاء من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
كل ذلك يسلِّط الضوء على الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتحديد على ما يحدث بعيداً عن المراكز الخمسة الأولى، أو المراكز الستة الأولى؟ كما سنرى قريباً عندما يتفرغ مانشستر يونايتد، الذي يأتي خلف بورنموث في جدول الترتيب، للبطولة المحلية بعد خروجه الوشيك من دوري أبطال أوروبا.
ورأينا خلال بعض الفترات في المواسم القليلة الماضية شكل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز منقسماً بين أندية في المقدمة وأخرى في المؤخرة بعد أن اختفت تقريبا أندية الوسط التي تضمن مكاناً مريحاً لها في المسابقة، لكن الأمر مختلف هذا الموسم حيث توجَد أندية برايتون وولفرهامبتون وليستر سيتي وإيفرتون وواتفورد في منطقة الأمان (بعدد نقاط يتراوح بين ثمانٍ وثلاث عشرة نقطة) بعيداً عن آخر أربعة أندية في جدول الترتيب، لكنها في الوقت ذاته لن تشكل أي خطر على أصحاب المراكز الستة الأولى في جدول الترتيب.
وقد كان التحول الملحوظ خلال الموسم الحالي في مؤخرة جدول الترتيب، حيث أصبحت مجموعة من الأندية تواجه خطر الهبوط من بداية المسابقة، للدرجة التي تجعل أي نادٍ من هذه الأندية يحتفل بقوة بأي فوز يحققه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وكأنه حققه في المراحل الحاسمة والأخيرة من المسابقة في شهر مايو (أيار). ولعل الشيء الغريب يتمثل في أن هذه الأندية تقاتل من أجل الهروب من الهبوط الآن، رغم أنه لا تزال هناك 27 مباراة في الموسم.
وفي حالة كارديف سيتي، الذي قاتل الموسم الماضي بكل ما لديه من قوة من أجل الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، ونادي هيدرسفيلد تاون، الذي فعل الشيء نفسه للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، فليس من المستغرَب أن نرى هذين الناديين بين آخر ثلاثة أندية في جدول الترتيب.
لكننا كنا ننتظر المزيد من نادي فولهام، الذي أنفق 100 مليون جنيه إسترليني لتدعيم صفوفه هذا الصيف، لكنه قدم أداء مخيباً للآمال، ويكفي أن نعرف أن الانتصارين الوحيدين اللذين حققهما كارديف سيتي (قبل انتصاره الثاني على برايتون أول من أمس) وهيدرسفيلد تاون هذا الموسم جاءا على حساب فولهام.
أما بالنسبة للآخرين، فقد كان الأمر واضحاً تماماً ومتوقعاً بالنسبة لنادي ساوثهامبتون، الذي نجا من الهبوط الموسم الماضي بأعجوبة، كما كان من المتوقع أن نرى نتائج سيئة من نادي نيوكاسل يونايتد بسبب المشكلات التي عانى منها، والارتباك الواضح في سوق انتقالات اللاعبين وعدم إنفاق الأموال الكافية لتدعيم صفوف الفريق.
ولم يكن الأمر أفضل حالاً بالنسبة لبيرنلي وكريستال بالاس. وخلاصة القول: يبدو أن الموسم الحالي يختلف كثيراً عن المواسم السابقة، ولا يوجد ما يدعو للحديث كثيراً عن أن الدوري الإنجليزي الممتاز هو الأكثر تنافسية وقوة على مستوى العالم.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.