غاب نجم كريستال بالاس الإنجليزي سكوت دان عن الملاعب لفترة طويلة بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي للركبة، وكان يعاني خلال هذه الفترة من أجل إيجاد ما يشغل به وقت فراغه، ولذا قرر الاستثمار في بعض المشروعات الصغيرة.
يقول دان عن ذلك: «كنت أذهب إلى التدريبات في كريستال بالاس كل يوم وأعمل بكل قوة من أجل التعافي من الإصابة وإعادة التأهيل وتحقيق الأهداف التي أسعى للوصول إليها والعودة على مستواي الذي كنت عليه قبل الإصابة. لكن بعيدا عن النادي، كنت أسعى للتركيز على شيء آخر بعيدا تماما عن كرة القدم».
وأضاف: «وبالتالي، عندما أكون بعيدا عن عائلتي فأنا أركز على الدخول في بعض المشروعات الصغيرة، مثل مشروع للحد من النفايات البلاستيكية والذي يحمل اسم بوليماتيريا. لقد كنت أريد دائما أن أدخل في مشروعات من هذا النوع. لقد حاولت أن أنظر للحياة بمنطقية وأن أخطط للمستقبل، لكن عندما تعاني من إصابة شديدة فأنت تدرك حينها أن المسيرة الكروية لأي لاعب هي فترة قصيرة للغاية».
وتابع: «العمل في مثل هذه المشروعات ساعدني على التفكير في أشياء أخرى غير كرة القدم وعلى أن أشغل وقت فراغي، كما ساعدني على ألا أشعر بالإحباط أو اليأس في أي يوم من الأيام. لم أشعر بالملل مطلقا ولم أتساءل عن كيفية قضاء وقت فراغي خلال تلك الفترة بفضل هذه المشروعات. وعلاوة على ذلك، فإن التركيز على أشياء أخرى بعيدا عن كرة القدم قد ساعدني كثيرا في عملية التعافي من الإصابة».
وكان دان قد أصيب خلال تدخله على النجم البلجيكي كيفين دي بروين خلال مباراة كريستال بالاس أمام مانشستر سيتي في ملعب «سيهرست بارك» في إطار مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في ليلة رأس السنة العام الماضي، حيث سقط دي بروين على القدم اليمنى لدان، الذي يقول: «شعرت بصوت طقطقة» وأدرك على الفور أنه سيغيب عن المباريات خلال الفترة المتبقية من الموسم.
وخرج دان من تلك المباراة على نقالة يتألم ومندهشا بعد أن أشهر حكم اللقاء، جوناثان موس، البطاقة الصفراء في وجهه بسبب تدخله على دي بروين. وأشار وهو على النقالة إلى زوجته وطفله اللذين كانا في المدرجات لمشاهدة المباراة. يقول دان عن ذلك: «بالطبع أنا أعشق كرة القدم، ولم أكن أريد أن أتعرض للإصابة، لكنني كنت أريد أن أقول لأسرتي إنه مهما حدث فإن كل شيء سيكون على ما يرام».
واضطر الأطباء الانتظار لمدة أسبوعين حتى يخف الورم من أجل إجراء العملية الجراحية في الركبة. ويقول دان إن مكان التدخل الجراحي لعلاج قطع الرباط الصليبي والغضروف المفصلي على جانبي الركبة قد ترك ندبات شكلها قبيح.
ويضيف: «عندما رأى نجلي الصغير، الذي كان في الثانية من عمره آنذاك، مكان التدخل الجراحي سألني عما إذا كانت سمكة قرش قد عضتني! لقد وافقته وقلت له إن هذا حدث بالفعل وإن فكي القرش قد تركا تلك الندبة الكبيرة، لكنه أخبر الآن ما لا يقل عن 100 شخص بأن سمكة القرش قد عضت والده».
وقضى دان تلك الفترة يمشي على عكازين ويساعد زوجته في السيطرة على طفل صغير صاحب خيال واسع وشقيقته البالغة من العمر تسعة أشهر.
وقد تعاقد نادي كريستال بالاس مع سائق لكي ينقل دان من منزله في مقاطعة ساري البريطانية - وكذلك زميله جاسون بونشيون، الذي أصيب هو الآخر بقطع في الرباط الصليبي خلال نفس المباراة بعد تدخله أيضا على دي بروين - إلى مركز بيكينهام يوميا لإعادة التأهيل.
