رئيس سابق للموساد ينضم إلى شركة تجسس عالمية

أكد الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي (الموساد)، أفرايم هليفي، ما نشر من معلومات حول انضمامه إلى شركة التجسس الإسرائيلية الخاصة «بلاك كيوب»، عضواً في مجلس إدارتها ورئيساً للجنة انتقاء الزبائن فيها ومستشاراً كبيراً في المجالين العملاني والاستخباري. وعندما سئل إن كان سيعين رئيساً لها، أجاب هليفي: «لا، هذا كثير».
ومع أن انضمام إسرائيليين إلى هذه الشركة ليس بالأمر المفاجئ، إذ انضم في الماضي مسؤولون أمنيون كبار سابقون، بينهم رئيس الموساد السابق مئير داغان، والمفتش العام للشرطة يوحنان دانينو، ورئيس مجلس الأمن القومي غيورا آيلاند، فإن انضمام هليفي يحمل معاني أخرى، فهو طاعن في السن (84 عاماً)، مما جعل المراقبين يقدرون أن أمراً ما كبيراً يحصل للشركة، فإما أزمة وإما إقدام على صفقة ضخمة مرتبطة بها إسرائيل.
وتعد «بلاك كيوب»، التي تأسست في عام 2012، إحدى أشهر الشركات الخاصة في العالم التي تعمل في مجال التجسس والتحقيقات، وتقدم خدماتها لصالح جهات لديها قوة، وتملك قدرات اقتصادية كبيرة في السوق الخاصة، من أجل حل خلافات تجارية، لكن اسمها ارتبط كثيراً بفضائح دولية، بينها العمل لمصلحة المنتج والمخرج الأميركي هارفي فاينشطاين، من خلال جمع معلومات عن ضحايا جرائم جنسية ارتكبها، وعن صحافيين جمعوا معلومات عنه. كما اعتقلت الشرطة الرومانية اثنين من موظفي «بلاك كيوب» بشبهة التنصت على مسؤولين في أجهزة إنفاذ القانون الرومانية، بصورة مخالفة للقانون. ويشتبه موظفون في الشركة بتقمص شخصيات من أجل التأثير على قرار قاضٍ كندي، وجمع معلومات حول موظفين سابقين في إدارة باراك أوباما.
وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن هليفي انضم إلى الشركة لكي يعمل في إطار عمليات استخبارية وتعقب أشخاص في العالم. وأكدت الصحيفة أن مهمة هليفي ستكون أيضاً انتقاء زبائن الشركة، إذ إن «بلاك كيوب» تصنف زبائنها من خلال 3 ألوان: الأخضر، الذي يرمز إلى زبائن غير إشكاليين، وبالإمكان العمل لصالحهم؛ الأحمر، وهم زبائن يحظر العمل معهم؛ والأصفر، وهم زبائن توجد علامة استفهام حيالهم. وجاء هذا التصنيف في أعقاب قضية فاينشطاين، الذي عبرت الشركة عن أسفها للعمل لمصلحته، بعد فضح دورها في قضيته.
يذكر أن هليفي خدم طيلة 41 عاماً في الموساد، تولى خلالها مناصب رفيعة، بينها رئيس القسم المسؤول عن العلاقات السرية لإسرائيل، قبل تعيينه رئيساً لهذا الجهاز. وفي عام 1997، ساهم هليفي في حل الأزمة بين إسرائيل والأردن، في أعقاب محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، وذلك بفضل علاقاته الوثيقة مع الملك حسين. وفي عام 2002، عُين هليفي رئيساً لمجلس الأمن القومي، لكنه استقال من هذا المنصب بعد سنة واحدة، بسبب خلافات بينه وبين رئيس الحكومة آنذاك، أريئيل شارون. ومنذئذ، يتولى هليفي مناصب أكاديمية، إلى جانب تقديم استشارات لهيئات دولية.