سولاري يحتاج إلى بعض من سحر زيدان لتثبيت منصبه في الريال

سولاري مدرب  ريال مدريد المؤقت (أ.ف.ب)
سولاري مدرب ريال مدريد المؤقت (أ.ف.ب)
TT

سولاري يحتاج إلى بعض من سحر زيدان لتثبيت منصبه في الريال

سولاري مدرب  ريال مدريد المؤقت (أ.ف.ب)
سولاري مدرب ريال مدريد المؤقت (أ.ف.ب)

كان الأرجنتيني سانتياغو سولاري زميلا للفرنسي زين الدين زيدان في فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم الذي فاز عام 2002 بالكأس الأوروبية التاسعة في ملعب هامبدن بارك.
ومرر سولاري الكرة إلى روبرتو كارلوس، الذي بدوره مررها إلى زيدان، ليسجل واحدا من أفضل أهداف البطولة على الإطلاق في المباراة التي فاز بها الريال على ليفركوزن الألماني 2 - 1. والآن يحتاج سولاري إلى بعض السحر الذي تمتع به زميله السابق زيدان في دوري أبطال أوروبا.
دائما ما يكون من الصعب لأي شخص أن يخلف زيدان. وكان أول من حاول هو جولن لوبيتيغي، لكنه أقيل سريعا من منصبه ليلجأ النادي الملكي إلى سولاري مدرب الفريق الرديف بشكل مؤقت.
ويملك سولاري أربع مباريات للحصول على فرصة جعل وظيفته دائمة. وحقق بالفعل الفوز في أول مباراتين في مسابقتين مختلفتين.
ولكن بعد الانتصارين على مليلية في كأس إسبانيا، وعلى بلد الوليد في الدوري، تبقى أمامه مهمتان أكثر تعقيدا.
ويتوجه الريال إلى مدينة فوغو لمواجهة فيكتوريا بلزن التشيكي اليوم في دوري أبطال أوروبا.
ويبدو على الورق أن فريق فيكتوريا بلزن هو الأضعف في المجموعة، ولكن ريال مدريد، الذي يحتل المركز السادس في الدوري الإسباني بفارق سبع نقاط عن المتصدر، ليس في موقف يجعله يستخف بأي منافس. وعند سؤال سولاري على كلمة «مؤقت» التي التصقت بمسماه الوظيفي، رد قائلا: «كلنا عابرون».
من حيث المبدأ، تم تعيين سولاري، 42 عاما، مدربا فقط لمدة 14 يوما، المدة التي تسمح بها قوانين الاتحاد الإسباني للعبة في حالة استقالة أو إقالة أي مدرب، وتسمية خلف له بشكل مؤقت. ولدى ريال مدريد مهلة حتى الإثنين المقبل لتعيين مدرب جديد خلفا للوبيتيغي المقال من منصبه، سواء من خلال تأكيد سولاري في منصبه، أو الاستعانة بخدمات أحد المرشحين المذكورين في وسائل الإعلام (مثل الإيطالي أنطونيو كونتي الذي تردد أن المفاوضات معه فشلت، والإسباني روبرتو مارتينيز المدرب الحالي لمنتخب بلجيكا).
لكن هل يمكن للبدايات الناجحة لمدرب الفريق الرديف، أن تشجع رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز على تمديد التجربة؟. بعد خمس هزائم في المباريات السبع الأخيرة من عهد لوبيتيغي، فاز ريال مدريد بأول مباراتين له مع سولاري، حيث سجل ستة أهداف دون أن تهتز شباكه، كما تضاءلت الأجواء المتوترة حول القلعة البيضاء إلى حد كبير.
وذكَر سولاري نهاية الأسبوع الماضي بالقول: «كرة القدم هي أيضا الحالة الذهنية، الجانب العاطفي، والثقة بالنفس». ويبدو أن اللاعبين الذين لم يستسيغوا على ما يبدو فكرة التعاقد مع كونتي ذي الشخصية القوية والطبع الحاد، التزموا الخطاب العاطفي لسولاري، حتى لو أن جودة اللعب لا تزال بحاجة إلى تحسن.
تغيرت الكثير من الأمور مع سولاري مقارنة بلوبيتيغي، حيث كان الأخير فظاً ومتشائماً في المؤتمرات الصحافية، في حين يظهر الأرجنتيني مبتسما وعنيدا. وأشادت وسائل الإعلام بظهوره الأول أمامها الثلاثاء الماضي واعتبرته ناجحا.
على أرض الملعب، فرض الجناح السابق للفريق الملكي (2000 - 2005) بصمته. وقال حارس مرمى المنتخب البلجيكي تيبو كورتوا بعد الفوز على بلد الوليد السبت (2 - صفر): «أصبحنا نجازف بدرجة أقل، لقد مررت الكثير من الكرات الطويلة. نحاول التوغل داخل منطقة الخصم أكثر من التمريرات بعرض الملعب، ونضغط نحو الهجوم بشكل أكبر».
كما منح سولاري الفرصة للاعبين الشباب حيث تألق البرازيلي الواعد فينيسيوس، 18 عاما، بشكل لافت وأسهم بفوز النادي الملكي على مليلية وسجل الهدف الأول له وللنادي الملكي بعد 10 دقائق من نزوله مكان ماركو أسنسيو في الدقيقة 83.
وكان فينيسيوس رهينة لفترة طويلة في دكة بدلاء النادي الملكي في عهد لوبيتيغي، وها هو اليوم أصبح في مستوى إزاحة النجم الويلزي غاريث بيل من التشكيلة الأساسية.
ويأمل سولاري أن ينعكس عليه بعض من سحر زميله السابق في النادي الملكي زين الدين زيدان وينال المنصب بشكل دائم من بوابة أوروبا. وقال إن منصبه «يتضمن مسؤوليات كبيرة، بالطبع، سواء لمدة يوم واحد أو نصف ساعة أو أسبوع، ولكنه ليس جديدا بالنسبة لي، لقد أمضيت 11 عاما في هذا النادي، وفي مناصب مختلفة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».