دار نشر في الرياض تعرض كتباً نادرة ترصد تاريخ المنطقة

منها كتاب بالإنجليزية لأمين الريحاني عن الدولة السعودية

أقدم تاريخ للدولة العثمانية منذ نشأتها عرض في المعرض
أقدم تاريخ للدولة العثمانية منذ نشأتها عرض في المعرض
TT

دار نشر في الرياض تعرض كتباً نادرة ترصد تاريخ المنطقة

أقدم تاريخ للدولة العثمانية منذ نشأتها عرض في المعرض
أقدم تاريخ للدولة العثمانية منذ نشأتها عرض في المعرض

عرضت دار نشر سعودية مجموعة من الكتب النادرة عن دول الشرق الأوسط صادرة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والتركية، بحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالكتب النادرة. وهذا هو العمل الأول من نوعه الذي تنجزه دار نشر سعودية، وأقامته دار «بلاد العرب للنشر والتوزيع» في ملتقاها الشهري الذي انطلق الاثنين الماضي ويستمر لمدة أسبوع.
وعرضت الدار مجموعة من الكتب والمخطوطات التي اقتنتها أو نشرتها، وشمل ذلك نحو 170 كتاباً نادراً في مجالات معرفية مختلفة بما فيها الطبعات الأولى والنادرة من كتب الرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية، أو تلك المؤلفات التي تناولت الدولة السعودية وملوكها.
وجاءت انطلاقة المعرض بعد أسبوع من اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري الذي يُحتفى به في 27 أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام.
ومن بين الكتب النادرة التي أثارت اهتمام زوار المعرض كتاب بالإنجليزية للمؤرخ أمين الريحاني عن صانع السعودية الحديثة، طُبع في الولايات المتحدة الأميركية عام 1928، وهو أول مطبوعة عن تاريخ السعودية باللغة الإنجليزية، ويسعى إلى التعريف بالمملكة الحديثة، مخاطباً القارئ الغربي. إضافة إلى كتاب عمره 380 عاماً يتناول تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها إلى تاريخ طباعة الكتاب عام 1638، لمؤلفه ريتشارد لوبينز (يقع الكتاب في 1500 صفحة، وطُبع بواسطة «الطباعة على الحجر»). كما لفت انتباه الزوار عدد من مجلة «الهلال» المصرية التي تأسست عام 1892، وتضمنت كلمات لكلٍّ من: الملك عبد العزيز آل سعود، والملك فاروق الأول، والملك غازي الأول، والأمير عبد الله، والسيد هاشم الأتاسي، والأمير عمر طوسون.
وجاءت إقامة المعرض من منطلق اهتمام دار «بلاد العرب للنشر والتوزيع» بنشر ما له علاقة بتاريخ وثقافة الجزيرة العربية التي استمدت الدار اسمها (بلاد العرب) منها.
وأبلغ المؤرخ والباحث عضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور محمد بن عبد الله آل زلفة، المدير العام لـ«دار العرب» للنشر والتوزيع، «الشرق الأوسط»، بأنه منذ ما يربو على أربعة عقود وهو يولي اقتناء الكتب النادرة اهتماماً بالغاً خصوصاً منذ التحاقه بجامعة كانساس في الولايات المتحدة عام 1975 لإكمال دراسته للماجستير في التاريخ الحديث.
وقال إنه اعتاد على ارتياد مكتبة الجامعة المركزية والبحث عن كل كتاب يمكن الاستفادة منه في إعداد بحث عن تاريخ الجزيرة العربية الحديث، ومنها كتب بعينها مثل كتب المستشرقين والرحّالة الأجانب الذين زاروا وكتبوا عن الجزيرة العربية، ومعظمها تمت في مراحل مبكرة من القرن الثامن عشر والتاسع عشر ومطلع القرن العشرين. ولفت إلى أن ما تم عرضه في هذه المناسبة ما هو إلا النزر القليل من الكتب النادرة المحفوظة حالياً في مكتبة مركز «آل زلفة» الثقافي والحضاري في محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير، وهي المكتبة التي تكونت نواتها الأولى قبل أربعة عقود.
وأشار إلى أن الكتب المعروضة في المعرض حالياً لها أهمية خاصة في ما يتعلق بتاريخ المملكة والجزيرة العربية، لافتاً إلى أن بعضها عبارة عن طبعات أولى من كتب طلائع التنوير والتحديث العربي.


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر
TT

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

هي رواية تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، تحمل اسم «عورة في الجوار»، وسوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر والتوزيع، وتقع في 140 صفحة.

عن عوالمها وفضائها السردي، يقول تاج السرّ لـ«الشرق الأوسط»: «تروي هذه الرواية التحولات الاجتماعية، وحياة الريف المكتنز بالقصص والأساطير، وانتقال البلد إلى (العصرنة) والانفتاح ورصد التأثيرات الثقافيّة التي تهبّ من المدن إلى الأرياف، لكنها ترصد أيضاً تأثير الأوضاع السياسية المضطربة في السودان على حياة الناس العاديين وما تسببه الانقلابات العسكرية من معاناة على السكان المحليين، خاصة في الأرياف... إلى جانب اهتمامها بتفاصيل الحياة اليومية للناس، في سرد مليء بالفكاهة السوداء».

حمل غلاف الرواية صورة الكلب، في رمزية مغوية إلى بطل الرواية، الذي كان الناس يطلقون عليه لقب «كلب الحرّ» كتعبير عن الشخص كثير التنقلّ الذي لا يستقرّ في مكان. كان كثير التنقّل حيث يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع بين الريف والعاصمة وبقية المدن، والزمان هو عام 1980، وفي هذا الوقت يلتقي هذا السائق، وكان في العشرينات من عمره بامرأة جميلة (متزوجة) كانت تتبضع في متجر صغير في البلدة التي ينحدرُ منها، فيهيمُ فيها عشقاً حتى إنه ينقطع عن عمله لمتابعتها، وتشمم رائحتها، وكأنها حلم من أحلام الخلود.

وعن الريف السوداني الذي توليه الرواية اهتماماً خاصاً، ليس كرحم مكاني فحسب، إنما كعلاقة ممتدة في جسد الزمان والحياة، مفتوحة دائماً على قوسي البدايات والنهايات. يتابع تاج السر قائلاً: «الريف السوداني يلقي بحمولته المكتنزة بالقصص والأساطير حتى الفانتازيا في أرجاء الرواية، حيث ترصد الرواية ملامح وعادات الحياة الاجتماعيّة... لتنتقل منها إلى عالم السياسة، والانقلابات العسكرية والحروب الداخلية، حيث تسجل صراعاً قبلياً بين قبيلتَين خاضتا صراعاً دموياً على قطعة أرض زراعية، لا يتجاوز حجمها فداناً واحداً، لكنّ هذه الصراعات المحلية تقود الكاتب إلى صراعات أكبر حيث يتناول أحداثاً تاريخيّة كالوقائع العسكريّة والحروب ضدّ المستعمِر الإنجليزي أيّام المهدي محمد أحمد بن عبد الله بن فحل، قائد الثورة المهديّة، ومجاعة ما يعرف بـ(سنة ستّة) التي وقعت عام 1888، حيث تعرض السودان عامي 1889 – 1890 إلى واحدة من أسوأ المجاعات تدميراً».

وعلى الصعيد الاجتماعي، ترصد الرواية الغزو الثقافي القادم من المدن إلى الأرياف، وكيف استقبله الناس، خاصة مع وصول فرق الموسيقى الغربية، وظهور موضة «الهيبيز»، وصولاً إلى تحرر المرأة.

رواية جديدة تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، سوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر.

يشار إلى أن أمير تاج السر روائي سوداني ولد في السودان عام 1960، يعمل طبيباً للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكراً، ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدر له 24 كتاباً في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله: «مهر الصياح»، و«توترات القبطي»، و«العطر الفرنسي» (التي صدرت كلها عام 2009)، و«زحف النمل» (2010)، و«صائد اليرقات» (2010)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011، تُرجمَت أعماله إلى عدّة لغات، منها الإنجليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والفارسيّة والصينيّة.

نال جائزة «كتارا» للرواية في دورتها الأولى عام 2015 عن روايته «366»، ووصلتْ بعض عناوينه إلى القائمتَين الطويلة والقصيرة في جوائز أدبيّة عربيّة، مثل البوكر والشيخ زايد، وأجنبيّة مثل الجائزة العالميّة للكتاب المترجم (عام 2017 بروايته «العطر الفرنسي»، وعام 2018 بروايته «إيبولا 76»)، ووصلت روايته «منتجع الساحرات» إلى القائمة الطويلة لجائزة عام 2017.

صدر له عن دار «نوفل»: «جزء مؤلم من حكاية» (2018)، «تاكيكارديا» (2019) التي وصلتْ إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (دورة 2019 – 2020)، «سيرة الوجع» (طبعة جديدة، 2019)، «غضب وكنداكات» (2020)، «حرّاس الحزن» (2022). دخلت رواياته إلى المناهج الدراسيّة الثانويّة الإماراتيّة والبريطانيّة والمغربية.