التزام أوروبي ـ أميركي بالتصدي للتحديات الأمنية وفي مقدمتها الإرهاب

أكدت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الالتزام بالتصدي للتحديات المشتركة، في مجالات الأمن والعدل، وأشادا بالمستوى الممتاز للتبادلات والتعاون العملياتي لفائدة أمن المواطنين على جانبي المحيط الأطلسي. وجاء ذلك في بيان مشترك، صدر في وقت متأخر من مساء أول من أمس الجمعة، ووزع على الصحافيين في بروكسل عبر البريد الإلكتروني. وصدر البيان في ختام الاجتماع الوزاري المشترك الذي استضافته واشنطن على مدى يومي الخميس والجمعة، وجمع وزراء الداخلية والعدل من الجانبين. وحسب ما جاء في البيان، فقد شددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على المشاركة الفعالة للمعلومات في جهود الطرفين لمكافحة الإرهاب، مع التركيز على معلومات تتعلق بمناطق الصراعات، وأسماء المسافرين وأمن الطيران، وشدد المشاركون في الاجتماع على أهمية معلومات الشرطة الوطنية السريعة، كأداة فعالة لمنع سفر الإرهابيين، ووافق الجانبان على إجراء تقييم مشترك في العام 2019 امتثالا لأحكام اتفاقية مشتركة حول بيانات المسافرين. واتفق الجانبان على الحاجة إلى تعزيز الجهود للتصدي لتحدي استخدام الإرهابيين للإنترنت في توجيه الهجمات وإلهام الآخرين، وفي نفس الوقت التأكيد على احترام الحقوق الفردية بما في ذلك حرية التعبير. وقال البيان بأنه خلال الاجتماع الوزاري، تبادل الجانبان المبادرات التي انطلقت في هذا الصدد والتعريف بالجهود المبذولة لتحسين التواصل مع مزودي الخدمات والشراكة معهم. وفي البيان المشترك، اعترف الجانبان بأن الأنظمة الانتخابية في الدول الديمقراطية تواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب حلولا مبتكرة وشاملة، وفي هذا الصدد تبادل المشاركون معلومات حول الإجراءات الحالية، لبناء أنظمة انتخابية أكثر مرونة ومواجهة التحديات الحالية مثل حملات التضليل وغيرها من أشكال التدخل عبر الإنترنت، وجرى الاتفاق على حوار منتظم بينه الجانبين في هذا الموضوع.
وفي ملف الأمن السيبرائي، اتفاق الجانبان على الأولوية التي يجب منحها لمكافحة الجريمة السيبرائية، وتعزيز الأمن السيبرائي، واعترف الجانبان بالحاجة إلى الحفاظ على عالم وفضاء إلكتروني مفتوح ومستقر وأمن، وأشاد البيان المشترك بالجهود التي بذلت من وكالات إنفاذ القانون من الطرفين، لمكافحة وردع الجريمة الإلكترونية ومنعها، واعترف الجانبان بالتحدي المتمثل في الوصول وبالوقت المناسب وبصورة قانونية إلى البيانات المشفرة، وجرى تبادل وجهات النظر حول التحديات المرتبطة بهذا الأمر، كما اتفق الجانبان على أهمية تمكين سلطات إنفاذ القانون على ضفتي الأطلسي من الوصول وبشكل سريع ومباشر للأدلة الإلكترونية عبر الحدود، واتفقا أيضا على مناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الجانبين حول الوصول إلى الأدلة الإلكترونية. كما جرى خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر، حول ملف الهجرة وإدارة الحدود ومكافحة الاتجار بالبشر، واتفق الجانبان على أهمية التقدم نحو السفر الحر من دون تأشيرة، بموجب الأطر القانونية لكل منهما، كما أكد الجانبان على المخاوف المشتركة بشأن التهديدات الدولية لمكافحة المخدرات، التي تطرحها المواد الأفيونية الاصطناعية غير المشروعة. وأخيرا اتفق الجانبان على انعقاد الاجتماع الوزاري القادم في النصف الأول من 2019 في بوخارست عاصمة رومانيا، التي ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد في النصف الأول من العام القادم.
وينعقد الاجتماع الوزاري الأوروبي الأميركي، الأمني القضائي، مرتين في العام لدفع التعاون الأطلسي، وكانت المرة الأخيرة التي انعقد فيها الاجتماع في صوفيا في الأسبوع الأخير من مايو (أيار) الماضي، عندما كانت بلغاريا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد. وحسب ما ذكرت المفوضية الأوروبية في بروكسل شارك ديمتري أفراموبولوس المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة في الاجتماع الوزاري الأوروبي الأميركي، ومعه وزير الداخلية النمساوي هيربرت جيجل الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي ومعهما وزير العدل النمساوي جوزيف موسر وأيضا وزيرة الداخلية الرومانية كارمن دانييلا دان التي ستتولى بلادها الرئاسة القادمة للاتحاد وبرفقتها وزير العدل الروماني تيوديريل تيودور ومن الجانب الأميركي وزير الأمن الداخلي كرستين نيلسن والمدعي العام الأميركي جيف سيسيز.
ويأتي ذلك في إطار اللقاءات التي تجرى بين الحين والآخر بهدف التشاور والتنسيق الأمني والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وقطع سبل تمويله، وذلك بين كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وهي لقاءات جرت بشكل متكرر وعلى مستويات مختلفة منذ مطلع العام الجاري.