الحريري ليس معتكفاً... وبري يدعو لجلسة برلمانية الأسبوع المقبل

البطريرك الراعي: عون لن يقبل بتعثر تشكيل الحكومة

الحريري مع صديق  له في باريس في صورة نشرها على «انستغرام»
الحريري مع صديق له في باريس في صورة نشرها على «انستغرام»
TT

الحريري ليس معتكفاً... وبري يدعو لجلسة برلمانية الأسبوع المقبل

الحريري مع صديق  له في باريس في صورة نشرها على «انستغرام»
الحريري مع صديق له في باريس في صورة نشرها على «انستغرام»

راوحت المساعي لتذليل «العقدة السنية» وتشكيل الحكومة اللبنانية مكانها، إذ لم تحقق الاتصالات في هذا الشأن أي تقدم يُذكر، في وقت أكدت النائبة بهية الحريري أن الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود في فرنسا «ليس معتكفاً»، و«يحق له أن يأخذ وقته في تشكيل الحكومة».
ويزور الحريري فرنسا، حيث من المتوقع أن يبقى للأسبوع المقبل، كما أفادت قناة «إم تي في»، لافتة إلى أنه ينوي استكمال اقامته في باريس «إلى موعد المؤتمر الذي سيشارك به في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى».
وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري، «ضرورة دعم جهود رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة»، مشدداً على «ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية». ولفت إلى أن «الرئيس عون لن يقبل بتعثر تشكيل الحكومة». وقال: «المرجلة ليست بوضع العصي في الدواليب، بل أن نسهل تشكيل الحكومة، ويجب أن نوحد التوازن الداخلي للسير إلى الأمام». وأكد الراعي تضامنه مع عون آملاً في «أن يدعم الجميع موقفه»، وأضاف: «الحلول لن تكون على حساب لبنان والوحدة الداخلية والتوازن الداخلي كما يسميه الرئيس».
وفي ظل المراوحة في المساعي التي لا تنبئ بتشكيل قريب للحكومة خلال هذا الأسبوع، إثر بروز عقدة تمثيل «النواب السنة المستقلين» المعروفين باسم «سنة 8 آذار»، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة تشريعية عامة تعقد صباح يومي الاثنين والثلاثاء في 12 و13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وذلك لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.
ويتابع الحريري من فرنسا التطورات المرتبطة بملف توزير «سنة 8 آذار»، بحسب ما نقلت مصادر في تيار المستقبل لـ«إل بي سي آي»، موضحة أنه «يتابع من باريس التصريحات المتعلقة بتشكيل الحكومة ولا سيما لناحية العرقلة الأخيرة». وأكدت المصادر أن الحريري يرى أن هذه التصريحات لا تقدم ولا تؤخر، بل تفرض المزيد من المراوحة.
بدورها، أفادت مصادر مقربة من بعبدا لـ«إم تي في» بأن لا إشارات أو معلومات في شأن ما وصلت إليه الاتصالات لحل العقدة السنية ولا جديد والأمور «راوح مكانك».
وظهرت تعقيدات إثر التصعيد الأخير من قبل «حزب الله» على خط مطالبته بتوزير النواب السنة المستقلين في الحكومة. واعتبر عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار أن القول إن «الحكومة لا تكتمل إلا بتوزير أحد النواب الستة هو دعوة لعدم تشكيل الحكومة». وأكد أنه «بالنسبة لنا الحكومة تكتمل عندما يقرر حزب الله تسليم أسماء وزرائه».
وفي سياق متصل، أعلن «لقاء سيدة الجبل» بعد انعقاد اجتماعه الأسبوعي أنه «يتوضح يوما بعد يوم، وخصوصا من خلال مسلسل تعطيل تشكيل الحكومة، أن الأزمة الحقيقية تكمن في وضع يد إيران على القرار الوطني اللبناني. وما يستدعي الاستغراب هو غياب إرادة وطنية وسياسية ودستورية للتصدي لهذه الوصاية».
ورأى اللقاء في بيان أن «عدم إقدام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيل الحكومة الوطنية العتيدة، أمام رفض حزب الله وعلى رغم التطابق في المواقف حيال توزير هذا الفريق أو ذاك، إنما يؤكد على هذا الغياب، كما أن هذا التقاعس يجعل من الرئيسين شهود زور على دستور سقط أمام سطوة الأمر الواقع».
وجدد اللقاء دعوته «إلى قيام تيار وطني جامع يأخذ على عاتقه رفع وصاية إيران عن لبنان دفاعا عن الدستور وحفاظا على العيش المشترك».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».