ركلة جزاء سترلينغ أمام شاختار تؤكد الحاجة إلى تقنية الفيديو

الجماهير لن تتحمل أخطاء الحكام مع اقتراب دوري أبطال أوروبا من مرحلة خروج المغلوب

سترلينغ يسقط على الأرض دون أن يلمسه أحد ويحصل على ركلة جزاء! (رويترز)
سترلينغ يسقط على الأرض دون أن يلمسه أحد ويحصل على ركلة جزاء! (رويترز)
TT

ركلة جزاء سترلينغ أمام شاختار تؤكد الحاجة إلى تقنية الفيديو

سترلينغ يسقط على الأرض دون أن يلمسه أحد ويحصل على ركلة جزاء! (رويترز)
سترلينغ يسقط على الأرض دون أن يلمسه أحد ويحصل على ركلة جزاء! (رويترز)

مهما كانت الاعتراضات، فإن نتيجة تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد في دوري أبطال أوروبا لا يمكن أن تكون أسوأ مما حدث في ملعب الاتحاد معقل مانشستر سيتي الإنجليزي الأربعاء الماضي.
ربما يكون أول شيء يمكن أن نقوله عن ركلة الجزاء التي احتسبت لرحيم سترلينغ في المباراة التي سحق فيها مانشستر سيتي نظيره الأوكراني شاختار دونيتسك بستة أهداف دون رد في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا على ملعب الاتحاد هو أن حكم المباراة، المجري فيكتور كاساي، الذي لم يتردد للحظة في احتساب ركلة الجزاء كان يتواجد خلف مدافع الفريق الأوكراني مباشرة، وبالتالي لم يتمكن من رؤية اللعبة بوضوح فتخيل أن المدافع قد ارتكب خطأ ضد سترلينغ.
أما الشيء الثاني فيتمثل في أن مساعدي الحكم في هذا الجزء من الملعب - حكم الراية والحكم المتواجد خلف خط المرمى، لم يكن لديهما أي حجة لعدم رؤية ما حدث، خاصة أن هناك اتصالا لاسلكيا مباشرا بين الحكام، وبالتالي كان من الغريب ألا يتواصلوا سويا لرؤية ما حدث.
وفي ظل عدم اعتماد تقنية حكم الفيديو، من الممكن أن نرى ما حدث يتكرر مثلا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، التي يشاهدها ما يقرب من نصف سكان العالم على شاشات التلفاز، فهل يمكننا أن نتخيل حينئذ حجم الظلم الذي قد يقع على أي فريق في مباراة بهذه الأهمية!.
ورغم أن مانشستر سيتي كان متفوقا بشكل كاسح على شاختار دونيتسك في مباراة من جانب واحد ولم يحدث الكثير من الجدل حول ركلة الجزاء التي احتسبت لسترلينغ لأنها لم تؤثر كثيرا في النتيجة النهائية للمباراة، فإن ما حدث يعد بمثابة تحذير وإنذار للاتحاد الأوروبي لكرة القدم حتى يتحرك لمنع حدوث ذلك مرة أخرى.
إن حدوث هذا الخطأ الواضح في ظل وجود خمسة حكام داخل الملعب وفشلهم جميعا في رؤية ما حديث يعني أن هناك حاجة ماسة للاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد، ويجب عدم التأخير في استخدامها في مثل هذه البطولات بعدما سبق واستخدمت بالفعل في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، حتى ولو كان هناك بعض العيوب والمشاكل في استخدامها حتى الآن، لأننا لا نزال في «منتصف الطريق»، إن جاز التعبير، فيما يتعلق باستخدام هذه التقنية.
وفي حال عدم الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد، فإن البديل سيكون رؤية مزيد من القرارات السيئة التي قد تجعل الفريق الأفضل يخسر مباراة بسبب خطأ تحكيمي، تماما كما حدث مع تشيلسي أمام برشلونة في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2009 بسبب خطأ واضح من الحكم النرويجي توم هينينغ أوفريبو.
وقد أظهرت تلك المباراة أنه رغم أن بطولة دوري أبطال أوروبا يفترض أنها تقدم أفضل المواهب والقدرات في القارة الأوروبية، فإن بعض الحكام لا يكونوا على مستوى الحدث ولا يمكنهم مواكبة التطور السريع في اللعبة ويرتكبون أخطاء قاتلة تؤثر كثيرا على نتائج المباريات.
ولا ينطبق هذا بشكل خاص على الحكم المجري كاساي، الذي أدار المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا وشارك في كأس العالم من قبل. وفي حقيقة الأمر، كان كاساي هو أول حكم يحتسب ركلة جزاء بعد العودة إلى الفيديو، وكان ذلك في نهائيات كأس العالم عام 2016، ومع ذلك، هناك تصور مفاده أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يطور من قدرات الحكام إذا كان يريد أن تكون دوري أبطال أوروبا هي البطولة الأقوى والأفضل في عالم كرة القدم.
