تسع دول أوروبية تبحث عن استراتيجية دفاعيّة موحّدة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث إلى مواطنين عند وصوله لحضور جلسة الحكومة في شارلفيل ميزيير، شرق فرنسا (إ. ب. أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث إلى مواطنين عند وصوله لحضور جلسة الحكومة في شارلفيل ميزيير، شرق فرنسا (إ. ب. أ)
TT

تسع دول أوروبية تبحث عن استراتيجية دفاعيّة موحّدة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث إلى مواطنين عند وصوله لحضور جلسة الحكومة في شارلفيل ميزيير، شرق فرنسا (إ. ب. أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث إلى مواطنين عند وصوله لحضور جلسة الحكومة في شارلفيل ميزيير، شرق فرنسا (إ. ب. أ)

يلتقي ممثلون للدول التسع التي وقّعت "مبادرة التدخل الأوروبية" للمرة الأولى اليوم (الأربعاء) في باريس لوضع الإطار الملموس لهذا المشروع الذي يُفترض أن يعزز القدرات الدفاعية للقارة الأوروبية، بدفع من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وترمي المبادرة الفرنسية إلى تعزيز الإتصالات بين قيادات أركان دول أوروبية "قادرة وراغبة"، للتمكن من التحرك السريع وبشكل منسق في حال الضرورة للقيام بعملية عسكرية كلاسيكية، أو مواجهة كارثة طبيعية، أو إجلاء رعايا.
وأُنشئت "مبادرة التدخل الأوروبية" في يونيو (حزيران) الماضي، وهي تضم في الوقت الحاضر فرنسا وألمانيا وبلجيكا والدنمارك وهولندا واستونيا واسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة. ويُعتقد أن فنلندا تعتزم الإعلان قريبا عن رغبتها في الإنضمام.
وقال مصدر مقرب من وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أن وزراء دفاع الدول التسع سيعملون اليوم على وضع "خريطة طريق" تضع الأولويات التي سيعمل عليها قادة أركان هذه الدول في هذا المجال لتعزيز "قدرات الأوروبيين على التحرك بشكل مستقل لضمان الأمن في كل مرة يستدعي الأمر ذلك"، إضافة الى ما يقوم به حاليا الحلف الأطلسي والإتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الفرنسي قد تقدّم باقتراح إنشاء هذه المبادرة في كلمة ألقاها العام الماضي في جامعة السوربون في باريس، وهو يأمل تشجيع الدول الشريكة على التوصل الى "ثقافة استراتيجية مشتركة" والعمل على بلورة "استراتيجية أوروبية مستقلة".



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.