جمال سليمان... من عضوية «فتح» إلى الارتباط المالي والعسكري بـ«حزب الله»

جمال سليمان الأمين العام لـ«أنصار الله»
جمال سليمان الأمين العام لـ«أنصار الله»
TT

جمال سليمان... من عضوية «فتح» إلى الارتباط المالي والعسكري بـ«حزب الله»

جمال سليمان الأمين العام لـ«أنصار الله»
جمال سليمان الأمين العام لـ«أنصار الله»

بعد المعارك التي شهدها مخيم «الميه وميه» بين «أنصار الله» وحركة فتح، والتي انتهت بتسوية تقول مصادر «فتح» إنها تقضي بإخراج جمال سليمان الأمين العام لـ«أنصار الله» إلى عين الحلوة، يثير الرجل التساؤلات عن الأدوار التي لعبها منذ بداية انخراطه في «فتح»، وصولاً إلى مطالبة هذه الحركة بإنهاء حضوره العسكري وحل تنظيمه.
ويقول مصدر في حركة فتح لـ«الشرق الأوسط»، عايشه منذ كان عنصراً عادياً في الكفاح المسلح الفلسطيني عام 1976، إن «سليمان الذي اعتقله الإسرائيليون عقب اجتياح لبنان عام 1982، شكل بعد خروجه من المعتقل خلايا مقاومة في صيدا، ولمع اسمه من خلال عمليات ضد الإسرائيليين، كما تخصص باغتيال فلسطينيين بحجة اتهامهم بالتعامل مع إسرائيل من دون محاكمات أو تحقيقات جدية».
ويضيف المصدر: «بعد العام 1985، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، تقرب سليمان من (حزب الله) خلال حصار (حركة أمل) المخيمات الفلسطينية. في العام 1987 خطف القيادي في (فتح) راسم الغول الذي كلفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بإعادة تجميع وتشكيل (قوات الـ17). واتهم بقتله. ومع الاشتباكات بين (حزب الله) و(حركة أمل) عام 1990 أعطى عرفات الأوامر للمقاتلين الفلسطينيين بالوقوف كقوات فصل بين المتقاتلين. لكن سليمان الذي كان أحد قادة (فتح) آنذاك، عمد إلى تصفية هذه القوات في منطقة جبل الحليب، ولا تزال المقبرة الجماعية في المكان شاهدة على الحدث. حينها اعتبر منشقاً عن (فتح)». لكن الأمين العام لـ«اتحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود، يستعيد تلك المرحلة بطريقة مغايرة، فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «خلال معركة جبل الحليب، كانت نتيجة تدخل جمال سليمان في القتال آنذاك إيجابية لصالح (حزب الله)، فـ(فتح) ورغم حرب المخيمات كانت في حلف مع (حركة أمل) ضد (الحزب)، ولو لم يتدخل سليمان لتغلبت (أمل) على الحزب، لم يكن الأمر تصفية واغتيالات بل قتالاً لحماية (حزب الله)».
بعد مصالحة «حزب الله» و«حركة أمل»، ذهب جمال سليمان إلى العقيد السوري المسؤول في منطقة الرميلة، فوضعه في عهدة «حزب الله». اختفى من مخيم عين الحلوة، وقيل إنه انتقل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، ليبقى في حماية «الحزب»، وأخذوه إلى إيران لفترة سنة ونصف السنة تقريباً، وعاد بطلب من المخابرات السورية، واستقر في مخيم «المية ومية»، وبدأ بتأسيس تنظيم «أنصار الله». المفارقة أنه بقي على علاقة طيبة بالقيادي الفتحاوي سلطان أبو العينين. وجرت محاولات عدة لإعادته إلى «فتح»، لكنه كان مرتبطاً مالياً وعسكرياً بـ«حزب الله» وإيران، ومشاركاً في «سرايا المقاومة» المحسوبة على «الحزب»، وحركة حماس ساندته.
ويقول المصدر الفتحاوي: «سليمان لم يوفر وسيلة من خلال الترغيب والترهيب لفرض نفوذه على مخيم (المية ومية). وارتبط اسمه واسم (أنصار الله) بالكثير من الأحداث الأمنية والاغتيالات في المخيم».
واتُهِم سليمان بقتل القيادي الفتحاوي فتحي زيدان الملقّب بـ«الزورو» عام 2016؛ يقول المصدر الفتحاوي: «فتحي كان رفيقه، يلتقيان يومياً، لكنه قتله. وتفاصيل قتله بعبوة ناسفة على طريق (المية ومية) وحي الأميركان، تعرفها الجهات الأمنية في الدولة اللبنانية، ولم تتخذ أي إجراءات ضده».
على رغم مواصلة «فتح» الالتزام به من خلال راتب شهري، إضافة إلى تمويل له ولـ85 عنصراً من «أنصار الله»، كان جمال سليمان يفتعل المشكلات الأمنية لتعزيز سلطته في المخيم على حساب «فتح».
وفي حين يعتبر المصدر الفتحاوي أن «جمال سليمان فُرض على (فتح)، وكانت مرغمة على أن تدفع له رواتب شهرية أشبه بـ(الخوة) تحت حجة ضرورة احتوائه»، يقول حمود: «بشكل عام، دعم (فتح) لجمال سليمان كان بهدف استيعابه ومن ضمن الواجبات المالية على الحركة الفلسطينية الرئيسية فهو جزء من القوة الأمنية في المخيم».



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.