أكاديمية توتنهام مستودع للمهارات لا ينضب

اللاعبون المحليون وراء نجاح مشروع اكتشاف المواهب وصقلها

هاري وينكس بزغ نجمه مع توتنهام سريعاً لينضم لمنتخب إنجلترا
هاري وينكس بزغ نجمه مع توتنهام سريعاً لينضم لمنتخب إنجلترا
TT

أكاديمية توتنهام مستودع للمهارات لا ينضب

هاري وينكس بزغ نجمه مع توتنهام سريعاً لينضم لمنتخب إنجلترا
هاري وينكس بزغ نجمه مع توتنهام سريعاً لينضم لمنتخب إنجلترا

ربما شعرت جماهير «توتنهام هوتسبير» بالقلق إزاء مشهد لعب هاري وينكس في صفوف المنتخب الإنجليزي أمام إسبانيا في اللقاء الدولي الأخير، بعد أن شارك في التشكيل الأساسي قبل هذه المباراة في ثلاث مباريات فقط بالدوري الممتاز لدى عودته من إصابة في الكاحل أبعدته عن الملاعب فترة طويلة. إلا أنه ينبغي لهم في الوقت ذاته الشعور بالإثارة لأن مستودع أكاديمية توتنهام للمهارات لم ينضب معينه بعد ولا يزال قادراً على طرح مزيد من الثمار اليانعة من لاعبي خط وسط محليين موهوبين.
وقد نجح توتنهام هوتسبير في أن يكون الفريق الأول في حقبة بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بصورتها الحالية الذي لا يضم إليه أي لاعب جديد خلال موسم الانتقالات الصيفي. ومع ذلك، كان هناك وجه جديد خلال المباراة الأولى للنادي بالموسم الحالي والتي انتهت بالفوز على نيوكاسل يونايتد هو لوك أموس. كان أموس قد جرى تصعيده إلى الفريق الأول وحظي بفرصة المشاركة لأول خمس دقائق في حياته في الدوري الممتاز. إلا أن اللاعب البالغ 21 عاماً تعرض لتمزق في الرباط الصليبي خلال مباراة لفريق الاحتياطي أمام بلاكبيرن في الأسبوع التالي، ولا يشارك حالياً في منافسات الموسم. ومع هذا، ساعدت هذه الظروف لاعب خط وسط آخر أصغر عمراً من جذب الأنظار إليه.
ومع غياب نجوم توتنهام هوتسبير الذين شاركوا في بطولة كأس العالم بروسيا، تمكن أوليفر سكيب، مثل أموس، من إبهار المدير الفني ماوريسو بوكتينيو خلال الفترة السابقة لانطلاق الموسم، خاصة أمام ميلان الإيطالي في إطار بطولة الكأس الدولية للأبطال التحضيرية للموسم. وبدا أموس متشوقاً لإثبات مهاراته داخل ملعب «سان جيمس بارك»، لكنه فعل ذلك مع وجود نصف موسم خلفه، وإن كان في دوري الدرجة الثالثة. أمام برشلونة على أرض استاد ويمبلي، ظل سكيب على مقعد بدلاء توتنهام هوتسبير، وكذلك خلال الرحلة التالية إلى كارديف. ومع هذا، جاءت أولى مشاركاته مع الفريق الأول خلال مباراتين شارك في التشكيل الأساسي بهما في بطولة كأس الرابطة الإنجليزية. منذ أقل عن عام مضى، كان سكيب يشارك كلاعب احتياطي غير مستغل في صفوف منتخب تحت 21 عاماً، وارتدى قميصا يحمل الرقم 71.
أول موسم له كلاعب كرة قدم بدوام كامل منذ إنهائه دراسته المدرسية في هيرتفورد، نجح سكيب الدؤوب في شق طريقه نحو التشكيل الأساسي في فريق الشباب، وغالباً ما ينطلق من الجهة اليمنى لثلاثي وسط الملعب، ومن هناك يمرر الكرات لصالح المهاجمين عبر عرضيات ماهرة، عادة بقدمه اليمنى. واليوم، أصبح باستطاعة اللاعب البالغ 18 عاماً الفوز بالكرة في المواجهات للاستحواذ عليها والتحرك ما بين منطقتي المرمى.
وقد شارك سكيب في صفوف المنتخب الإنجليزي أقل عن 16 عاماً و17 عاماً والآن 18 عاماً، ونجح هذا الموسم في استغلال الفرصة التي سنحت أمامه. وعاود سكيب المشاركة في التجارب التي تصقل مهاراته من خلال مشاركته مع فريق أقل عن 23 عاماً تحت قيادة المدرب واين برونيت.
الواضح أنه في ظل الهيكل المحكم المعني بتنمية المهارات الناشئة داخل «توتنهام هوتسبير»، تحظى المواهب الخاصة برعاية الجميع. ونادراً ما يفوت بوكتينيو والمدربون المعاونون له مباراة لفريق أقل عن 23 عاماً على أرض النادي (والتي تجري معظمها في مركز ستيفينيدج) شمال لندن، حيث يقضون بعض الوقت في تبادل أطراف الحديث مع اللاعبين الناشئين وفريق العمل على طرف الملعب قبل انطلاق صافرة بداية المباراة.
الملاحظ أن لاعبي الاحتياطي في صفوف «توتنهام هوتسبير» يعاينون مجموعة متنوعة تنوعاً واسعاً من أنماط كرة القدم وكذلك المواقف: كرة القدم الفنية المرتبطة بالأكاديميات في الدوري الممتاز 2. وفرق أوروبية نخبوية في إطار دوري «يويفا» للناشئين، علاوة على اللاعبين المحترفين المتمرسين المشاركين في منافسات دوري الدرجة الثانية والثالثة الإنجليزية على سبيل الاعارة.
جدير بالذكر أن أموس كان من بين مجموعة من لاعبي فريق توتنهام أقل عن 23 عاماً جرت إعارتهم لأندية أخرى الموسم الماضي ـ وقد توجه أموس إلى «ستيفينيدج»، ناديه المحلي بدوري الدرجة الثالثة، ليسير بذلك في الطريق ذاتها التي سبقه إليها هاري كين، والذي قضى فترات إعارة في صفوف كل من «ليتون أورينت» و«ميلوول» و«نوريتش سيتي» و«ليستر سيتي» قبل أن يشارك في أول مباراة له بالدوري الممتاز تحت قيادة المدرب تيم شيروود (مدربه السابق في فريق الاحتياطي) ـ لكن بوكتينيو يفضل الاحتفاظ باللاعبين الأقرب للمشاركة في الفريق الأول داخل النادي.
وعليه، ظل وينكس وكايل والكر داخل ملعب التدريب التابع للنادي، الموسم الماضي، بدلاً عن المشاركة في مباريات للفريق الأول في أندية أخرى. ومن المتوقع أن يتكرر الأمر ذاته مع سكيب. وأحياناً، تتسارع وتيرة التطور داخل توتنهام على نحو لافت. على سبيل المثال، الآن في سن الـ22، كان وينكس في فريق أقل عن 23 عاماً مطلع عام 2016 وأنهى العام في صفوف التشكيل الأساسي للفريق الأول.
على الجانب الآخر، يلجأ بعض منافسي توتنهام للاستعانة بلاعبين من أماكن مختلفة، لكن تبقى غالبية عناصر فريقهم الثاني من الإنجليز، أما الغالبية العظمى من لاعبيهم أقل عن 23 عاماً فينتمون لما يعرف باسم «ممر إيه 10» الممتد من ملعب «وايت هارت لين» نحو شمال هيرتفورد شير: ما يطلق عليه سبرسلاند ـ ذلك لأن غالبيتهم ينتمون إلى مناطق شمال العاصمة الإنجليزية، بل إن حارس المرمى ألفي وايتمان نشأ على مسافة قصيرة تقطع سيراً على الأقدام من «وايت هارت لين». وهؤلاء صبية محليون نجحوا عبر ناد إنجليزي من اختراق صفوف بطولة الدوري الممتاز.
من جانبهما، يدرك بوكتينيو ومدير الأكاديمية جون مكديرموت أنهما بحاجة إلى مرشح واحد فقط للفريق الأول للظهور من داخل صفوف فريق أقل عن 23 عاماً كل موسم وذلك لتبرير الاستثمارات الضخمة التي يوجهها النادي بهذا الاتجاه. وربما يكون هذا اللاعب هو أموس أو سكيب، هذا العام أو العام التالي. وتبعاً لهذا المعدل، من الممكن أن يفرز مركز هيرتفوردشير ثلاثة لاعبين بخط وسط توتنهام في تعاقب سريع، وينكس وأموس والآن سكيب، وسيكون هذا إنجازا بمعنى الكلمة.


