عقدت الحكومة الكويتية، أمس، اجتماعاً استثنائياً لبحث مشكلة الأمطار وسط مطالبات برلمانية باستقالة الحكومة بعد فشل البنية التحتية في استيعاب كميات الأمطار الغزيرة التي تحوّلت إلى سيول جرفت عدداً من السيارات في مناطق مختلفة بينها ضاحية صباح الأحمد.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، أنس الصالح، أن مجلس الوزراء سيكون في حالة انعقاد دائم إلى حين الانتهاء «من هذا الظرف الاستثنائي»، فيما أعلنت وزارة التربية تعطيل جميع المدارس في عموم الكويت، وسرت أنباء عن تكليف عادل الجار الله الخرافي بتولي وزارة الأشغال، بالإضافة إلى توليه منصبه الحالي (وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة).
وصرح رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق علي الغانم، بأن الأولوية القصوى هي «للتعاون مع أجهزة الدولة لمواجهة آثار الأمطار»، بعدما كان قد دعا إلى جلسة مشتركة تجمع الحكومة ومجلس الأمة.
واستقال أول من أمس وزير الأشغال وزير الدولة لشؤون البلدية في الكويت، حسام الرومي، كما تم تحويل وكيلي وزارة الأشغال للتقاعد الثلاثاء الماضي على خلفية إخفاق الوزارة في الاستعداد لموسم الأمطار.
وصرح أنس الصالح، نائب رئيس الوزراء، بأن مجلس الوزراء عقد صباح أمس في مقر وزارة الداخلية اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، لمتابعة تداعيات الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد والاطلاع من كثب على تفاصيل النتائج والآثار التي ترتبت عليها وعلى الخطط المعدة لمواجهة مثل هذه الظروف وسبل تنفيذها من أجل ضمان سلامة المواطنين والمقيمين والمحافظة على الممتلكات العامة وسبل الوقاية من مثل هذه الحوادث وآثارها مستقبلاً. واستمع المجلس إلى تقارير تفصيلية قدّمها وزراء ومسؤولون حول ما قامت به الجهات المعنية من استعدادات وجهود في مواجهة هذه «الظروف الاستثنائية».
وشدد الشيخ جابر المبارك على ضرورة متابعة الاستعدادات لمواجهة كل الاحتمالات، نظراً لاستمرار سوء الأحوال الجوية، مؤكداً ضرورة تقصي أي وجه من أوجه الخلل أو التقصير أو التهاون ومحاسبة المسؤولين عنه سواء من الأفراد أو المؤسسات أو الشركات وإجراء تحقيقات عاجلة لهذا الغرض. وأشار إلى أن حجم الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها ممتلكات المواطنين يستوجب درس آلية مناسبة للمساهمة في دعم المتضررين من أجل تخفيف معاناتهم.
إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم أن الأولوية القصوى في الساعات المقبلة تكمن في التعاون والتعاضد مع أجهزة الدولة المعنية مثل الداخلية والجيش والحرس الوطني والإطفاء والأشغال والإسعاف وغيرها والالتزام بتعليماتها من أجل عبور الآثار الآنية والفورية لموجة الأمطار الغزيرة. وقال الغانم في تصريح صحافي إنه «بعد عبور تلك المرحلة الدقيقة وضمان سير الأمور بأقل الأضرار، وخصوصاً الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين، تأتي بعدها حتماً مرحلة تعويض المتضررين ومحاسبة المقصرين».
وذكر أن «المرحلة الحالية هي مرحلة فزعة تحتاج إلى تعاون وتضافر وإلى تشجيع ورفع الهمم ومن ثم تأتي حتماً مرحلة تعويض المتضررين عن أضرارهم ومحاسبة أي مسؤول عن أي قصور موجود».
وحول الاجتماع النيابي الحكومي، قال: «غداً (اليوم الأحد) إن شاء الله سيكون الاجتماع، وسنناقش فيه كل الأمور والجوانب المتعلقة بالوضع». وأوضح أن الاجتماع لم يعقد أمس السبت لأن «كل القيادات الأمنية والفنية موجودة في الميدان للتعامل مع آثار الأمطار».
وعلى صعيد متصل، ذكر الغانم أن أكثر من 200 ضابط وعسكري من حرس مجلس الأمة تطوعوا لمساعدة القطاعات الأخرى من أجل تخفيف الأضرار ومحاولة إنقاذ الأرواح والاستعداد لموجة الأمطار القادمة.
وتلقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الفريق متقاعد الشيخ خالد الجراح الصباح اتصالين هاتفيين أمس من وزير الداخلية البحريني الفريق ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة ووزير الداخلية العماني حمود البوسعيدي، اطمأنا خلاله على تداعيات التقلبات الجوية التي تتعرض لها الكويت، وذلك في إطار العلاقات الأخوية بين الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وقالت إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية في بيان صحافي، إن الوزيرين أبديا خلال الاتصالين استعداد بلديهما لتقديم جميع أنواع الدعم للكويت، معربين عن خالص تمنياتهما بالأمن والسلامة لكل أهل الكويت والمقيمين على أرضها.
اجتماع استثنائي للحكومة الكويتية لبحث تداعيات السيول
دولتان خليجيتان تعرضان المساعدة... والغانم يؤكد أن «المحاسبة آتية» للمقصّرين
اجتماع استثنائي للحكومة الكويتية لبحث تداعيات السيول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة