مقتل 100 حوثي في الحديدة... والجيش بدأ اقتحام المدينة من عدة محاور

استهداف جوي لمواقع الميليشيات في صنعاء وحجة وصد هجوم في البيضاء

قوات الجيش اليمني لدى تقدمها في الأحياء الشرقية للحديدة (أ.ف.ب)
قوات الجيش اليمني لدى تقدمها في الأحياء الشرقية للحديدة (أ.ف.ب)
TT

مقتل 100 حوثي في الحديدة... والجيش بدأ اقتحام المدينة من عدة محاور

قوات الجيش اليمني لدى تقدمها في الأحياء الشرقية للحديدة (أ.ف.ب)
قوات الجيش اليمني لدى تقدمها في الأحياء الشرقية للحديدة (أ.ف.ب)

أكدت قوات الجيش اليمني في محافظة الحديدة أنها واصلت تقدمها أمس في عدد من الأحياء السكنية، استعداداً لاقتحام المدينة من عدة محاور، بعد أن طوقتها من أغلب الاتجاهات ووضعت الميليشيات الحوثية داخل كماشة محكمة.
وفي الوقت الذي تتوخى قوات الجيش اليمني الدخول مباشرة في معارك الأحياء السكنية التي يتحصن فيها الحوثيون في محيط المدينة حرصاً على أرواح المدنيين، أفادت مصادر طبية وعسكرية أمس بأن 100 حوثي على الأقل قُتِلوا في ضربات لطيران التحالف الداعم للشرعية، وفي المعارك التي اشتدت في الناحية الجنوبية الغربية من المدينة، حيث جامعة الحديدة وطريق الكورنيش المؤدي إلى المطار.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن القوات الحكومية حررت، أمس، مواقع جديدة في مدينة الحديدة، وسط اشتداد وتيرة المعارك المتصاعدة.
وبحسب تصريحات رسمية نقلها الموقع عن رئيس عمليات اللواء الثاني عمالقة أحمد الجحيلي، فقد سيطرت القوات على «مبنى الجوازات» مع خوضها معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة «سيتي ماكس وبالقرب من سوق الحلقة، وحول معسكر الدفاع الساحلي ومدرسة القتال».
وأكد الجحيلي أن قوات ألوية العمالقة حققت تقدما كبيرا أيضاً «باتجاه منتجع الواحة السياحي، وتوغلت في أكثر من حي»، مشيراً إلى أن الميليشيات «تتلقى ضربات موجعة وأصبحت تحصيناتها تتهاوى بشكل متسارع».
وأوضح أن عناصر الميليشيات وقياداتها لاذوا بالفرار صوب وسط المدينة، وأصبحوا يتحصنون بين السكان بعد أن اقتحموا منازلهم بالقوة ونشروا القناصين على الأسطح.
وتسير خطة المعركة التي تقودها القوات الحكومية (بحسب مراقبين عسكريين) في الطريق الصحيح بعد أن تمكنت من الالتفاف على المدينة من الجهات الجنوبية والغربية، وتقدمت في خط متقوس من الجهة الشرقية مغلقة أغلب منافذ المدينة باستثناء المنفذ الشمالي المعروف بطريق الشام الذي لا يزال متاحاً أمام تحركات المدنيين.
وكانت القوات تقدمت من الجهة الشرقية في شارع الخمسين، وسيطرت على دوار المطاحن، في ظل سعيها للتقدم غرباً في أحياء المدينة من جهة مستشفى 22 يوليو (تموز) وكلية الهندسة وفندق قصر الاتحاد ومن مدينة الصالح وشارع التسعين، في الوقت الذي تواصل فيه التقدم نحو جامعة الحديدة من الجهة الجنوبية الغربية بمحاذاة الكورنيش المؤدي إلى الميناء.
إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الحوثية دفعت، أمس، بمقاتليها باتجاه الدريهمي منطلقة من غرب مديرية بيت الفقيه في مسعى للالتفاف على قوات الجيش وقطع الإمدادات عنها جنوب الحديدة، غير أن وحدات تتبع الكتيبة الرابعة من اللواء الأول زرانيق أحبطت مخطط الميليشيات، وأوقعت في صفوف عناصرها قتلى وجرحى.
ومع هدوء نسبي خيم أمس على الجبهات الشرقية للمدينة اشتدت المعارك، بحسب مصادر محلية تحدثت إلى «الشرق الأوسط» في الجبهة الجنوبية الغربية بالقرب من جامعة الحديدة، في ظل تحليق مكثف لطيران التحالف ودوي للقذائف الحوثية التي يطلقها عناصر الجماعة من وسط الأحياء السكنية.
وتعمدت الميليشيات تفخيخ عشرات المباني وأغلب الطرق المؤدية إلى وسط المدينة وحفرت الخنادق وأغلقت الشوارع، بحسب شهادات محلية، كما أرسلت قناصتها لاعتلاء أسطح المباني الحكومية والخاصة، بما فيها أسطح المستشفيات.
