دفاعات الميليشيات تتهاوى في محيط مدينة الحديدة

تقدم للجيش اليمني في الضالع وتحرير مواقع جديدة بصعدة

TT

دفاعات الميليشيات تتهاوى في محيط مدينة الحديدة

أفادت مصادر عسكرية يمنية أمس بأن قوات الجيش تمكنت بإسناد من التحالف الداعم للشرعية من كسر جميع الأنساق الدفاعية الأمامية للميليشيات الحوثية في الحديدة على امتداد خطوط المواجهة المحيطة بالمدينة من جهاتها الثلاث وسط توغل مستمر للقوات في الأحياء الجنوبية والشرقية.
جاءت هذه التطورات الميدانية بالتزامن مع احتدام المعارك في جبهات البيضاء والضالع وصعدة، حيث تمكنت القوات الحكومية من استعادة مواقع عدة في مختلف الجبهات مقابل تقهقر المسلحين الحوثيين وانهيار معنوياتهم على وقع الضربات التي توجهها لهم قوات الجيش اليمني.
وفيما أفادت المصادر الرسمية للجيش بأن 5 من قيادات الجماعة الميدانيين سقطوا في معارك البيضاء، أكدت المصادر نفسها سقوط عشرات الحوثيين في المواجهات المحتدمة على مشارف مدينة دمت الواقعة شمال غربي محافظة الضالع.
وفي حين استعادت قوات الجيش في محافظة صعدة سلسلة جبال في مديرية رازح غرب المحافظة، أفادت مصادر الإعلام الحربي للجيش اليمني في محافظة الحديدة بأن القوات المشتركة كسرت أمس خطوط دفاع الميليشيات حول جامعة الحديدة وهيئة تطوير تهامة ونسفت مدافع ومخازن أسلحة حوثية.
وطوقت القوات الحكومية - وفقا للمصادر - مجاميع من عناصر الميليشيات في كلية الطب مع التقدم إلى أطراف حي الربصة الواقع جنوبي المدينة في أعقاب العناصر الفارين إلى وسط المباني السكنية.
وبحسب المصادر الميدانية تمكنت القوات من الوصول إلى إذاعة الحديدة وكسر دفاعات الجماعة الحوثية وصولا إلى الحاجز الصخري في ميناء الاصطياد وذلك بالتوازي مع قيام الفرق الهندسية بتفكيك الألغام الحوثية المزروعة في المواقع التي تم طرد عناصر الميليشيات منها.
وتوقعت المصادر أن تشهد الساعات المقبلة تطورا استراتيجيا على صعيد عزل جيوب الميليشيات الحوثية عن بعضها في أحياء الحديدة، عبر تنفيذ عمليات اقتحام نوعية بمساندة من مقاتلات الأباتشي التابعة للتحالف الداعم للشرعية.
ويتولى عدد من الألوية التابعة لقوات العمالقة والمقاومة الوطنية والتهامية، المشاركة في العمليات العسكرية التي أطلقت قبل أسبوع لتحرير الحديدة ومينائها من قبضة الميليشيات الحوثية التي تحاول الاستماتة في الدفاع عنها لما تمثله خسارتها من انقطاع الحصول على الأسلحة المهربة والأموال التي تقوم بجبايتها من عائدات ميناء الحديدة.
ويقول شهود في المدينة إن الاشتباكات بلغت أمس أشدها بالقرب من جامعة الحديدة وأطراف حي الربصة بمشاركة مقاتلات الأباتشي، في الوقت الذي يقوم فيه الحوثيون بتكثيف إطلاق مدافعهم من داخل الأحياء السكنية إلى جانب إطلاق الصواريخ الباليستية.
وبحسب مصادر محلية في محافظة إب، تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، دفعت الجماعة أمس بالعشرات من عناصرها الذين استقطبتهم إلى الساحل الغربي، للمشاركة في معارك الحديدة، وسط تحركات ميدانية لقيادات الجماعة في مديريات إب بحثاً عن مقاتلين جدد مقابل مبالغ مالية ووعود بوظائف عسكرية دائمة.
