وزيران إسرائيليان يهددان بتدمير «إس 300»

مبعوث أميركي يبحث مع نتنياهو الأوضاع في سوريا

TT

وزيران إسرائيليان يهددان بتدمير «إس 300»

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع المبعوث الأميركي لشؤون سوريا جيمس جيفري في السبل الكفيلة بالتصدي للتموضع الإيراني على الأراضي السورية، في وقت خرج وزيران بارزان في الحكومة الإسرائيلية بالتهديد: «ليست لدى إسرائيل مشكلة في شل بطاريات الصواريخ الروسية المتطورة إس 300 إذا اعترضت الطائرات الإسرائيلية المقاتلة».
وقال وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، وهو عضو في الكابنيت (المجلس الوزاري الأمني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في الحكومة)، إن «إسرائيل قادرة على تدمير هذه الصواريخ ولن تتردد في ذلك إذا هددت أمنها». وأضاف أردان، الذي كان يتحدث في جلسة داخلية لقادة الشرطة، وتم تسريب أقواله بالصوت والصورة، إن «صواريخ إس 300 لم تجهز بعد في سوريا، ولكن إذا قرر السوريون أو الإيرانيون تفعيلها ضدنا فإنهم يغامرون بتدميرها كليا».
ووجه وزير شؤون القدس والبيئة والتراث الثقافي الإسرائيلي زئيف إلكين، وهو من أصل روسي، تهديدا مماثلا باللغة الروسية خلال لقائه مع مراسلي الصحف الروسية في تل أبيب، فقال: «سوريا قد تستخدم منظومات (إس – 300) لإسقاط أهداف مدنية إسرائيلية، وعندها ستجدها مدمرة». وأضاف: «إننا نعتبر نشر منظومات إس - 300 في سوريا خطأ جسيما، وأمرا خطيرا».
وكان إلكين، قد فشل الأسبوع الماضي في الفوز برئاسة بلدية القدس، وحصل في الانتخابات على 20 في المائة فقط، فاختار الموضوع السوري خشبة قفز للعودة إلى عناوين الإعلام. وذكر سامعيه بأنه يرافق رئيس الوزراء، نتنياهو، في كل لقاء له مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. ثم قال: «العسكريون السوريون لا يستطيعون دائما استخدام المعدات العسكرية التي تسلموها بصورة صحيحة. وقد يسفر سوء استخدامها عن استهداف الطائرات المدنية في سماء البلاد، كما حصل قبل شهرين عندما أسقطوا طائرة التجسس الروسية (إيل 20)، التي كانت في الأصل طائرة مدنية وما زالت تبدو من الخارج كطائرة مدنية. ولكن، إذا قرر السوريون استخدام هذه الصواريخ لإسقاط طائرة عسكرية أو مدنية إسرائيلية في الأجواء الإسرائيلية، أو أطلقوا هذه الصواريخ بالخطأ، وهذا احتمال وارد جدا في ظل الفوضى التي يشهدها الجيش السوري، فإن تصرفا كهذا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد شديد للتوتر وردود فعل حادة. لذلك نقول إن توريد إس - 300 إلى السوريين يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الوضع في المنطقة».
وفي رد على السؤال إن كان بذلك يهدد بتدمير بطاريات الصواريخ المذكورة، أجاب إلكين: «في هذه الحالات لن يكون أمام إسرائيل مفر سوى مهاجمة هذه المنظومات. إسرائيل لم تعد تسمح بأن ترد على الهجمات التي تستهدف أراضيها أو طائراتها عبر الاحتجاجات الدولية وإنما من خلال استخدام قدراتها في حماية نفسها والإجراءات العملية الفورية لشل الهجمات بشكل جذري». وعندما سئل إن كان التدمير سيتم حتى لو كان جنود روس في المحيط، أجاب الوزير الإسرائيلي: «نحن سنقصف المنظومات التي سيتم بواسطتها إطلاق النار على الأراضي أو الطائرات الإسرائيلية، وآمل جدا ألا يكون هناك عسكريون روس».
وكان نتنياهو قد أجرى لقاء مطولا مع جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، ولكن مكتبه رفض إعطاء تفاصيل واكتفى بإصدار بيان مقتضب جاء فيه أنه «بحث معه التطورات في سوريا والجهود المبذولة لصد العدوان الإيراني». وأن نتنياهو شكر جيفري «على الجهود التي يبذلها في سوريا وطلب إليه أن ينقل تهانيه إلى الرئيس ترمب على دخول العقوبات على إيران حيز التنفيذ».
والمعروف أن الإسرائيليين هددوا سوريا بتدمير هذه الصواريخ منذ شهور قبل أن تصل إلى أيديهم. ففي شهر أبريل (نيسان) الماضي، صرح وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، في حديث لموقع «واينت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائلية، قائلا: «من المهم بالنسبة إلينا ألا تستخدم الأسلحة الدفاعية التي يسلمها الروس إلى سوريا ضدنا، وإذا أطلقوا النيران على طائراتنا فسندمرها». وأضاف ليبرمان، في حينه: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكننا لن نسمح لإيران بأن تستخدم أنظمة أسلحة متطورة تستهدف إسرائيل، وإذا استهدفنا بإطلاق نار فسنرد، ولا نبالي إذا كانت هناك (إس 300) أو (إس 700) أو أي شيء آخر». وأصر ليبرمان، على أن وجود صواريخ «إس 300» و«إس 400» في سوريا لن يقيد تحركات إسرائيل، وقال: «من جانبنا ليست لدينا خطوط حمراء بالنسبة لأمننا وأمن مواطنينا، نحن نعمل بكل حرية عندما يتعلق الأمر بأمننا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.