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: روما يحسم الديربي… ويعود إلى سكة الانتصارات

رياضة عالمية هذا الفوز الثاني لروما في مبارياته الثلاث الاخيرة (إ.ب.أ)

«الدوري الإيطالي»: روما يحسم الديربي… ويعود إلى سكة الانتصارات

عاد روما إلى سكة الانتصارات بحسمه دربي العاصمة أمام جاره لاتسيو 2-0 الأحد في المرحلة التاسعة عشرة من بطولة إيطاليا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية ليفاندوفسكي نجم برشلونة (اب)

نجوم يطاردون الأرقام القياسية في 2025

يتطلع نجوم الساحرة المستديرة لمطاردة مزيد من الأرقام القياسية خلال عام 2025، وفي مسيرتهم الحافلة بالإنجازات، أملاً في تعزيز وجودهم بوصفهم أبرز أساطير كرة القدم

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عربية الهلال السوداني إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا (نادي الهلال)

«أبطال أفريقيا»: الهلال السوداني إلى ربع النهائي

بلغ الهلال السوداني دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وذلك عقب تعادله مع ضيفه مولودية الجزائر 1/1.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (د.ب.أ)

أموريم: أنا مستاء!

أبدى روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد سعادته بالقوة التي أظهرها فريقه خلال تعادله المثير 2-2 مع ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عربية نهضة بركان المغربي أول المتأهلين لربع نهائي الكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان أول المتأهلين لربع النهائي

حجز فريق نهضة بركان المغربي بطاقة التأهل الأولى لدور الثمانية في كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم بالفوز على مضيفه ستاد مالي.

«الشرق الأوسط» (باماكو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».