ودانت منظمة العفو الدولية، في بيان لها، أمس، قيام الميليشيات بالسيطرة على سطح مستشفى 22 مايو (أيار)، واتخاذ المرضى والطواقم الطبية فيه دروعاً بشرية، وأكدت مديرة الحملات ببرنامج الشرق الأوسط في منظمة العفو، سماح حديد، أن احتلال الحوثيين لسطح المستشفى ينتهك القانون الإنساني الدولي.
وكانت ميليشيات الحوثي اقتحمت مستشفى 22 مايو الأهلي في الحديدة، وحوَّلته إلى ثكنة عسكرية ونصبت على سطحه أسلحة ثقيلة وقناصة بحسب شهود محليين ومصادر طبية.
وتخوف ناشطون يمنيون في مدينة الحديدة من إقدام الميليشيات على استخدام عشرات المهاجرين الأفارقة دروعاً بشرية، بعد أن اقتادتهم من إحدى القاعات المحتجزين فيها وسط المدينة على متن حافلات باتجاه المناطق الشرقية حيث تحتدم المواجهات.
في سياق متصل، ذكر المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة أن القوات خاضت اشتباكات عنيفة أمس مع الميليشيات بالقرب من مستشفى 22 مايو وسوق الخضار بمدينة الحديدة مكبدة الجماعة الحوثية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والمعدات.
وأفاد المركز بأن الميليشيات حولت منازل المواطنين إلى مواقع عسكرية تتمترس فيها وتستهدف عدداً من الأحياء المجاورة بقذائف الهاون وإطلاق الصواريخ على المناطق المحرَّرة.
في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية في محافظة حجة أمس أن طيران التحالف استهدف عدداً من العربات العسكرية الحوثية في منطقة العك بمديرية عبس، المجاورة لمديرية حيران المحررة من جهة الجنوب، ما أدى إلى سقوط من متنها قتلى وجرحى.
وامتدت الضربات الجوية (بحسب شهود محليين) إلى مواقع للمتمردين الحوثيين في جنوب العاصمة صنعاء، بمعسكر عمد، حيث سمع دوي انفجارات يرجح أنها ناجمة عن تدمير صواريخ باليستية كانت الجماعة تعدها للإطلاق بعد أن أخرجتها من مخازن سرية في المنطقة.
وعلى صعيد متصل بالمعارك في جبهة البيضاء، أفادت المصادر الرسمية للجيش اليمني بأن القوات في محور البيضاء تمكنت أمس من كسر هجوم شنته ميليشيات الحوثي على جبل دير الاستراتيجي في مديرية الملاجم وكبدت عناصرها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وفي جبهة صرواح الواقعة غرب مأرب، نقل الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر نت» عن مصادر ميدانية قولها إن «مدفعية الجيش قصفت تعزيزات لميليشيات الحوثي كانت في طريقها لتعزيز عناصر الجماعة في هذه الجبهة».
وأسفر القصف المدفعي (بحسب المصدر) عن تدمير عدد من العربات القتالية التابعة للميليشيات، ومصرع وإصابة مَن كان على متنها من العناصر.
وكان زعيم الميليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي استنفر الأربعاء في خطاب تلفزيوني أتباعه لرفد الجبهات في الساحل الغربي وصعدة، داعياً من فر من المعارك إلى العودة للقتال.
ووفق تأكيدات لمصادر طبية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية في صنعاء وحجة والمحويت وذمار والحديدة، باتت أغلب طوارئ المستشفيات الحكومية والخاصة حكراً على استقبال قتلى وجرحى الجماعة الذين يتساقطون بالعشرات في جبهات الساحل الغربي وصعدة.
وفي سياق متصل بالتهيئة لما بعد تحرير الحديدة من قبضة الميليشيات الحوثية، أكد وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري خلال لقائه، أمس، مدير عام شرطة محافظة الحديدة العميد الركن منير سليمان، بأن ساعة الخلاص من تلك الميليشيات قد اقتربت، وبات زوالها إلى النهاية بالقريب العاجل. وذكرت وكالة «سبأ» أن الوزير الميسري ناقش مع سليمان عدداً من القضايا والمواضيع المتعلقة بالخطة الأمنية لتأمين المديريات المحررة التي كانت تحت سيطرة الميليشيات الحوثية الانقلابية، وخطة تأمين باقي المديريات عقب تحريرها وعودتها إلى أحضان الدولة.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.