أنقرة تنتقد دعم واشنطن لـ«الوحدات» وتتعهد «تطهير» شرق الفرات

TT

أنقرة تنتقد دعم واشنطن لـ«الوحدات» وتتعهد «تطهير» شرق الفرات

سيّرت القوات التركية والأميركية الدورية المشتركة الثانية في مدينة منبج السورية، بموجب خريطة الطريق المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن في 4 يونيو (حزيران) الماضي.
وقالت مصادر عسكرية تركية إن القوات التركية والأميركية أطلقت أعمال الدورية المشتركة الثانية في منبج أمس، لافتة إلى أن الدوريات يتم تسييرها قرب نهر الساجور الفاصل بين خط الجبهة في منبج ومدينة جرابلس الواقعة بمنطقة عملية «درع الفرات» التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل من المعارضة السورية المسلحة موالية لتركيا.
كانت القوات التركية والأميركية سيرت أول دورية مشتركة في منبج في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بموجب اتفاق خريطة الطريق الذي وقعه وزيرا خارجية تركيا والولايات المتحدة في واشنطن في 4 يونيو الماضي، وتضمن إخراج مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج، والإشراف المشترك على المنطقة، وتوفير الأمن والاستقرار فيها لحين تشكيل مجلس محلي من سكانها لإدارتها. وكان مقررا أن يتم تنفيذ الاتفاق وفق جدول زمني مدته 90 يوما. واتهمت أنقرة واشنطن بالتلكؤ في تنفيذه بسبب دعمها «الوحدات» الكردية الحليفة معها في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
وفي 2 نوفمبر الحالي، بدأت القوات الأميركية دوريات مع تحالف «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» الذي تشكل «الوحدات» الكردية عموده الفقري على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا، بعد تبادل قصف مدفعي بين تركيا و«قسد»، مما أغضب أنقرة.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء الماضي، أنه من المستحيل أن تقبل بلاده بالدوريات المشتركة بين الولايات المتحدة و«تنظيم إرهابي»، لكن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أكدت أن تسيير هذه الدوريات أدى إلى تحفيف التصعيد في المنطقة.
في سياق متصل، هاجمت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية في تقرير لها أمس المبعوث الأميركي إلى سوريا السفير الأميركي الأسبق لدى تركيا، جيمس جيفري، قائلة: «خيب التطلعات بشأن تغيير سياسة واشنطن تجاه (وحدات حماية الشعب) الكردية، التي تعدها تركيا امتداداً لـ(حزب العمال الكردستاني) الذي تصنفه وأميركا تنظيماً إرهابياً، بعد أن كان منتقداً لها وبات أحد المدافعين عنها إثر تعيينه مبعوثاً خاصاً إلى سوريا».
ولفتت الوكالة إلى أن جيفري، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى تركيا بين عامي 2008 و2010 عرف بعد تقاعده بتصريحاته المنتقدة والمعارضة للسياسة الأميركية تجاه «الوحدات» الكردية في سوريا، قائلة: «لا شك في أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية (الوحدات) الكردية، هما ذراعان للمنظمة الأم (حزب العمال الكردستاني)، ويخضعان لسيطرتها بشكل عام».
وأشار التقرير إلى أن جيفري كان انتقد، في تصريحات لوسائل إعلام تركية، الصور التي يلتقطها العسكريون الأميركيون بشكل متكرر مع مسلحي «الوحدات» الكردية، عادّاً أن هؤلاء ليسوا معنيين بتوجيه السياسة، وبناء على هذه التوجهات، تشكلت تطلعات لدى الرأي العام بشأن احتمال حدوث تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه الميليشيات الكردية، إثر تعيين جيفري مبعوثا خاصا لواشنطن إلى سوريا في أغسطس (آب) الماضي، بعد سلفه، بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، الذي أشرف على توجيه موقف واشنطن تجاه «الوحدات» الكردية في الفترة الماضية.
كانت تركيا هاجمت ماكغورك وطالبت بتغييره بعد ظهوره في بعض الصور مع مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية العام الماضي في مناطق سيطرة الأكراد. وقالت الوكالة التركية إن تركيز ماكغورك كان منصبا على العمليات في العراق، خلال الأعوام التي ظهر فيها «داعش»، وهو الذي مهد الطريق في الوقت ذاته أمام انتشار التنظيم في سوريا، وفتح المجال أمام زيادة مستوى الدعم لـ«الوحدات» الكردية بذريعة مكافحة «داعش» كلما توسع في الأراضي السورية.
وردا على سؤال حول وجود تضارب بين قرارات الولايات المتحدة بالإعلان عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات بحق 3 من قيادات «العمال الكردستاني» من جهة؛ ودعمها «الوحدات» الكردية من جهة أخرى، قال جيفري: «موقفنا واضح من (العمال الكردستاني)، وبعكسه؛ فإننا لا نعدّ (الوحدات) الكردية تنظيما إرهابيا، ولم نفعل ذلك مطلقا حتى قبل التدخل في سوريا».
وانتقد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، تصريحات جيفري، قائلا إن الولايات المتحدة «تحاول اليوم شرعنة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب) الكردية، الذي وصفوه في وقت سابق بأنه الذراع السورية لـ(العمال الكردستاني)، وإظهاره على أنه تنظيم منفصل عنه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.