خادم الحرمين يستهل جولة داخلية بزيارة القصيم ويوجه بإطلاق سجناء معسرين

تشمل عدداً من المناطق وتشهد تدشين مشروعات تنموية

خادم الحرمين الشريفين بعد وصوله للقصيم ويبدو أمير المنطقة فيصل بن مشعل بن سعود (واس)
خادم الحرمين الشريفين بعد وصوله للقصيم ويبدو أمير المنطقة فيصل بن مشعل بن سعود (واس)
TT

خادم الحرمين يستهل جولة داخلية بزيارة القصيم ويوجه بإطلاق سجناء معسرين

خادم الحرمين الشريفين بعد وصوله للقصيم ويبدو أمير المنطقة فيصل بن مشعل بن سعود (واس)
خادم الحرمين الشريفين بعد وصوله للقصيم ويبدو أمير المنطقة فيصل بن مشعل بن سعود (واس)

احتفت منطقة القصيم مساء أمس، بمقدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي استهل جولته التفقدية لعدد من المناطق، بزيارة القصيم، حيث شرف فعاليات حفل الأهالي الذي أقيم في مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة، بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وقال أمير منطقة القصيم في مستهل الحفل مخاطبا الملك سلمان: «سيدي، أي شرف وفخر وعزة ألبستها لمن يقف بين أيديكم هذه الليلة، وأي بهاء وفرح وسعادة وبهجة كسوت بها أرض القصيم الوفية برجالها ونسائها صغاراً وكباراً حتى ازدحمت مشاعر الفرح في صدري، خشية أن يعجز اللسان والحرف أن يُعبر عما في القلب من مشاعر عظيمة».
وأضاف: «إذا كان الوطن وأبناء وبنات الوطن يستعدون للاحتفاء بذكرى البيعة الرابعة لمقامكم الكريم، فماذا عساني أقول عما تحقق في عهدكم الميمون وسمو ولي عهدكم الأمين صاحب الرؤية الموفقة الطموح لرقي هذه البلاد الطاهرة، إن قلت ملك الوفاء فيعلم الله أنكم منبع الوفاء مع كل من يعرفكم قريباً كان أم بعيدا».
وقال: «إن قلت في صلة الرحم، فالكل يعلم بركم ولا يخفى على أحدٍ ملازمتكم للمريض أو المريضة من إخوانكم وأخواتكم وخدمتهم ورعايتهم رحمهم الله وأسكنهم الجنة، وإن قلت مخضرم الأمراء وأكثرهم خبرة في شؤون الحكم نعم فلقد قضيتم أكثر من نصف قرن أميراً لعاصمة الوطن ولمستم حاجة المواطن عن قرب».
وأشار إلى أنه عندما تكثر الفتن ويكثر الأعداء ويتضاعف الحمل الثقيل على القائد المظفّر «فالشعب السعودي الأبي الأصيل يقول لخادم الحرمين الشريفين: سر أيها الوالد القائد ونحن خلفك سائرون مطيعون... وكما يقال في أهازيج العرضة السعودية: تحت بيرق سيدي سمعاً وطاعة». بينما ألقى الشيخ إبراهيم الحسني رئيس المحكمة العامة في مدينة بريدة كلمة أهالي القصيم، رحب في مستهلها بخادم الحرمين الشريفين، وقال: «في هذه الليلة يجتمع أهالي القصيم كبيرهم وصغيرهم وعلى رأسهم أميرهم ليفرحوا بلقياكم ويملأوا العيون برؤيتكم ويسمعوا توجيهاتكم ورؤاكم، واجتمعوا حبا وولاء وودا ووفاء».
ولفت إلى أن منطقة القصيم حظيت كسائر المناطق بكثير من التنمية، وقال: «ليس على مثلنا إذا طمع في كرمكم ملامة فأنتم أهل الجود والكرم لمنطقة تحلم بالزيادة والريادة».
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد وصل في وقت لاحق من مساء أمس قادماً من الرياض، حيث كان في استقباله بمطار الأمير نايف بن عبد العزيز الدولي، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ومن المقرر أن يرعى خادم الحرمين الشريفين الليلة في القصيم افتتاح وتدشين ووضع حجر الأساس لأكثر من 600 مشروع في المنطقة تشمل جوانب تنموية وتعليمية، وإسكانا وطرقا وبيئة ومياها وكهرباء وخدمات عامة، إلى جانب مشروعات اقتصادية حكومية بتكلفة إجمالية تتجاوز 16 مليار ريال.
وأعلن الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، أن خادم الحرمين الشريفين سيفتتح 402 مشروع في 12 قطاعاً ويضع حجر الأساس لـ199 مشروعاً لـ5 قطاعات حكومية، وأشار إلى أن منطقة القصيم منطقة واعدة بكثير من الخيرات من واقع مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي المثالي وتاريخها العريق في النهضة والحضارة.
ويتفقد الملك سلمان خلال جولته المحلية، أحوال مواطنيه ويدشن ويؤسس لعدد من المشروعات الجديدة التي تصب في صالح تلك المناطق وساكنيها، حيث يولي خادم الحرمين الشريفين اهتمامه بجميع مناطق بلاده، ويحرص على الوقوف على المشروعات التنموية والتواصل المباشر مع مسؤوليها. وبمناسبة زيارته لمنطقة القصيم، وجه خادم الحرمين الشريفين بإطلاق سراح جميع السجناء المعسرين من المواطنين بالمنطقة في قضايا حقوقية وليست جنائية ممن لا تزيد مديونياتهم على مليون ريال وثبت إعسارهم شرعا، وتسديد المبالغ المترتبة عليهم.
وشاهد الملك سلمان والحضور، خلال الحفل، أوبريت بعنوان «تباشير سلمان»، الذي اشتمل على عدد من الصور عن تاريخ المملكة إبان عهد المؤسس، رحمه الله، والوحدة الوطنية، وتاريخ منطقة القصيم، كما سلم خادم الحرمين الشريفين عدداً من المميزين من منطقة القصيم جوائزهم، وهم: أحمد بن عبد العزيز العفيتان، الحاصل على جائزة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن وتجويده وتفسيره لعام 2017م، وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لعام 1438هـ، وحصوله على المركز الأول على مستوى المملكة لحفظ القرآن الكريم، والمهندسة مشاعل بنت ناصر الشميمري، بوصفها أول مهندسة صواريخ في الخليج وعملت بحث الماجستير لوكالة ناسا الفضائية عن الصورايخ النووية السلمية لإرسال الإنسان إلى المريخ، وفريق سخاء التطوعي، وتمثله أفنان بنت علي الدبيخي، وهو أول فريق تطوعي في منطقة القصيم، وتأسس عام 1433هـ، وقُدمت من خلاله 109 مبادرات تطوعية، ورشيد بن سالم البرية الحاصل على المركز الأول في بطولة أورنولد شورياتن نيغر العالمية لجميع أنواع الدفاعات عن النفس، المقامة في ولاية أوهايو الأميركية لعام 2018م، وعبير بنت عطا لله العنزي المتبرعة بجزء من كبدها لطفلة لا تعرفها، وكذلك تبرعت بكامل حليها لجمعية «كبدك»، وسليمان بن محمد الخويطر رحمه الله، بوصفه من أبرز الشباب المعاصرين، وتسلمها بالنيابة عنه أخوه عبد الله الخويطر.
كما أديت العرضة السعودية، حيث تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية تشرف بتقديمها الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، كما تسلم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد هدية تذكارية من أمير منطقة القصيم، شرف بعدها خادم الحرمين الشريفين مأدبة العشاء بهذه المناسبة.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.