إلى ذلك أكدت وكالة «سبأ» الحكومية أن قوات الجيش في جبهة الضالع، استعادت أمس حصن الحقب التاريخي في مديرية دمت بعد معارك مع ميليشيات الحوثي الانقلابية.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إن «الجيش الوطني نفذ أيضا عملية نوعية من الجهات الشرقية والغربية لمدينة دمت، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير تعزيزات عسكرية، وأجبرت ما تبقى منهم على الفرار».
وبحسب المصدر، لجأت الميليشيات إلى استهداف المدنيين في مناطق الحقب والعرفاف والمناطق المجاورة والمحيطة بمدينة دمت، وقصفت المناطق السكنية بشكل عشوائي بالقذائف المدفعية والهاون، ما أسفر عن أضرار في الممتلكات العامة والخاصة.
وفي السياق الميداني نفسه، لكن في محافظة صعدة الحدودية، أحرزت قوات الجيش اليمني أمس تقدما جديدا في مديرية كتاف، وأفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية بأن القوات «حققت تقدماً جديدًا، وتمكنت من تحرير سلاسل جبلية مطلة على جبال العاشة ووداي الغول باتجاه مركز مديرية كتاف في جبهة البقع شمالي صعدة».
وجاء هذا التطور الميداني غداة إحراز تقدمات ميدانية جديدة في جبهة الأزهور بمحور رازح غربي محافظة صعدة، حيث أفادت المصادر الرسمية بأن قوات اللواء السابع حرس حدود، أحكمت سيطرتها على قرية المقران وتلة الواكفة، أعلى جبل الأزهور الاستراتيجي.
وأوضحت المصادر أن تحرير القرية جاء إثر هجوم مباغت شنته قوات الجيش الوطني، على مواقع تمركز الميليشيات التي كانت تستعد للتسلل باتجاه مواقع محررة، وهو ما أسفر عن مقتل 25 حوثياً وجرح آخرين وتدمير عدد من آلياتهم.
وكان محافظ صعدة اللواء هادي طرشان الوايلي قد أكد في تصريحات سابقة أن الجيش تمكن من تطهير نحو 50 في المائة من المساحة الجغرافية لمحافظة صعدة من ميليشيات الحوثي وبات يخوض معاركه في جبال مران حيث مديرية حيدان المعقل الرئيس لزعيم الميليشيات المدعومة من إيران.
وفي محافظة البيضاء حيث اشتدت المعارك في مديرية الملاجم، أعلنت قوات الجيش اليمني مقتل 21 حوثيا، بينهم 5 قادة ميدانيين، إضافة إلى أسر عناصر آخرين، بحسب ما أورده الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر نت».
وأفاد الموقع بأن القادة الحوثيين الذين لقوا مصرعهم هم مشرف العمليات الخاصة للميليشيات في البيضاء أبو الأشتر العفاد، ومشرفها في مديرية ناطع أبو مالك حيدرة، ومشرفها في قيفه أبو غانم الخدروش، وقائد الميليشيات في جبل دير الاستراتيجي أبو منيف المغربي، ومشرف الهندسة في ناطع أبو الحسنين.
ويرجح المراقبون أن تشهد الأيام المقبلة تحركات ميدانية شاملة لقوات الجيش اليمني في مختلف الجبهات لمواكبة معركة الحديدة، خاصة بعد أن أعاد الرئيس عبد ربه منصور هادي تشكيل قيادة الجيش بتعيينه وزيرا للدفاع ورئيسا لهيئة الأركان.
ويوم أمس كان نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، التقى رئيس هيئة الأركان الجديد، الفريق الركن بحري عبد الله النخعي؛ للاطلاع على المستجدات الميدانية وبحث جهود وخطط تفعيل المؤسسة العسكرية.
وقال الأحمر، بحسب ما نقلته المصادر الرسمية اليمنية: «إن الظروف تتطلب شحذاً للهمم ومضاعفة الجهود والتقدم بإصرار وصبر؛ لاستكمال التحرير وتحقيق حلم اليمنيين بوطن آمن مستقر خالٍ من ميليشيات العنف وجماعات الإرهاب».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».