الفيفا يدافع عن رئيسه في اتهامات بخرق ميثاق الأخلاق

تسريبات تشير إلى فرض إنفانتينو نفوذه على لجنة القيم وتستره على مخالفات لقواعد اللعب المالي النظيف

إنفانتينو رئيس الفيفا يواجه اتهامات بمخالفات قانونية (رويترز)  -  إيكرت رئيس لجنة القيم السابق
إنفانتينو رئيس الفيفا يواجه اتهامات بمخالفات قانونية (رويترز) - إيكرت رئيس لجنة القيم السابق
TT

الفيفا يدافع عن رئيسه في اتهامات بخرق ميثاق الأخلاق

إنفانتينو رئيس الفيفا يواجه اتهامات بمخالفات قانونية (رويترز)  -  إيكرت رئيس لجنة القيم السابق
إنفانتينو رئيس الفيفا يواجه اتهامات بمخالفات قانونية (رويترز) - إيكرت رئيس لجنة القيم السابق

هاجم الاتحاد الدولي لكرة القدم أمس وسائل إعلامية ومسؤولين سابقين في أعقاب التقارير الصحافية التي أشارت إلى أن رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو فرض نفوذه على ميثاق الأخلاق الجديد بالاتحاد الدولي.
وذكر الفيفا في بيان مطول أن التقارير «كانت محاولة لتقويض القيادة الجديدة للفيفا والرئيس جياني إنفانتينو، والأمين العام فاطمة سامورا».
وأضاف: ««ليست مفاجأة أن بعض الذين أطيح بهم أو استبدلوا، أو غير سعداء، يواصلون بث الشائعات الخاطئة والتلميحات بشأن القيادة الجديدة».
ونشرت مجموعة من وسائل الإعلام الأوروبية منها مجلة «در شبيغل» الألمانية وموقع «ميديا بارت» الإلكتروني الفرنسي، تسريبات ووثائق، تطال إنفانتينو بحكم موقعيه الحالي في الفيفا والسابق كأمين عام للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، لا سيما العلاقة التي تربطه بمدعٍ عام في سويسرا، ومساهمته في التستر على مخالفة ناديي باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي لقواعد اللعب المالي النظيف المفروضة من الاتحاد القاري، وتدخله لإجراء تعديلات على التوجيهات المنقحة للجنة الأخلاقيات المستقلة.
وانتخب إنفانتينو على رأس الفيفا مطلع عام 2016 في أعقاب سلسلة من فضائح الفساد التي هزت كرة القدم العالمية وأدت إلى الإطاحة برؤوس كبيرة يتقدمها الرئيس السابق للاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر الموقوف حاليا عن مزاولة أي نشاط مرتبط باللعبة، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني.
وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن إنفانتينو، كان وراء التغييرات في ميثاق القيم والتي تضمنت وضع حد يبلغ عشر سنوات على التحقيقات التاريخية في الفساد والرشوة.
ويستشهد تقرير دير شبيغل برسالة عبر البريد الإلكتروني في ديسمبر (كانون الأول) 2017 إلى إنفانتينو من فاسيليوس سكوريس الذي أصبح كبير قضاة لجنة القيم في الفيفا تحمل مسودة تغييرات في ميثاق القيم، كان يعمل عليها مع الكولومبية ماريا كلاوديا روخاس كبيرة محققي لجنة القيم.
وأضافت «دير شبيغل» أن إنفانتينو رد بسلسلة من التعديلات بعدما وصف الميثاق الجديد بأنه «ممتاز حقا» منها ما يتعلق بإجراء الكثير من التحقيقات التمهيدية مع مسؤولين في كرة القدم.
لكن إنفانتينو أشار إلى أن «هذا النص (أسيء استخدامه) في الماضي. يجب أن يكون واضحا ًأن حتى التحقيقات التمهيدية يجب إجراؤها وفق تعليمات رئيس غرفة التحقيقات فقط».
ودخل الميثاق الأخلاقي الجديد حيز التنفيذ يوم 10 يونيو (حزيران) الماضي مع إضافة قانون تقادم لمدة عشرة أعوام لقضايا الرشوة وتمت إزالة كلمة «فساد» من النسخة الإنجليزية - وهو شيء ادعى الفيفا أنه لن يؤثر على متابعة القضايا.
