20 ألف متظاهر أحيوا ذكرى رابين وسط شجارات سياسية

TT

20 ألف متظاهر أحيوا ذكرى رابين وسط شجارات سياسية

تحولت المظاهرة الكبرى التي شارك فيها نحو 20 ألفاً من الإسرائيليين، الليلة قبل الماضية، في تل أبيب، من مهرجان إحياء الذكرى السنوية الـ23 لمقتل رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق رابين، إلى منصة خلاف طاحن بين اليمين واليسار، شهدت العديد من الشجارات، وكادت تفجر المهرجان قبل نهايته
كان منظمو المظاهرة قد خططوا لتحويلها إلى «وحدة صف بين كل أطراف المجتمع»، واختاروا لها شعار «ضد الانشقاق والتحريض». ودعي إلى جانب الخطباء من أحزاب اليسار، الوزير تساحي هنغبي (من حزب الليكود)، المسؤول عن شؤون التعاون الإقليمي، وكذلك رئيس حزب «يوجد مستقبل» يائير لبيد، الذي يعد نفسه يمين وسط. كما اختاروا أن تدير المهرجان الصحافية العربية لوسي أيوب، رداً على قانون القومية العنصري، وتأكيداً لأن المواطنين العرب (فلسطينيي 48)، هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الإسرائيلي. وحذر منظمو المظاهرة من خطورة الانقسام والتحريض، خصوصاً أن إسرائيل تقترب من انتخابات برلمانية جديدة، وسط مخاوف من تكرار الاغتيال السياسي، كما حصل مع رابين. وناشدوا ممثلي الجمهور الحفاظ على لغة الحوار النزيه.
لكن عندما صعد الوزير تساحي هنغبي إلى المنصة، استقبله ألوف المتظاهرين بهتافات احتقار. وقال أحد المعارضين عبر مكبّر للصوت أحضره معه: «لا نسمح لمَن حرّض الجمهور بشكل شخصي ضد رابين، أن يأتي اليوم لإلقاء خطاب»، و«اعتذر أولاً عن تحريضك ضد رابين». وقال هنغبي في خطابه: «يجب اجتثاث العنف والتحريض كلياً. العامل المشترك للجميع هو أننا نعارض الديكتاتورية. أمامنا طريق واحدة فقط وهي الانضباط والصبر. لتكن ذكرى رابين مباركة».
واستقبل الجمهور بحفاوة رئيسة حزب «ميرتس» اليساري، عضوة الكنيست تمار زاندنبرغ، فهاجمت حكومة نتنياهو قائلة: «لا يمكن تجاهل أن ما كان سائداً وهامشياً في عام 1995، أصبح اليوم برنامج العمل المركزي لدى الحكومة. ففي عام 1995، عندما ركب نتنياهو موجة التحريض ضد رابين واتفاقات أوسلو، اعتقد أنه يمكنه أن يسيطر عليها، ولكنه جعل التحريض وسيلة مركزية لإبقاء معسكر السلام مقهوراً، ومُسيطراً عليه، ومدمَّراً».
كما وجهت رئيسة المعارضة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، تسيبي ليفني، انتقاداتها قائلة: «قُتِل في هذا الميدان رئيس الحكومة الإسرائيلية يتسحاق رابين، عندما سعى إلى منع سفك الدماء، إلى صنع السلام، فجريمة القتل هذه هي جريمة سياسية. وها هو التاريخ يعيد نفسه حالياً. تكفي قراءة المنشورات التي يطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية، ومشاهدة مقاطع الفيديو، والإصغاء إلى الخطابات، وقراءة التعليقات العنيفة التي تسببها هذه الأجواء السيئة. نقول لكم إن من يعمل من أجل السلام ليس خائناً».
وبدوره قال رئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي، إنه منذ اغتيال رابين، ترعرع في إسرائيل جيل لا يعرف قيادة لديها الجرأة لتحقيق السلام. وأضاف أن رابين اختار الأمن وحارب «حماس»، فيما تنازل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن القضايا الأمنية ورضخ لـ«حماس». وأشار إلى أن الشعب سئم السياسة التي تنطوي على كراهية من دون سبب، وحملة الترهيب المتواصلة والتحريض ضد الشرطة ورئيس هيئة الأركان ورئيس الدولة ووسائل الإعلام والمحكمة العليا. وبدوره حذر رئيس «هناك مستقبل» يائير لبيد، من أن اغتيال رابين قد يؤدي في الظروف الحالية إلى اغتيال سياسي آخر في إسرائيل.
ورد نتنياهو مهاجماً بشدة أقوال السياسيين الذي ألقوا خطاباتهم في أثناء ذكرى رابين، وهتافات الاحتقار ضد أقوال الوزير هنغبي، من خلال تغريدة له في «تويتر»: «من المؤسف أن ذكرى قتل رئيس الحكومة يتسحاق رابين، أصبحت مجرد مهرجان حزبي، يحاول الذين يدّعون أنهم يدعمون حرية التعبير إسكات معارضيهم».
وفي الوقت الذي يعترف فيه الجميع بأن قتل رابين تم على خلفية العداء اليميني لاتفاقات أوسلو، خرج رئيس الكنيست يولي أدلشتاين، بتصريح قال فيه إن اغتيال رابين هو الذي جعل أوسلو تستمر، إذ إن اليمين خاف من مواصلة الوقوف ضدها.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.