السيسي يرفض أي دور للميليشيات المسلحة في المنطقة

أكد دعمه للتنمية بإثيوبيا لكن ليس على «حساب حياة المصريين»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة في منتدى شباب العالم (الصفحة الرسمية للرئيس بتويتر)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة في منتدى شباب العالم (الصفحة الرسمية للرئيس بتويتر)
TT

السيسي يرفض أي دور للميليشيات المسلحة في المنطقة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة في منتدى شباب العالم (الصفحة الرسمية للرئيس بتويتر)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة في منتدى شباب العالم (الصفحة الرسمية للرئيس بتويتر)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء) أنه لا يمكن قبول أي دور للميليشيات المسلحة في دول النزاعات، كما أنه ليس من المقبول أن يكون لها أي دور في كفالة أمن هذه المنطقة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده الرئيس المصري اليوم مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في مصر، على هامش منتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ.
وقال السيسي إن مصر تدعم الجيش الليبي باعتباره الجيش الوطني المخول بحفظ الأمن والنظام، لأن استمرار الوضع الحالي هناك يجذب العناصر الإرهابية في سوريا إلى القدوم للمناطق الهشة ويهدد دول الجوار مع ليبيا، داعيا إلى أن يكون هناك رفع للحظر حتى ولو كان جزئيا عن تسليح الجيش الليبي لتعزيز قدراته.
وتابع السيسي أن مصر لم تنكفئ على نفسها وتنعزل عن التطورات التي تحدث في المنطقة العربية، قائلا: «قضايا المنطقة متشابكة وهناك صعوبة كبيرة في إيجاد مخرج لها، لأنها مستمرة منذ وقت طويل، ومنها ما هو مستمر من نحو 30 عاما مثل الصومال».
وأضاف الرئيس المصري أن «تحرك مصر لحل هذه القضايا محدود بقدرتنا على التحرك، لأن هناك انكشافا لوزن الأمن العربي بعد يناير (كانون الثاني) 2011».
وقال السيسي إن التنسيق والتعاون بين الدول العربية كلها إزاء الأزمات مكفول في ميثاق الدول العربية، مؤكدا دعم مصر الكامل لأمن منطقة الخليج.
وعن النزاع الفلسطيني، أكد السيسي أن موقف مصر ثابت إزاء حل القضية الفلسطينية، والمتمثل في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بجوار دولة إسرائيلية، قائلا: «لا تستطيع الدول العربية فرض حل معين على الفلسطينيين، ومصر لا تقبل ذلك، وإنما تعمل على تسهيل حل لهذه القضية».
وعن الشأن الأفريقي، أكد السيسي أن إثيوبيا شهدت مع قياداتها الجديدة تغييرات إيجابية، قائلا: «تم الاتفاق مع الدول الأفريقية بشكل عام على دعم مشروعات التنمية ولكن ألا يكون ذلك على حساب حياة المصريين التي تعتمد بشكل كامل على مياه النيل».
وأوضح السيسي «أننا نريد تحويل النوايا الحسنة لإثيوبيا إلى اتفاقيات ملموسة، ونحن نحتاج مراعاة ألا تؤثر عملية ملء خزان سد النهضة على حصة مصر المائية وذلك من منظور فني، غير أن اللجان الفنية لم تصل بعد إلى اتفاق، كما نحتاج إلى ضمان ألا يستخدم السد لأهداف سياسية، غير أن هناك مؤشرات إيجابية جاءت من القيادة الإثيوبية الجديدة».
وعن الشأن الداخلي، أكد السيسي أنه لا يريد الصوت الإعلامي المؤيد للسلطة وإنما يريد الصوت المؤيد لمصر، قائلا: «إننا نسعى لتصويب الوعي المزيف الذي تكون على مدى سنوات».
وأوضح السيسي «أن الإعلام المصري لا يقوم بدور حقيقي لإلقاء الضوء على التحديات والمشكلات التي يعاني منها المصريون، مما يترك المجال لمنصات التواصل الاجتماعي بما فيها من سلبيات إلى شغل الفراغ الذي تركته وسائل الإعلام المعروفة»، داعيا الإعلام المصري ومواقع التواصل إلى طرح ومناقشة قضايا المجتمع بشكل واع.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».