عون يحذّر من توطين الفلسطينيين

TT

عون يحذّر من توطين الفلسطينيين

حذّر الرئيس اللبناني من توطين الفلسطينيين في البلاد التي يقيمون فيها، مجدداً دعوته للعمل على عودة اللاجئين السوريين وعدم ربطها بالحل السياسي.
جاء كلام عون خلال استقباله، أمس، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي على رأس وفد في قصر بعبدا، حيث تم البحث أيضاً بما حصل أخيراً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان.
وقال عون «كافة الأمور تهمنا، سواء كانت صغيرة أم كبيرة. وبالنسبة إلى ما جرى في مخيم (المية ومية)، فلقد سارعنا بداية إلى التهدئة وتالياً إلى إيجاد حل. لكن الأحداث تتسارع اليوم من أجل حلول غير مقبولة منا وغير عادلة، حيث يسعى البعض إلى توطين الفلسطينيين حيث هم. وهذا الأمر إذا حصل سيكون بمثابة أكبر مجزرة للعدالة في العالم. واليوم نحن في تباين مع الأمم المتحدة، لأنها لا تشجع على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم إلا بعد أن يتساوى الحل السياسي مع الحل الأمني، على الرغم من أن الأمن استتب في سوريا، والحكم السوري يتصالح مع الذين حملوا السلاح ضده، في الوقت الذي نرى فيه أن معظم اللاجئين هم من الذين هربوا من السلاح ومن الحرب».
ودعا عون، العبسي، الذي حيّاه على موقفه بقضية اللاجئين، إلى السعي للعمل على حل لهذه العودة، وقال: «نحن نتطلع إلى أن تسعوا جميعاً، أينما كنتم، للتوصل إلى الحل القائم على عودة اللاجئين الآمنة والطوعية. لكن ربط الحل السياسي بالعودة، هو أمر خطير جداً. ونحن نستعيد دائماً مثلين سبق أن عايشناهما: منذ العام 1974 مع الأزمة القبرصية بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين، حيث لجأ القبارصة اليونانيون إلى لبنان. ولكن مع استتباب الهدوء الأمني عاد الجميع إلى ممتلكاتهم ولم يبق منهم أحد هنا، على الرغم من أنه، بعد 44 سنة، لم يتم التوصل بعد إلى حل سياسي لقضيتهم. فكيف بالأحرى بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين ينتظرون منذ 77 سنة الحل السياسي لقضيتهم، ولم يعد أي أحد منهم إلى بلاده؟ من هنا فإن التسويف في إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا مخيف، لا سيما أنهم يحاولون الانخراط في العمل بلبنان، وهذا أمر يمنحهم ترغيباً للبقاء حيث هم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.