وافق المجلس الوزاري الأوروبي أمس في بروكسل على لائحة جديدة ترفع الحواجز أمام حرية حركة البيانات غير الشخصية في الاتحاد الأوروبي، وسوف تسهم القواعد الجديدة في تحفيز اقتصاد البيانات، وتطوير تقنيات جديدة مثل الأنظمة المستقلة عبر الحدود والذكاء الاصطناعي.
وجرى التوصل إلى اتفاق مؤقت مع البرلمان الأوروبي حول هذا الصدد في يونيو (حزيران) الماضي، وصوت البرلمان لصالح هذا الموضوع في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وسيتم التوقيع على اللائحة في منتصف الشهر الجاري من جانب البرلمان والمجلس الأوروبي، وبعدها ستنشر اللائحة في الجريدة الرسمية للاتحاد وتكون قابلة للتطبيق في كل دولة عضو في الاتحاد بعد ستة أشهر من نشرها رسميا.
وقالت الرئاسة النمساوية الدورية للاتحاد، إن وجود قطاع بيانات أقوى سيجعل أوروبا أكثر قدرة على التنافس، كما أن حرية حركة البيانات أمر ضروري للنمو وخلق الوظائف، وستوفر اللائحة الجديدة المرونة للمزيد من الشركات الأوروبية.
وقال بيان أوروبي: «سيلغي الإصلاح الذي جرت الموافقة عليه، القيود المفروضة على توطين البيانات التي تفرضها الدول الأعضاء لتخزين أو معالجة البيانات غير الشخصية، ما لم تكن تلك الأسباب مبررة لأسباب تتعلق بالأمن العام، وسوف تستمر سلطات الدول الأعضاء في الوصول إلى البيانات حتى لو كانت موجودة في بلد آخر، وعلى سبيل المثال قد يكون الوصول إلى البيانات ضروريا بهدف المراقبة القانونية أو بغرض الإشراف على تنفيذ بعض الإجراءات، كما تشجع اللائحة أيضا على تطوير مدونات سلوك لتسهيل قيام مستخدمي معالجة البيانات بتغيير مقدمي الخدمات أو نقل البيانات إلى أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، وقعت 25 دولة أوروبية على إعلان يدعم الرقمنة في القارة الأوروبية من خلال الالتزام بمزيد من التعاون، وذلك في مؤتمر «اليوم الرقمي 2018» الذي استضافته بروكسل ونظمته المفوضية الأوروبية، وحضره سبعة أعضاء في الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، من بينهم ماريا غابرييل مفوضة الاقتصاد الرقمي. وفي بيان مشترك للمفوضين السبعة الذين شاركوا في المؤتمر عبروا جميعا عن الترحيب بالتقدم المحرز، وقالوا: «إن التزامات الدول الأعضاء تعطي إشارة قوية». وجاء في البيان: «ندرك جميعا أن مستقبل أوروبا رقمي، وأن الطريقة الوحيدة لجني فوائد جديدة بشكل كامل من خلال العمل المشترك وتوحيد القوى والموارد من خلال تجميع البيانات الصحية واستخدام الذكاء الاصطناعي وتشجيع الابتكار، وعبر كل هذا يمكن لأوروبا أن تحسن بشكل كبير من حياة الناس».
وأوضح البيان أنه «يمكن على سبيل المثال تشخيص أفضل للأمراض وفي وقت مبكر وأيضا (استخدام) الطرق الأكثر أمنا... وهذه الأمور ما هي إلا لمحات مما يمكن أن يقدمه التغيير الرقمي».
وعقب انتهاء المؤتمر، ذكرت تقارير إعلامية في بروكسل أن السوق الرقمية الموحدة يمكن أن تخلق أكثر من 450 مليار يورو في السوق الأوروبية، كما توفر مئات الآلاف من فرص العمل.
أوروبا تدعم «الرقمية» برفع الحواجز أمام حركة البيانات غير الشخصية
أوروبا تدعم «الرقمية» برفع الحواجز أمام حركة البيانات غير الشخصية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة