راهن أحمد الصبان، رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة، على رفع مستوى الميداليات في بطولات آسيا والأولمبياد مستقبلاً؛ وذلك في ظل الدعم الذي تلاقيه رياضة المبارزة من قبل اللجنة الأولمبية السعودية.
وقال الصبان في حديثه المطول لـ«الشرق الأوسط»: إنه سيكون لديهم لاعبون ولاعبات على مستوى الطموحات، وسيبذل مع زملائه في مجلس الإدارة كل الجهود لإعداد المنتخبات السعودية للمبارزة بالشكل اللائق، خصوصاً اللاعبات السعوديات اللاتي يحتجن إلى تدريبات ومعسكرات وخبرات لاكتشاف مواهبهن في هذه اللعبة الجميلة.
وشدد، على أن اتحاد المبارزة يعمل جاهداً لإعادة اللعبة إلى أندية الهلال والاتحاد والوحدة التي هجرتها منذ سنوات طويلة؛ فاللعبة تحتاج إلى وقفة من الجميع، وأنا على ثقة كبيرة أنها ستعود بقوة للساحة الرياضية وسنشاهد تنافساً كبيراً خلال عودتها للمنافسات.
الصبان قال الكثير في الحوار التالي:
> تسلمت دفة رئاسة الاتحاد قبل سنة، فما هي التطورات التي قمتم بها خلال تلك الفترة؟
- ما قمنا به خلال الفترة الماضية يعتبر خطوة صغيرة نحو الهدف الأكبر الذي نسعى إليه، حيث طورنا الكثير من الأمور، مثل المراكز والكادر النسائي، وحددنا استراتيجية في توزيع الأدوار على أعضاء مجلس الإدارة.
> كيف ترى مشاركة العنصر النسائي، هل هنالك إقبال على اللعبة؟
- بصراحة الإقبال أكثر مما تتوقعناح فأول بطولة نسائية شارك فيها أكثر من 30 فتاة سعودية، وهذا رقم جيد كأول بطولة وجميعهن صغيرات في السن؛ فأكبر لاعبة عمرها 19 سنة، ولدينا الآن مراكز في الدمام والرياض لاستقبال العنصر النسائي ولديهن حماس وإقبال للدخول في اللعبة، ونتطلع إلى إقامة مركز في جدة كون الطلبات من جدة كثيرة؛ وهذا دليل على تواجد العنصر النسائي.
> مشاركة المنتخب السعودي للسيدات في البطولة الآسيوية الأخيرة كانت خجولة، وجاءت مراكزنا متأخرة، الـ27 والـ29... هل هذا هو طموحكم كاتحاد، أم الهدف اكتساب الخبرة والتجربة والثقة بالنفس؟
- مشاركتنا في البطولة الآسيوية كانت هي الأولى من نوعها على مستوى السيدات السعوديات، ولك أن تتخيل أن اللاعبات لم يمارسن اللعبة إلا قبل خمسة أشهر، وكانت لدينا مشكلات متراكمة لا يمكن أن تعالجها خلال سنة، إضافة إلى المنتخبات التي نشارك معها مثل كوريا الجنوبية، واليابان، والصين، وكازخستان، منتخبات متقدمة ولها باع وسنوات طويلة في هذه اللعبة، وكوريا هي من الدول المصنفة عالمياً مع إيطاليا؛ وبالتالي نحتاج إلى سنوات حتى نستطيع المنافسة، وكأول مشاركة آسيوية بحد ذاتها تعتبر ممتازة لاكتساب الاحتكاك والخبرة، وهذا لن يأتي إلا عن طريق الممارسة والتدريبات، وكذلك تسجيل اسمنا في البطولات الآسيوية، وهنالك دول متقدمة علينا في اللعبة، مثل الكويت لم تشارك، ومشاركتنا في بطولة كبيرة مثل آسيا هي خطوة أولى للسير نحو الطريق الصحيحة لإعداد جيل رياضي نسائي قوي.
> كم يحتاج المنتخب السعودي للسيدات لجني ثمار هذا التخطيط؟
- لو استمر هذا المنتخب بالعناصر نفسها مع إضافة اللاعبات الموهوبات الجدد فسنحتاج إلى ثلاث سنوات مقبلة لتلاحظ الفرق الكبير، وهناك اهتمام كبير من الجميع، وأنا سأضمن - بعد توفيق الله - المنافسة على تحقيق ميدالية على المستويين العربي والآسيوي. ولله الحمد على مستوى البنين، هناك اللاعب علي البحراني شارك في أولمبياد الشباب تحت 18 سنة التي أقيمت في الأرجنتين في سلاح السيف واستطاع الوصول إلى دور 16 وعمره 15 سنة ولأول مرة يشارك عالمياً؛ فهذا يعتبر إنجازاً، وسنعمل على صقل موهبته من خلال تكثيف التدريبات وكيفية اكتساب الخبرة ومع مرور الوقت - بإذن الله - سيكون له شأن كبير في المستقبل.
> ماذا عن مشاركة المنتخبات السعودية في البطولة التي أقيمت بالأردن؟
- كانت مشاركتنا إيجابية، وحققنا في تلك البطولة 24 ميدالية لفئة الشباب والناشئين، وهذا الإنجاز هو أكبر عدد ميداليات تحققه المبارزة السعودية في تلك البطولة، وكانت الميداليات متنوعة ما بين ذهب وفضة وبرونز، وحتى الفتيات كان لهن نصيب من الميداليات.
> حدثنا عن برنامج المبارز الأولمبي الذي بدأتم العمل به في الصيف الماضي، أين وصلتم؟
- توقفنا ما يقارب 60 يوماً من أجل إعادة تطوير البرنامج، واليوم بدأنا في تكملة البرنامج تحت مسمى «أكاديمية المبارز الأولمبي»، وسيتم استقطاب اللاعبين الجدد واللاعبين الموجودين يتم تطويرهم والموهبين والموهوبات سيكون لهم تدريبات مكثفة ودورات ومشاركات متعددة، وستكون مشاركاتهم على حساب الاتحاد وسيتم تقليص عدد اللاعبين من 20 لاعباً إلى أربعة لاعبين فقط ومثلهم احتياط، وسيتم التركيز عليهم، واللاعب الذي لا يطور مستواه سيستبعد من المنتخب، ونحن الآن نبحث عن المنافسة واللاعب الذي يستحق تمثيل الوطن.
> ما الفرق بينه وبين برنامج أكاديمية المبارز الأولمبي الذي أعلنتم عنه مؤخراً؟
- الأكاديمية مختلفة؛ كونها على مدار السنة وتختص بصناعة لاعبين أولمبيين، بنين وبنات، وبرسوم معينة لجميع الفئات، ويتواجد كوادر فنية عالية في الأسلحة الثلاث، وراعينا توقيت البرنامج والتدريبات للطلاب والطالبات مع التقويم الدراسي، سواء في المدارس أو الجامعات، وسترون - بإذن الله - نتائج هذه الأكاديمية على المنتخبات السعودية وتحقيق إنجازات للوطن.
> هل تواجهون كاتحاد صعوبة أو مشكلة في مشاركة العنصر النسائي في البطولات الخارجية، وهل هنالك مشرفات يتابعن التدريبات والمعسكرات الإعدادية للفتيات؟
- المسؤولة عن أنشطة الاتحاد للعنصر النسائي هي الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود، وهي رئيسة اللجنة النسائية بالاتحاد العربي، وكذلك الزميلة هناء حلمي، المشرفة على الكادر النسائي في الاتحاد، وعندما نظمنا بطولات محلية تمت الاستعانة بحكمات من الإمارات والبحرين، وأخذنا موافقة من هيئة الرياضة لحضور عوائل المشاركات لمتابعة البطولات، ولا توجد أي مشكلات - ولله الحمد - ولا توجد مواقف خارجة عن النص، وفريق العمل منظمون، ولا توجد أي مشكلات، ومشاركتنا منظمة، وبرامجنا واضحة ووضعنا قوانين وأنظمة يجب التقيد بها لتحقيق أهداف المبارزة.
> كيف وجدت الاتحاد قبل تسلمك المنصب؟
- لن أبخس حق الإدارة السابقة وبقية الادارات، كل مسؤول لديه خطط واستراتيجية، وبالتأكيد يسعى إلى تقديم عمل جيد، لكننا بدأنا من الصفر ولن نترك الاتحاد إلا وسيكون لنا بصمة في عملية التطوير؛ حتى الشخص الذي يأتي بعدنا سيجد ملفاً متكاملاً عن الخطط والأهداف ويكمل مسيرة العمل.
> من خلال معايشتك للعبة عندما كنت لاعباً والآن تترأس اتحاد المبارزة، هل يوجد أمل لتحقيق ميدالية أولمبية؟
- لدي ملف سيتم رفعه للهيئة العامة للرياضة من أجل الموافقة على برنامج طويل المدى حُدّد فيه اللاعبون المميزون، ومن ضمنهم اللاعب علي البحراني بحيث تتم رعايتهم دراسياً وتدريباً وأسرياً، وحتى يتم بناء لاعب بطل لا بد أن يكون له ميزانية منفصلة عن الاتحاد؛ حتى تخف المصاريف التي تدفعها أسرته شهرياً، وهذا ما تسير عليه الاتحادات المميزة على مستوى العالم، وأنا أرى اللاعب علي البحراني مستقبل بطل وبإمكانه تحقيقه ميداليات للوطن.
> كم تتوقع يحتاج من ميزانية لتحقيق ميداليات وإنجازات؟
- لعبة المبارزة مكلفة تحتاج إلى ملايين، ولا أستطيع تحديد كم نحتاج، ويعتمد ذلك على المعسكرات والمشاركات والالتزامات العائلية التي يحتاج إليها لدراسته وجامعته التي لا بد أن تكون من الجامعات المتقدمة خارج المملكة؛ كونها منتشرة، ونحاول إعادة اللعبة في الجامعات السعودية، وكذلك في المدارس نسعى لتفعيل اللعبة ولدينا 5 مدارس في الرياض ونسعى لنشرها في الدمام وجدة بالتعاون مع وزارة التعليم.
> كيف ترى اهتمام الأندية في اللعبة؟
- للأسف، هناك 7 أندية سعودية تمارس اللعبة بشكل رسمي، وكانت هناك أندية كالهلال، والاتحاد، والرياض، ووج، وأحد، والوحدة تشارك، لكن الآن لا يوجد لديها نشاط أو مشاركات، ونسعى لإعادة اللعبة، وتم الرفع لهذه الأندية، وهنالك تواصل مع الهلال والاتحاد والوحدة، وأكثر الأندية التي تهتم باللعبة هي أندية المنطقة الشرقية، أبرزها القادسية والنهضة.
> الأميرة هيفاء، ما هو دورها بصفتها نائباً للرئيس وهي رئيس لجنة الاتحاد العربي للفئات النسائية؟
- الأميرة هيفاء كانت ممارسة للعبة في فترة سابقة في الجامعة، ودورها كبير جداً من خلال التواصل مع اللاعبات وهي تشارك معهم في التدريبات حتى تكسر حاجز الخوف بين البنات، وكذلك تواصلها مع الاتحاد العربي وتواجدها مع البعثة التي شاركت في بطولة الأردن وتحقيق المنتخب النسائي ميداليات تكتب للتاريخ لذلك مجهودات كبيرة قدمتها مع فريق العمل، حيث حققنا ميداليتين في العربية، وميدالية في الجولة الآسيوية، ومجموع الميداليات التي حققناها خارجياً 31 ميدالية.
> متى نشاهد لاعباً بمواصفات اللاعب السابق الجيزاني الذي حقق ميدالية ذهبية (سلاح المبارزة) في بطولة كأس العالم؟
- حقيقة، نتمنى أن يتكرر هذا الإنجاز في القريب العاجل، وكما ذكرت لك نحن كاتحاد نعمل وفق خطط وبرامج ونحتاج إلى مزيد من الوقت.
> ما صحة أن اللاعبين يشاركون في البطولات على حسابهم الخاص وفي حال حققوا نتائج جيدة يقوم اتحاد اللعبة بدفع التكاليف؟
- نعم، صحيح اللاعب يشارك على حسابه الخاص وأنا أحدثت برنامجاً بحيث لا تنتظر أن يقوم الاتحاد بتطوير اللاعب وحده؛ فاللاعب إذا كان لديه إمكانية المشاركة في البطولات الدولية فلا بد أن تكون لديه الرغبة في تطوير نفسه وليس الاتحاد الذي يطوره، وللمعلومية جميع دول العالم تقوم بذلك، فمثلاً الاتحاد لديه روزنامة عشر مشاركات، لكن لا أستطيع صرف ميزانية على كل اللاعبين، والبعض منهم يريد المشاركة على حسابه الخاص من أجل تطوير نفسه، وهو بذلك يساعد الاتحاد على تطوير نفسه ونشاهد الدول الأوروبية، وحتى الدول العربية بعض اللاعبين يريد المشاركة في جميع البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي حتى يطوروا من إمكاناته ويكتسب الخبرة.
> أين اللاعبة لبنى العمير التي سبق لها المشاركة في الأولمبياد والآن ابتعدت، لماذا لا تنضم إلى الطاقم النسائي للاستفادة من خبراتها؟
- طلبنا من الأخت لبنى العودة والمشاركة، لكن ظروفها الأسرية وعملها حالَا دون ذلك، وهي متواجدة وتحضر البطولات النسائية ونرحب بها في أي وقت، ويفترض أن تكون قدوة ورمزاً للبنات اللاتي يمارسن اللعبة؛ فهي أول سعودية تشارك في الأولمبياد في لعبة المبارزة.
> من أبرز الأسلحة المبارزة والسيف والشيش، ما هو السلاح الذي نستطيع من خلاله تحقيق ميداليات، وكيف نستطيع رفع مستوى الأسلحة؟
- أعتقد أن سلاح الشيش هو أصعب الأسلحة، وعلى المدى البعيد ربما نحقق فيه نتائج، وسلاح السيف والمبارزة هي الاسهل؛ لأن التكنيك أقل، ومن الممكن تحقيق نتائج أسرع.
> كيف ترى دعم هيئة الرياضة للاتحادات؟
- مستوى الدعم ممتاز، لكن عام 2019 نحتاج إلى دعم أكثر؛ لأن نتائج اتحاد المبارزة وعمله كان واضحاً وحتى نشره للعبة هذه السنة كان على قدر الطموح، والمسؤولون في الهيئة، المستشار تركي آل الشيخ، والأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، على تواصل معهما مباشرة، وحتى بعض المعوقات - ولله الحمد - تم التغلب عليها التي تتمثل بجلب المدربين للمنتخب، وتم توفير مركز خاص للمبارزة في الرياض، ووعدونا بتخصيص مركز 2019 في جدة، وطلبنا زيادة المشاركات وزيادة المدربين للأندية؛ كون عددهم قليلاً ونحتاج إلى مدربين على مستوى عالٍ من الخبرة من أجل التطوير.
رئيس اتحاد السعودية للمبارزة: نسعى لإعادة اللعبة إلى أندية الهلال والاتحاد والوحدة
أحمد الصبان كشف عن إقبال كبير بين الفتيات على برنامج «المبارز الأولمبي»
رئيس اتحاد السعودية للمبارزة: نسعى لإعادة اللعبة إلى أندية الهلال والاتحاد والوحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة