ليبيا: المؤتمر الوطني يمدد فترة ولايته للعام المقبل رغم الاعتراض الشعبي

ليبيا: المؤتمر الوطني يمدد فترة ولايته للعام المقبل رغم الاعتراض الشعبي
TT

ليبيا: المؤتمر الوطني يمدد فترة ولايته للعام المقبل رغم الاعتراض الشعبي

ليبيا: المؤتمر الوطني يمدد فترة ولايته للعام المقبل رغم الاعتراض الشعبي

في خطوة مثيرة للجدل، قرر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا، تمديد فترة عمله، التي من المفترض أن تنتهي، بحلول شهر فبراير (شباط)، إلى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2014.
وقال عمر حميدان الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف، من العاصمة الليبية طرابلس، إن «ما جرى التصويت عليه في جلسة عقدها المؤتمر لا يُعد تمديدا»، وإنما ما سماه بـ«خارطة طريق» تنتهي بحلول 24 ديسمبر (كانون الأول) من العام المقبل.
وأضاف حميدان: «لكن هذه الخارطة تقتضي إصدار عدة قوانين وإصدار تعديل دستوري، حتى تكون الأمور قانونية».
وعقد المؤتمر الوطني جلسة مسائية لتمرير عدة قوانين جديدة، خاصة بالمحاماة والأوراق العقارية وهيئة مكافحة الفساد.
ومن المتوقع، كما قال مراقبون محليون، أن يثير هذا القرار ردود فعل غاضبة في الشارع الليبي، الذي ضغطت نخبه السياسية والإعلامية للاعتراض على محاولة البرلمان تمديد فترة ولايته القانونية.
وفي أول اعترض علني من نوعه على هذه الخطوة، قال تحالف القوى الوطنية الذي يقوده الدكتور محمود جبريل، في بيان مقتضب بثه عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إنه يؤكد رفضه «تمديد زمن حكم المؤتمر الوطني يوما واحدا».
وأضاف بيان التحالف: «وسيعتبر هذا اليوم غير شرعي، ونطالبه بوضح خريطة تحدد الأوليات فيما تبقى من زمن حكمه.. فالتاريخ يسجل».
ولم يعلن حزب العدالة والبناء الذي يعتبر الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين موقفه من تمديد ولاية المؤتمر, حيث التزم الصمت حيال ما جرى.
وتظاهر مئات الليبيين في العاصمة طرابلس وعدة مدن أخرى، الشهر الماضي، لإعلان رفضهم تمديد ولاية المؤتمر. وبحسب الجدول الزمني المقرر في «الإعلان الدستوري» الذي صاغه المتمردون السابقون ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي، فإن مهمة المؤتمر الأساسية كانت محددة في «قيادة البلاد في غضون 18 شهرا، إلى انتخابات عامة بعد صياغة دستور جديد». لكن المؤتمر لمح في السابق عدة مرات إلى احتمال تمديد فترة ولايته. ولم تحدد السلطات حتى الآن تاريخ انتخاب 60 عضوا في اللجنة التأسيسية التي ستضع الدستور. وتصادف هذا الجدل مع حلول الذكرى الـ62 لاستقلال ليبيا وتحررها من الاستعمار الإيطالي، في 24 ديسمبر (كانون الثاني) عام 1951، حيث أعلنت السلطات الليبية أن اليوم (الثلاثاء) عطلة رسمية في كل أرجاء الوطن.
ودعت الحكومة الوزراء والمسؤولين بالجهات العامة التي تتطلب طبيعة عملها الوجود بها بصورة مستمرة اتخاذ الترتيبات اللازمة بتكليفهم العمل بما يحقق تأديتها لواجباتها وتسيير العمل خلال هذا اليوم، كما أصدرت شركة «بريد ليبيا» ثلاثة طوابع بريدية جديدة بمناسبة هذه الذكرى.
إلى ذلك, أعلنت الحكومة الانتقالية برئاسة علي زيدان تشكيل لجنة للتحقيق في حادثة تفجير بوابة برسس شرق بنغازي، التي وقعت، أول من أمس، وأودت بحياة 13 جنديا وإصابة آخرين، في أول هجوم انتحاري من نوعه في شرق البلاد. وقال بيان للحكومة إن اللجنة ستضم في عضويتها مندوبين عن الوزارات المعنية بهذا الشأن. وكانت الحكومة أعلنت الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، وتأجيل الاحتفالات بعيد الاستقلال حدادا على أرواح الضحايا.
من جهته، عدّ زيدان كتابة الدستور أهم استحقاق أمام الليبيين للانتهاء من المرحلة الانتقالية بسلام، ودعا في مقابلة تلفزيونية، مساء أول من أمس، الليبيين إلى أن يلتفوا حول ما اتفقوا عليه في فترة المجلس الوطني الانتقالي، وأن يواصلوا مسيرة المرحلة الانتقالية بكتابة الدستور، التي ستحدد شكل الدولة الليبية.
من جهة أخرى, أُصيب أحد قوات الصاعقة بمدينة بنغازي خلال محاولة اغتيال تعرض لها بالقرب من معسكر الصاعقة، أثناء عودته لمنزله, حيث نقلت وكالة الأنباء المحلية عن شهود عيان أن أربعة أشخاص كانوا على متن سيارة أطلقوا النار باتجاهه ولاذوا بالفرار.
كما قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار بصورة عشوائية على عدد من المدنيين بالمنطقة الشمالية لمدينة أجدابيا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين، من بينهم امرأة تشادية إصابتها خطيرة، حسبما أفادت به مصادر أمنية بالمدينة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.