النائب نعمة طعمة يدعو لتحصين اتفاق الطائف

قال إن جنبلاط قدم تنازلات في سبيل وحدة البلد واستقراره

عضو كتلة اللقاء الديمقراطي نعمة طعمة
عضو كتلة اللقاء الديمقراطي نعمة طعمة
TT

النائب نعمة طعمة يدعو لتحصين اتفاق الطائف

عضو كتلة اللقاء الديمقراطي نعمة طعمة
عضو كتلة اللقاء الديمقراطي نعمة طعمة

دعا عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة إلى «تحصين (اتفاق الطائف) الذي يمثل السلم الأهلي والدستور بمعزل عن الخلافات والتباينات السياسية»، مؤكداً أن «اللقاء الديمقراطي» من أكثر الحريصين على «مصالحة الجبل» وتحصين «الطائف». وكشف أن كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها النائب تيمور جنبلاط «تتقدم بمشروعات قوانين معجلة إلى المجلس النيابي تلامس قضايا الناس وهمومهم من التعليم المهني والتقني المجاني إلى النقل المشترك والكهرباء والمياه وفي الحقول والميادين كافة».
وقال طعمة لـ«الشرق الأوسط» إن «البعض في لبنان يعدّ الدخول في تسويات، تراجعاً عن مواقف سياسية، أو أنه انقلاب... وسوى ذلك من الاستنتاجات، إنما ما يقدم عليه وليد جنبلاط من تسويات في بعض المحطات المفصلية التي دخل فيها مرات عدة، إنما هي تسوية الشجعان حفاظاً على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني وعلى وحدة اللبنانيين»، مذكراً بمواقف سابقة له شبيهة بما حصل على صعيد المساعي الآيلة إلى تشكيل الحكومة. وأمل من جميع القوى والتيارات السياسية عدم الانزلاق في الترف السياسي والخلافات والجدل البيزنطي الذي تضجّ به الساحة اللبنانية «لأننا نجتاز أدق مرحلة يمر بها لبنان والمنطقة، وعلينا احترام الناس وظروفها الاقتصادية والمعيشية، والشروع في تلبية حاجاتها ودعمها وتفعيل العمل السياسي؛ أكان برلمانياً أم وزارياً، وعلى المستويات كافة».
وعن لقاء وليد جنبلاط الأخير بالرئيس ميشال عون وما إذا كان يؤسس لمرحلة جديدة بين الطرفين، أشار طعمة إلى أن العماد عون «هو رئيس جمهورية كل لبنان، ومن الطبيعي التلاقي والتشاور معه في الشؤون والشجون الوطنية كافة»، مشدداً على أن «وليد جنبلاط زعيم درزي ووطني، وتيمور جنبلاط رئيس (اللقاء الديمقراطي) الذي له تمثيله وحضوره أيضاً، من هذا المنطلق جاءت زيارة وليد جنبلاط إلى القصر الجمهوري، وكانت مريحة جداً وإيجابية، وكان لها الأثر الإيجابي في التهدئة بعد الحملات التي حصلت على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري (الاشتراكي) و(التيار الوطني الحر)، وحيث كان لجنبلاط دور متقدم اتسم بالعقلانية والحكمة في معالجته هذه الإشكاليات في الجبل، إضافة إلى أن (الحزب الاشتراكي) و(اللقاء الديمقراطي) كانا من أبرز الأطراف المسهلة لتشكيل الحكومة، وقدما تنازلات في سبيل وحدة البلد واستقراره، إيماناً منهما بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة للانكباب على معالجة قضايا الناس، ومواجهة تحديات هذه المرحلة المفصلية التي نمر بها داخلياً وإقليمياً».
وقال طعمة: «بات من الضرورة أن يدرك الجميع أنه لا مناص إلا بالحفاظ على (مصالحة الجبل) التي تبقى من الأولويات، وهي خط أحمر، ناهيك بأهمية تحصين (اتفاق الطائف) الذي هو السلم الأهلي والدستور بمعزل عن الخلافات والتباينات السياسية»، مؤكداً أن «اللقاء الديمقراطي»... «من أكثر الحريصين على (مصالحة الجبل) وتحصين (الطائف)، فضلاً عن مبادراته لمعالجة الملفات الاجتماعية والإنمائية والتنموية وفي المجالات كافة».
ودعا طعمة إلى الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية متجانسة متماسكة، تضم وزراء هدفهم خدمة الناس «لأنه كفانا هدراً وفساداً»، مضيفاً: «جلّ ما نحتاجه هو اعتماد رؤية واضحة لمقاربة سائر الملفات وفق آلية قانونية وعلمية وعملية بعيداً عن الاعتباطية والعشوائية». ولفت إلى أنه تقدم بخطة «على طريقة (B.O.T) لمعالجة ملف الكهرباء، وإعادة إحياء وتفعيل المجلس الأعلى للتخطيط الذي يعد حاجة ملحة لعمل كل الوزارات بالتعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص، منعاً لأن ينسف كل وزير خطط وزير سبقه».
وتمنى النائب نعمة طعمة على الجميع «الحفاظ على علاقة لبنان التاريخية مع الأشقاء والأصدقاء؛ وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية التي تربطنا بها علاقات تاريخية وثيقة، دون أن نغفل أن للمملكة أياديَ بيضاء على كل اللبنانيين». وقال: «بات ضرورياً أن يتدخل المعنيون لوقف الحملات التي تشن على السعودية؛ حيث يشكل ذلك إساءة لكل اللبنانيين، لأن الشيم والقيم التي يتحلى بها الشعب اللبناني من الأجداد إلى الآباء، تقتضي العرفان بالجميل والوفاء؛ فكيف الحال بما يربطنا بالمملكة من تاريخ ناصع بين البلدين».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).