هادي يعيد ترتيب قيادة الجيش تمهيداً للتصعيد الميداني ضد الميليشيات

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
TT

هادي يعيد ترتيب قيادة الجيش تمهيداً للتصعيد الميداني ضد الميليشيات

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء الأربعاء قراراً قضى بتعيين الفريق محمد علي المقدشي وزيراً للدفاع في المنصب الذي ظل شاغراً لنحو 4 سنوات بسبب وقوع الوزير السابق محمود الصبيحي في أسر الميليشيات الحوثية.
ونحّى هادي في سياق مسعاه إلى إعادة ترتيب قيادة الجيش اليمني رئيس الأركان اللواء الركن طاهر العقيلي واختار خلفاً له قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء عبد الله سالم علي النخعي، في حين قام بتعيين الأول مستشاراً عسكرياً له.
ويعد المقدشي القائد العسكري الأول الذي عهد إليه هادي بعد انقلاب الميليشيات الحوثية بإعادة تجميع قوات وألوية الجيش اليمني من خلال تعيينه رئيساً لهيئة الأركان، وذلك قبل أن يعينه مستشاراً عسكرياً له، ثم يكلفه القيام بأعمال وزير الدفاع في مارس (آذار) الماضي.
ورجح عدد من المراقبين العسكريين أن الرئيس هادي توصل أخيرا إلى قناعة تامة بضرورة ملء منصب وزير الدفاع بعد أن فشلت كل المساعي لدى الميليشيات الحوثية لإطلاق وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي.
ويعتقد ناشطون يمنيون علقوا على قرار هادي بتعيين وزير جديد للدفاع أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهل من المساعي والوساطات الإقليمية لدى الجماعة الحوثية لإطلاق سراح الصبيحي بعد أن أصبح خارج منصبه وزيرا للدفاع.
ويتحدر المقدشي من قبيلة عنس من محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وسبق له أن تقلد كثيراَ من المناصب العسكرية في السنوات الماضية، ويرجح المراقبون أن تعيينه وزيرا للدفاع مع احتدام المعارك ضد الحوثيين في مختلف الجبهات من شأنه أن يسهل عملية الانضباط داخل وحدات جيش الشرعية ويساعد على اتخاذ قرارات حاسمة على الصعيد الميداني.
ويرجح المراقبون أن اختيار هادي لقائد القوات البحرية عبد الله النخعي وترقيته إلى رتبة الفريق على رأس هيئة الأركان في الجيش اليمني من شأنه أن يعزز التوازن الجغرافي بين قيادات الجيش، حيث يتحدر النخعي من جنوب اليمن وله باع طويل في الخبرة العسكرية من خلال المناصب التي تقلدها.
وكان رئيس هيئة الأركان السابق طاهر العقيلي الذي بات بموجب القرار الجديد مستشارا للرئيس هادي، تعرض لإصابة سابقة قبل نحو عام، ويرجح أنها صعبت من قدرته على مواصلة العمل الميداني.
ويأتي تعيين المقدشي في هذا التوقيت وزيرا للدفاع مؤشرا على عزم الشرعية على تصعيد العمليات العسكرية في جبهات نهم والجوف والبيضاء في سياق السعي نحو الحسم الميداني للقضاء على الانقلاب الحوثي بعد أن ثبت عدم حرص الجماعة على التقاط الفرص الكثيرة التي أتيحت للتوصل إلى اتفاق سلام.
إلى ذلك، أصدر هادي قرارا آخر عين بموجبه الوكيل الأول في محافظة عدن والقائم بأعمال محافظها منذ نحو عام، أحمد سالم ربيّع علي، محافظا جديدا لعدن، منهيا بذلك فراغ المنصب في المدينة التي تتخذ منها الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد.
وفي حين قضى القرار الرئاسي بتعيين محمد نصر شاذلي وكيلا أول لمحافظة عدن، يرجح المراقبون أن خطوة حسم القيادة المحلية في العاصمة المؤقتة من شأنها أن تساهم في استقرار الأوضاع الأمنية والخدمية، خصوصاً مع اختيار سالم ربيع علي للمنصب الذي كان يشغله بحكم قيامه بأعمال المحافظ منذ أكثر من عام.
وكان المحافظ السابق عبد العزيز المفلحي قدم استقالته من المنصب وغادر عدن قبل أكثر من عام إثر احتجاجه على تداخل الصلاحيات بين السلطة المحلية والحكومة المركزية التي كان يترأسها رئيس مجلس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.