وزير خارجية المغرب يعرض استعداداته لاستضافة المؤتمر الدولي للهجرة

TT

وزير خارجية المغرب يعرض استعداداته لاستضافة المؤتمر الدولي للهجرة

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أمس في مراكش، إن «قوة ميثاق مراكش بشأن الهجرة»، الذي ينتظر اعتماده في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تكمن في «المرونة الكافية التي تمكن من التجاوب مع سياق كل بلد، وكل منطقة عبر العالم».
وشدد بوريطة، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي، إلى جانب لويز أربور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة مكلفة الهجرة، وكاثرين بولارد الأمينة العامة المساعدة في شؤون الجمعية العامة مكلفة المؤتمرات، خصص للوقوف على آخر استعدادات مراكش لاحتضان المؤتمر الدولي للهجرة، على أنه «كان يمكن الذهاب إلى وثيقة تكون قانونية وملزمة، لكنها ستقيد الدول من دون أن يتم تطبق مضامينها». مبرزا أن «الأمر الأساسي هو أن تكون هناك مبادئ موحدة وأهداف مشتركة، وأن ينسجم التطبيق مع السياقات المختلفة في مختلف المناطق والدول».
في سياق ذلك، أوضح بوريطة أن «مشكل الهجرة ليس فقط مشكلا قانونيا، بل هو أيضا مشكل سياسي»، مشيرا إلى أن «المقاربة السياسية لا ينبغي إضعافها»، وأن «القول بأن الوثيقة لن تكون ملزمة قانونيا، لا يعني أنها ضعيفة، ما دام أن الأرضية السياسية والبعد السياسي يمنحانها قوة ويجعلانها قابلة للتطبيق، وأن تبنى عليها المراحل اللاحقة».
وبخصوص تنظيم بلاده لهذا الحدث العالمي، قال بوريطة إن «المغرب مرتاح للوثيقة، لمجموعة من الاعتبارات، أولا أنها ليست وثيقة قانونية، بل تتضمن مجموعة من الأهداف التي يراها المغرب منسجمة تماما مع تصوره لمعالجة قضايا الهجرة. وثانيا لأنها ليست مرجعا يأتي ليضاف إلى وثائق أخرى سابقة تم اعتمادها، بل الأساسي فيها هو أن تطبق بسرعة، الشيء الذي سيكون أحد تحديات اجتماع مراكش، حتى لا يكون هذا الموعد مخصصا للتصفيق على وثيقة يتم اعتمادها بعد مناقشتها، بل التفكير في كيفية تطبيقها في المستقبل».
من جهتها، قالت لويز أربور، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المكلفة الهجرة، إن «ميثاق الهجرة لن يكون ملزما بالنسبة للدول، في علاقة بتغيير سياسات الهجرة التي تسلكها».
وبخصوص موقف الولايات المتحدة بخصوص مؤتمر مراكش، قالت بولارد إنه «في سياق أممي متعدد الأطراف يبقى من المحبط أن نرى غياب جهة عن هذا الحدث العالمي». موضحة أن «الولايات المتحدة أعلنت عن نيتها عدم المشاركة عندما بدأنا المفاوضات، وبالتالي لن تشارك في هذه السيرورة». وزادت قائلة: «حتى وإن كانت بعض حيثيات النص غير قابلة للتطبيق بالنسبة لجميع الدول فإنني مقتنعة بأن الحكومة الأميركية سترى القيمة المضافة في التحاقها بالمنابر الدولية، والمجتمع الدولي في تبنيها لهذه الوثيقة، التي ليست ملزمة قانونيا، وتحترم سيادة الدول»، قبل أن تستدرك قائلة: «نحن لا نتحدث عن تبادل تجاري، ولكن عن وثيقة تنكب على الكائن البشري، الذي يعترف بإرساء سياسات وطنية، وذلك في احترام لحركية التنقل والهجرة. وسنرى مع إعمال الوثيقة أن جميع الدول سوف تجد فيها احتراما لمصالحها، وتكريسا لسياق متعدد الأطراف، نحن في حاجة إليه».
وبخصوص الخطوات التنظيمية للمؤتمر والموقع المخصص لاحتضانه، سجلت المسؤولتان الأمميتان إعجابهما بالموقع «الآمن والهادئ»، وارتياحهما للزيارة التي وصفتاها بالمثمرة، بخصوص تنظيم هذا الحدث العالمي، الذي يعكس انتظارات الأمم المتحدة بخصوص قضية مهمة بالنسبة للمجتمع الدولي؛ مع إشارتهما إلى أنه لا يمكن لمراكش إلا أن «تفتخر بهذا الموعد»، الذي يعالج قضايا الهجرة في مختلف أبعادها تحت مظلة الأمم المتحدة، والذي سيكون ذا رمزية بالغة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.