وقال هانز يواخيم إيكرت، الرئيس السابق لغرفة التحكيم بلجنة الأخلاقيات لمجلة «دير شبيغل»: «قلت دائما أن الميثاق الأخلاقي الجديد هو عمل إنفانتينو وما فعله كان «انتهاكا واضحا لميثاق فيفا وقوانينه» وهذا هو الدليل.
وعاد الفيفا مرة جديدة ليدافع عن رئيسه، موضحاً أن الاتحاد رغم قيامه بتوضيح لهذه الاستفسارات من قبل، فإن بعض وسائل الإعلام تجاهلت غالبية إجاباتنا وتحور الوقائع والحقيقة في محاولة جلية للنيل من صدقية الفيفا».
وقال الفيفا في بيانه: «منذ تولي القيادة الجديدة للفيفا مسؤولياتها حصلت تغييرات. كان يجب أن يحصل ذلك، ونحن نفخر بما تم، كانت التغييرات يجب أن تتم على كل المستويات لمنح الفيفا بداية جديدة».
وتابع: «ليست مفاجأة أن بعض الذين أزيحوا من مناصبهم أو استبدلوا، غير سعيدين (بالتغييرات)، يواصلون بث الشائعات الخاطئة والتلميحات بشأن القيادة الجديدة. نحن نعرف أن ثمة بعض الأشخاص، وانطلاقا من إحباطهم، يرغبون في النيل من الفيفا لمصالحهم الخاصة».
ونقل البيان عن إنفانتينو: «دائما ما يكون تغيير الأمور عبارة عن تحدٍ وبما أننا مصممون على تطبيق الإصلاحات في الفيفا، كان من الواضح بالنسبة إلى أنني سأواجه معارضة قوية، لا سيما من أولئك غير القادرين بعد الآن على جني الأرباح بلا خجل، من النظام الذي كانوا جزءا منه».
وأضاف: «لكن لهذا السبب تم انتخابي، وبالنسبة إلي سيكون التركيز على أمر واحد فقط: تحسين وتطوير كرة القدم عالميا. وأنا اليوم ملتزم أكثر من أي وقت مضى بمواصلة تنفيذ هذه المهمة».
وأفادت التسريبات عن ضلوع إنفانتينو - يوم كان لا يزال أمينا عاما للاتحاد القاري - ورئيسه السابق ميشال بلاتيني في التستر على مخالفة سان جيرمان ومانشستر سيتي لقواعد اللعب المالي النظيف، «لأسباب سياسية».
وتنص قواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي، على عدم إنفاق أي نادٍ أكثر مما يجني خلال موسم واحد، وعدم تجاوز عجزه المالي سقف 30 مليون يورو خلال فترة ثلاثة أعوام. وتراوح العقوبات في حال الخرق من الغرامة المالية، إلى الإبعاد عن المسابقات القارية.
وتعود ملكية سان جيرمان لشركة قطر للاستثمارات الرياضية، ومانشستر سيتي للشركة القابضة الإماراتية المملوكة للشيخ منصور بن زايد.
وأشارت التسريبات إلى أن مالكي الناديين قاما بضخ مبلغ وصل إلى 5. 1 مليار دولار في الأعوام السبعة الماضية، وذلك بشكل غير قانوني وبالاعتماد إلى حدٍ كبير على عقود رعاية مبالغ في قيمتها.
ونفى الأطراف المعنيون قيامهم بهذه المخالفات، مؤكدين التزام القوانين.
وبشأن المنصب الحالي لإنفانتينو، تحدثت التسريبات عن «صداقة مريبة» تجمع بينه وبين المدعي العام السويسري رينالدو أرنولد، وأن الأول اعتاد أن يهدي الأخير تذاكر للمباريات الكبرى. لكن الفيفا رد بالقول إن أنظمته «تسمح للرئيس والأمين العام بدعوة عدد محدد من الضيوف إلى البطولات ونشاطات الفيفا».
وفي بيانه المطول، أكد الفيفا أنه يرحب بـ«التغطية الصحافية الاستقصائية والمدروسة، ويحترم بشكل كامل أهداف الصحافيين. لا نتوقع بشكل دائم أن يشاركوننا وجهات نظرنا أو آرائنا، لكن كل ما نطلبه هو سرد عادل وحقيقي للعمل الذي نقوم به والذي سنواصل القيام به من أجل كرة القدم».


مقالات ذات صلة

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.