الإرهاب يطرق أبواب العملية السياسية في العراق... بدءاً من الموصل

تزايد أنشطة «داعش»... ومحافظ نينوى السابق يصف الوضع الأمني بـ«الخطير»

عراقيون يعاينون أمس موقع انفجار سيارة مفخخة في الموصل أول من أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يعاينون أمس موقع انفجار سيارة مفخخة في الموصل أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

الإرهاب يطرق أبواب العملية السياسية في العراق... بدءاً من الموصل

عراقيون يعاينون أمس موقع انفجار سيارة مفخخة في الموصل أول من أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يعاينون أمس موقع انفجار سيارة مفخخة في الموصل أول من أمس (أ.ف.ب)

يضع العراقيون أيديهم على قلوبهم دائما. فالإرهاب النائم مرة عبر خلايا سرعان ما تنتشر مثل السرطان في حال إيقاظها، أو المتربص دوما عند كل عثرة سياسية، وما أكثرها في عراق أدمنت طبقته السياسية الخلافات حتى صارت جزءا من سلوكها اليومي، يواصل عملياته هنا وهناك كلما حانت له الفرص وما أكثرها.
منذ عام 2010 حين تشكلت حكومة نوري المالكي الثانية حالت الخلافات السياسية دون تسمية وزيرين للدفاع والداخلية، وطوال أربع سنوات احتفظ بهما المالكي نفسه عبر إدارتهما بالوكالة. وفي أواخر عهده (يونيو/ حزيران 2014) احتل تنظيم داعش محافظة نينوى بدءا من مدينة الموصل ليمتد في غضون أيام قلائل إلى كامل محافظة صلاح الدين وأجزاء من ديالى فالأنبار وكركوك طارقا بقوة أبواب بغداد وأربيل معا. وحتى هذا الوضع الخطير لم يحفز القوى السياسية إلى ترشيح وزيرين للداخلية والدفاع، تاركين الأمر إلى ما ستسفر عنه الانتخابات التي سرعان ما جاءت برئيس وزراء جديد (حيدر العبادي). ومع أن العبادي وضع الأولوية عند تشكيل حكومته للحقائب الأمنية لكن عند التصويت على حكومته بقي مقعدا وزيري الدفاع والداخلية شاغرين برغم أن «داعش» كان يقاتل على مشارف بغداد. وبعد أسابيع تم التوافق على وزيرين للداخلية (محمد سالم الغبان) والدفاع (خالد العبيدي) ودائما شيعي للداخلية وسني للدفاع. وبعد نحو سنتين دبت الخلافات، فأقيل الغبان من منصبه بعد تفجير دام في منطقة الكرادة ببغداد ليحل محله قاسم الأعرجي، وسحب البرلمان الثقة من خالد العبيدي ليحل محله عرفان الحيالي.
وفي أواخر عام 2017 أعلن العبادي النصر على تنظيم داعش ويفترض أن تكون طويت صفحته. اليوم يحاول رئيس الوزراء الجديد أستاذ الاقتصاد عادل عبد المهدي ترقيع ما تبقى من حكومته التي مشت حتى الآن بأربعة عشر وزيرا. لكن عبد المهدي لا يزال يصطدم برغم وهم الحرية الذي منح له باختيار وزرائه بعقبة وزيري الدفاع والداخلية. الأسباب دائما هي نفسها (خلاف سني - سني على الدفاع) و(شيعي - شيعي على الداخلية).
وليس من عادة زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي الانتظار طويلا. صحيح أنه قام بالكثير من الهجمات هنا وهناك طوال الفترات الماضية لكن تلك الهجمات لم تحفز العقل السياسي العراقي في الارتفاع إلى مستوى ما يمثله ذلك من تحديات وتداعيات قد لا تحمد عقباها. الآن وبعد التفجير الذي وقع في الجانب الأيمن من الموصل أمس حيث سقط ضحايا بين المدنيين وفي ظل ما تعانيه المحافظة والمحافظات الأخرى من تراجع أمني واضح بدأ الجميع يقر أن النتائج هذه المرة، في حال لم تؤخذ هذه التحديات بنظر الاعتبار، قد لا تحمد عقباها.
أول المحذرين هو محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي الذي أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع الأمني «خطير جدا في ظل الأوضاع السياسية الحالية. كما أن الإدارة المحلية ليس لها أي اعتبار والقيادات الأمنية كل جهة منها تتبع اتجاها مختلفا»، مضيفا أن «الزعامات السنية لم يعد لها دور، كما أن الخلاف مع إقليم كردستان نار تحت الرماد» ويوضح النجيفي أن «كل هذه الأوضاع سيمكن أي طرف ولو كان ضعيفا من التلاعب بأمن المنطقة بالإضافة إلى أن الأجهزة الأمنية لم تتعرف بعد أن ألقت القبض على كثير من الدواعش على شبكات الإرهاب الحقيقي وإنما اكتفت بالقسوة في التعامل وفِي ظنها أن القسوة كافية لردعهم وأنا أعتقد أن النتيجة ستكون عكسية مع هذا النوع من العقليات المتحجرة».
