ألمانيا نجت من عملية إرهابية كبيرة استهدفت السكك الحديدية

النمسا وضعت سككها الحديدية في حالة إنذار

TT

ألمانيا نجت من عملية إرهابية كبيرة استهدفت السكك الحديدية

بعد الشك الذي عبرت عنه النيابة الألمانية بالإرهاب كدافع لعملية تخريب استهدفت السكك الحديدية في ولاية بافاريا، نقل تقرير صحافي عن الدوائر الأمنية الألمانية أن ألمانيا نجت من عملية إرهابية كبيرة استهدفت القطار السريع بين نورمبيرغ وميونيخ في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وذكرت صحيفة «فيلت آم زونتاغ» في عددها ليوم الأحد الماضي أن العملية خططت لإيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى. وأضافت أن العملية، التي جرت بالقرب من مدينة الليرزبرغ، فشلت لأن السلك الحديدي الذي تم شده بين جانبي السكك الحديدية، كي يؤدي إلى انقلاب القطار أو خروجه عن السكة، لم يصمد أمام كتلة القطار المندفع. وقال متحدث باسم اللجنة التحقيقية في الموضوع لصحيفة «فيلت آم زونتاغ»، إن السلك انقطع بفعل اندفاع القطار، لكنه تسبب بحصول أضرار في مقدمة القطار. وأكد المتحدث أن الهدف من العملية كان إيقاع عدد كبير من الضحايا. وبعد الحديث عن رسالة تهديد باللغة العربية تركها الفاعلون قرب مكان الحادث، وذكر المتحدث أن الجناة تركوا رسالتي تهديد. وتهدد الرسالتان باستهداف السكك الحديدية في عموم أوروبا بالعمليات التخريبية. وواضح أن الرسالتين، تتألفان من صفحة واحدة، صدرتا عن جهة واحدة. وتهدد الرسالتان بتنفيذ المزيد من العمليات ضد السكك الحديدية ما لم يوقف الاتحاد الأوروبي مشاركته في الهجمات على «داعش». وربما يكون مطلب وقف الحرب على التنظيم الإرهابي دليلا آخر على أن العملية إرهابية.
وقال متحدث باسم شرطة ولاية بافاريا لصحيفة «فيلت آم زونتاغ» إن الشرطة تتعامل مع التهديد بكل جدية، إلا أن علاقة المحاولة التخريبية بتنظيم داعش ما زالت تخضع لتحقيق رجال الأمن.
وكان لودفيغ فالدنغر، المتحدث الرسمي باسم شرطة الولاية، ذكر في الأسبوع الماضي أن مجهولين شدوا سلكاً حديدياً سميكاً بين طرفي خطوط السكك بين نورمبيرغ وميونيخ في ولاية بافاريا الجنوبية، كما «نصبوا» أوتاداً خشبية وقطعاً حديدية على طول السكك الحديدية. وشعر سائق القطار السريع بصوت ما أوقف اندفاع القطار قليلاً، إلا أنه اعتقد في البداية أنه عطب كهربائي. ثم اكتشف الضرر على زجاج كابينة قيادة القطار بعد وصوله إلى العاصمة المحلية لميونيخ. وقال المتحدث إنهم هددوا السلطات الألمانية بعمليات تخريبية أخرى دون أن يحددوا نوع هذه العمليات. كما لاحظ المحققون وجود رسم «غرافيتي» باللغة العربية على جدار جسر للسكك الحديدية قريب من مكان الحادث، إلا أنه من الممكن أن يكون هذا «الغرافيتي» قديماً ولا علاقة له بالعمل التخريبي.
وفي ضوء التهديد الإرهابي للسكك الحديدية في أوروبا، أعلنت النمسا وضع قطارات السكك الحديدية، وشبكتها في البلاد في حالة إنذار. وذكر رومان هازلنغر، المتحدث باسم سكك حديد النمسا، أن السكك فرضت درجة إنذار أمنية عالية على شبكة القطارات والسكك منذ الإعلان عن المحاولة الفاشلة في بافاريا. وتجري الرقابة على خطوط السكك والقطارات بشكل منظم ودائم.
فيما أكد هازلنغر أن دائرته على اتصال مباشر ومتواصل مع وزارة الداخلية النمساوية، وأنهما ينسقان الموقف معا. وأشار إلى عدم وجود أدلة على عمليات إرهابية وشيكة تستهدف السكك، لكن دائرة السكك تتعامل مع التهديد بكل جدية وتحقق في كافة الاتجاهات.
وعن استهداف القطار السريع بين نورمبيرغ وميونيخ، قال المتحدث إنها كانت محاولة فاشلة، لكن الهدف منها كان إيقاع عدد كبير من القتلى والجرحى. وأكد عدم تلقي السلطات النمساوية رسائل تهديد كالتي تركها المجهولون في بافاريا.
جدير بالذكر أن شرطة الجنايات الاتحادية حذرت في أغسطس (آب) 2017 من عمليات للإرهابيين تستهدف حركة السكك الحديدية في ألمانيا وأوروبا. وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية لمجموعة «فونكه» آنذاك إن تنظيم «القاعدة» الإرهابي يوصي أعضاءه بافتعال الحوادث التي تؤدي إلى خروج القطارات الأوروبية عن سككها أو اصطدامها ببعض البعض.



جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.