لقد كان كاساي يدير مباراة بين إنجلترا وأوكرانيا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2012 وألغى هدفا صحيحا لمنتخب أوكرانيا رغم تجاوز الكرة لخط المرمى، وهو ما جعل المسؤولين يدركون أن الحكام المخصصين لمراقبة خط المرمى لن يتمكنوا من حل تلك المشكلة، وبالتالي قرر جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، الاعتماد على تقنية خط المرمى. لكن بعد مرور ستة أعوام كاملة على ذلك، يبدو أنه لم يتغير أي شيء، حيث لم يتمكن الحكم المساعد وحكم خط المرمى من رؤية ركلة الجزاء الوهمية التي احتسبت لسترلينغ أمام شاختار. ومهما كانت اعتراضات البعض على استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد - إذا كان هناك من يعترض على ذلك من الأساس بعد النتائج الجيدة لهذه التقنية في نهائيات كأس العالم بروسيا - فإن استخدام هذه التقنية لن يكون بأي حال من الأحوال أسوأ من رؤية ما حدث في ملعب الاتحاد. لقد اعتذر سترلينغ لحكم المباراة بعد نهاية اللقاء، لكن كان ينبغي على الحكم أن يعتذر لسترلينغ في واقع الأمر، أو على الأقل للمدافع الأوكراني ميكولا ماتفيينكو، الذي احتسبت ضده هذه المخالفة الوهمية!. لقد ألقى البعض باللوم على سترلينغ وقال إنه كان يتعين عليه أن يخبر الحكم أثناء المباراة بأنه لم يتعرض لأي مخالفة ويطالبه بإلغاء ركلة الجزاء، لكن الحقيقة تتمثل في أن هذه الانتقادات تقال الآن لأن اللاعب الذي حصل على ركلة الجزاء اسمه رحيم سترلينغ وليس أي لاعب أخر!.
وأشار سترلينغ بعد المباراة إلى أنه لم يتعمد خداع الحكم لكنه فوجئ باحتساب ركلة الجزاء وقال: «حاولت لعب الكرة من فوق الحارس، قدمي اصطدمت بالأرض ولا أعلم ماذا حدث. لم أشعر بأي تدخل. أود الاعتذار للحكم».
وضحك البرتغالي باولو فونسيكا مدرب شاختار عند سؤاله عن قرار الحكم وقال: «من الصعب الحديث عن ركلة الجزاء بعد نتيجة مثل هذه لكنها سخيفة، وهذا كل ما يمكنني قوله. الجميع شاهدوا الكرة لكننا لم نخسر بسبب هذه الركلة».
واتفق غوارديولا مدرب سيتي معه في أن قرار الحكم كان خطأ وأن ما حدث اثبت الحاجة إلى تقنية نظام حكم الفيديو المساعد، وقال: «كان على سترلينغ إبلاغ الحكم بالأمر في وقتها، اكتشفنا أنها لم تكن ركلة جزاء. لا نحب التسجيل من موقف مثل هذا. أنتم تعلمون تقنية حكم الفيديو المساعد وما هي ويجب حصول الحكام على مساعدة لأنهم لا يريدون ارتكاب الأخطاء». ومن الإنصاف أن نقول إن معظم اللاعبين كانوا سيتصرفون بشكل مماثل لو كانوا في نفس موقف سترلينغ، ويجب الإشارة إلى أن روبي فاولر (نجم ليفربول السابق والمحلل الرياضي حاليا) نفسه قد حصل على ركلة جزاء بنفس الطريقة على ملعب هايبري معقل آرسنال عام 1997، ولم يكن الحكم مجبرا على تغيير قراره بمجرد احتسابه لكرة الجزاء.
في الحقيقة، لم يرتكب سترلينغ أي خطأ في تلك اللعبة، لأنه لم يدع السقوط من أجل الحصول على ركلة جزاء ولم يطالب باحتساب ركلة جزاء ولم يتحدث مع حكم المباراة من الأساس. وما كان يمكن لمانشستر سيتي القيام به هو تعمد إهدار ركلة الجزاء، لكن لم يكن سترلينغ هو من يمكنه اتخاذ مثل هذا القرار أيضا.
وفي العادة، لا يهدر الرياضيون فرصة أو ميزة يحصلون عليها، وإن كان هناك بعض الرياضيين الذين يفعلون ذلك بالفعل، لكن هذا استثناء وليس قاعدة. وفي أغلب الأحيان، يكون من الأفضل أن تترك القرار للحكم، لكن ما حدث من حكام مباراة مانشستر سيتي وشاختار يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك حاجة ملحة لتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد.


مقالات ذات صلة

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

رياضة عالمية فرحة لاعبي بريست بالفوز الأخير أوروبياً على آيندهوفن (رويترز)

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

مع إحدى أصغر الميزانيات في الدوري الفرنسي، يحقق فريق بريست نجاحا كبيرا في النسخة الحالية بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (بريست)
رياضة عالمية دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي (د.ب.أ)

كالابريا قائد ميلان: أرفض التشكيك في التزامي

رفض دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي الانتقادات التي واجهها عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

أرتيتا: سأمنح سترلينغ مزيداً من دقائق اللعب

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إنه يعتزم منح رحيم سترلينغ فرصة اللعب مزيداً من الدقائق خلال فترة الأعياد المزدحمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.