في السياق نفسه يرى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «غرب نينوى صحراء واسعة وبالتالي فإن منطقة القيروان مثلا لا تزال منطقة تسلل مثالية بالنسبة لتنظيم داعش فضلا عن مرتفعات بادوش». ويضيف أن «تنظيم داعش يلجأ إلى مستويات مختلفة من الأعمال الإرهابية في تلك المناطق مستغلا الجغرافيا والخلايا النائمة ويقوم بعمليات مختلفة لكنها لا يمكن أن تعد تعبيرا عن انهيار أمني أو اختراق كبير»، مبينا أن «الأوضاع لا تزال تحت السيطرة ومن الصعب على هذا التنظيم القيام بعمليات يمكن أن تحدث تغييرا في التوازنات».
لكن للخبير المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي رأي مختلف حيث يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «مدن جنوب وغرب نينوى تتمتع بموقع استراتيجي متقدم يُغري المسلحين بالسيطرة عليه؛ ليكون منطلقاً للتسلل منه إلى بيجي والقيارة والشورة والمحلبية وصولا إلى أحياء الموصل التي تشكل سياجاً للمنطقة الحيوية في مركز محافظة نينوى»، مبينا أنه «عند اختلال الأمن الهش هناك إلى درجة أن تتحكم مفارز فلول (داعش) بالمبادرة الزمانية والمكانية، سيكون العنوان الإعلامي الأبرز (داعش يعود إلى نينوى)».
ويضيف الهاشمي أن «مناطق جنوب وغرب الموصل تتصل من الجنوب بالأنبار ومن الشرق بصلاح الدين ومن الغرب بالحدود السورية ومن الشمال بجنوب إقليم كردستان، هناك الألوف من الكيلومترات المربعة ليس فيها إلا مناطق مفتوحة وقرى مهجورة تتجول فيها مفارز فلول (داعش) وسط مواكب رعي الأغنام والدراجات النارية وبأعداد صغيرة من الصعب رصدها أو حتى الاشتباه بها بشكل رئيسي، ويمكن لها الانتقال دون عناء كبير إلى القرى المسكونة وحتى أطراف المدن». ويرى الهاشمي أن «(داعش) يحاول تعطيل التفاهم والتنسيق الذي توصلت إليه القيادة المشتركة وهيئة الحشد الشعبي مع الحشود العشائرية والمناطقية المرابطة في تلك الجغرافيا المعقدة والصعبة جداً». ويمضي قائلا: «بحسب المعلومات المتداولة، بدأت عمليات (داعش) تزداد، فهو يركن السيارات المفخخة والعبوات اللاصقة ويقتل بالقنص ويخطف ويأخذ الإتاوات وبالتالي فإنه وإزاء هذا المصير، يتبلور أمام القيادة المشتركة العراقية خياران متوازيان، لا بد من اعتمادهما معاً، هما؛ مواصلة مطاردة فلول التنظيم بحملة مبنية على الجهد الاستخباري، والتعاون والتنسيق مع القوات العشائرية والمناطقية ودعمها ومع قوات الشرطة المحلية وأفواج الطوارئ».


مقالات ذات صلة

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا، وجّه إردوغان تحذيراً صارماً لمقاتلي الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تواصل القتال مع «قسد» على محاور جنوب شرقي منبج (أ.ف.ب)

إردوغان: تركيا لم تتدخل في سوريا

تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على محاور جنوب شرقي منبج... وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج الشراكة قائمة على تعزيز التعاون وتوسيع التنسيق حيال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (الشرق الأوسط)

«تلغرام» و«اعتدال» يزيلان 100 مليون محتوى متطرّف

تمكن «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» ومنصة «تلغرام»، عبر مواصلة جهودهما في مكافحة النشاط الدعائي للتنظيمات الإرهابية، من إزالة 100 مليون محتوى متطرف

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)

«إف بي آي»: لا صلة لـ«الإرهاب» بانفجار شاحنة «تسلا» في لاس فيغاس

أكد المحققون الفيدراليون أن العسكري الذي قضى انتحارا في شاحنة صغيرة من طراز «سايبرتراك» خارج فندق ترمب بمدينة لاس فيغاس الأميركية، كان يعاني اضطرابا

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.


«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».