«حماس» و«الجهاد» تدعوان إلى المقاومة المسلحة في الضفة الغربيةhttps://aawsat.com/home/article/1455136/%C2%AB%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF%C2%BB-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
«حماس» و«الجهاد» تدعوان إلى المقاومة المسلحة في الضفة الغربية
إصابة مستوطنَين في إطلاق نار قرب رام الله
رام الله:«الشرق الأوسط»
TT
رام الله:«الشرق الأوسط»
TT
«حماس» و«الجهاد» تدعوان إلى المقاومة المسلحة في الضفة الغربية
دعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى تبني خيار المقاومة المسلحة في الضفة الغربية في مواجهة المشروع الاستيطاني. وقالت «حماس»: إن هذا الخيار «سيظل حاضراً بسواعد أبناء شعبنا». وقالت «الجهاد»: إن هذا الخيار هو «رد طبيعي على جرائم المستوطنين». وجاء موقفا «حماس» و«الجهاد»، بعد إصابة مستوطنين اثنين في هجوم قرب رام الله. وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن عن إصابة مستوطنين كانا على متن حافلة تعرضت لإطلاق نار قرب رام الله. وأوضح الناطق العسكري في بيان له، أنه جرى «إطلاق نار على حافلة بالقرب من حاجز فوكوس قرب رام الله». وقال: إن اثنين من ركاب الحافلة، أصيبا بجروح طفيفة نتيجة شظايا. وإن قوات الجيش قامت بتمشيط المنطقة. ويقع الحاجز عند مدخل مستوطنة بيت إيل، كبرى مستوطنات محافظة رام الله. وأغلقت قوات الجيش الإسرائيلي الحواجز هناك، ونشرت وحدات في محيط مدينة البيرة، وبدأت بعمليات تمشيط بحثاً عن مطلقي النار في حي البالوع في المدينة القريبة. وأثارت العملية مخاوف إسرائيلية من تصاعد نسق العمليات في الفترة الأخيرة، بعد قتل مهاجم فلسطيني إسرائيليين في المنطقة الصناعية «بركان» الشهر الماضي، وتنفيذ عمليات طعن أخرى لاحقاً. وباركت «حماس» عملية إطلاق النار على حافلة المستوطنين قرب رام الله، وكذلك فشل قوات الاحتلال في اعتقال المقاوم أشرف نعالوة، منذ عملية «بركان» بسلفيت الشهر الماضي. وقالت «حماس»: إن الشعب الفلسطيني في كل مدن الضفة «يسطّر، في هذه الأيام، ملاحم بطولية في مواجهة الاحتلال». وشددت على أن المواجهات التي خاضتها جماهير نابلس وأبطال مخيم جنين ضد قوات الاحتلال، هي رسالة إلى قادة العدو والمستوطنين، بأن شعبنا كلّه خلف المقاومة وخيارها؛ لدحر الاحتلال عن فلسطين. وقالت الحركة: «إن على قادة العدو أن يفهموا رسالة جماهير شعبنا؛ بأنه لا أمن لمشروعهم، وعليهم الرحيل مع قطعان المستوطنين عن أرضنا الحبيبة، وإن التمادي في عربدة المستوطنين وسرقة الأرض، لن يُقابل إلا بتصعيد المقاومة». كما باركت حركة الجهاد تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، معتبرة إياها رداً طبيعياً على جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين. وعدت الحركة تصاعد عمليات المقاومة، دليلاً على فشل سياسات الاعتقال والملاحقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. وقالت: «إن هذه العمليات، التي تتكامل مع مسيرات العودة المستمرة، تشكل وحدة في حالة الصمود والمواجهة ضد الاحتلال وضد إرهابه وعدوانه».
الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.
وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.
وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.
انتهاكات مروّعة
وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».
ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.
وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.
ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.
وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.
وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.
وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.
إقبال على الهجرة
يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.
لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.
وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».
وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.
وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.
ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.