ووضع كريستال بالاس خطة لإعادة تأهيل اللاعب البالغ من العمر 31 عاما وإعادته إلى الملاعب خلال فترة تتراوح بين 9 و12 شهرا، حيث دخل دان وبونشيون - بالإضافة إلى كونور ويكهام الذي عاد للملاعب في أكتوبر (تشرين الأول) بعد غيابه عن الملاعب لنحو عامين بسبب الإصابة - في عملية إعادة تأهيل على المدى البعيد. ويتعامل كل لاعب من لاعبي كرة القدم مع فترة إعادة التأهيل بشكل مختلف، لكنهم جميعا يعملون على الحفاظ على معنوياتهم المرتفعة قدر الإمكان حتى لا يشعروا بالإحباط. لكن دان قد وجد على الأقل شيئا آخر يصب عليه تركيزه بعيدا عن كرة القدم.
ونظرا لأن دان يتابع الرياضة الأميركية عن كثب فإنه يعرف جيدا أن متوسط الفترة التي يقضيها أي لاعب في الرابطة الوطنية لكرة السلة لا يزيد على خمسة أعوام، وتزيد قليلا على ثلاثة أعوام في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، وبالتالي يعمل الرياضيون – بدءا من كيفين دورانت وحتى ستيفين كوري في كرة السلة، ووصولا إلى ديريك بيتر في البيسبول وسيرينا ويليامز في التنس – على استثمار الأموال التي يحصلون عليها خلال فترة احترافهم للرياضة في مشروعات أخرى يواصلون العمل بها بعد اعتزالهم.
وحقق بعض الرياضيين مكاسب مالية كبيرة من تلك المشروعات، ويكفي أن نعرف أن نجم كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس قد أسس شركة «بيتس هيدفونس» ثم باعها فيما بعد لشركة آبل الأميركية مقابل 3 مليارات دولار.
ودائما ما كان دان مفتونا بالشركات الناشئة في مجال البرمجيات، وكان يستمع خلال الطريق من منزله إلى ملعب التدريب إلى برنامج «دراغونز دين» الذي يحكي تجارب الكثير من رواد الأعمال مثل كريس ساكا وراي داليو ومارك كوبان. ويقول دان إنه «يحاول أن يتعلم من الأشخاص الذين حققوا نجاحات في هذا المجال من الأعمال».
وكان هذا البرنامج يتيح للأشخاص الذين يرغبون في إطلاق مشروعات مماثلة أن يلتقوا برواد الأعمال وجها لوجه. وبالفعل، أنشأ دان شركته الخاصة والتي تحمل اسم «آيفي مونت إل إل بي»، ويقول عن ذلك: «يجب أن تكون الاستثمارات شيئا يجعل العالم أفضل، شيئا يجعل أولادي فخورين بي».
ويضيف: «انظروا إلى شركة بوليماتيريا. لقد تسببت مخلفات البلاستيك في ضرر كبير للبيئة، وقد رأينا جميعا الفيلم الوثائقي (بلو بلانت)، ورأينا جميعا الصور التي تم عرضها في هذا الإطار. لا يمكننا أن ندفن رؤوسنا في الرمال، لكن هنا أصبح لديك شركة تعمل على تطوير تقنية تسمح لنا بإعادة تصميم البلاستيك في التصنيع بحيث أنه إذا لم تستخدم هذه النفايات في إعادة التدوير فإنها ستتحلل في نهاية المطاف إلى لا شيء. لن يكون هناك بعد ذلك بقايا للبلاستيك لأنها ستصبح لا شيء، وهذا أمر جوهري للغاية بكل تأكيد».
وهناك أيضا شركة «أدفيتيك» التي طورت التكنولوجيا الحيوية التي تسمح للكائنات الدقيقة بتفكيك النفايات، كما أن هناك منصة «ذا بلوغر بروغرام» أو «تيليكوم»، وهي شركة اتصال بريطانية تعتمد على البرمجيات وتسعى إلى تحسين اتصالات الإنترنت في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
يقول دان: «إنها محفظة استثمارية متنوعة، وهناك الكثير من الفرص التي أتيحت أمامي، لكن أنا من الشخصيات التي يصعب أن تشعر بالرضا بشأن ما تسعى لتحقيقه. يتعين عليهم الوفاء بالمعايير التي أضعها إذا كانوا يريدون مني أن استثمر».
وقد أزعج مدافع برمنغهام وبلاكبيرن السابق شريكه في العمل بأفكار محتملة وتحديثات مستمرة حول تلك الاستثمارات، لكن يبدو أن زملاءه في الفريق لا يعرفون في الغالب شيئا عن هذا الأمر، في الوقت الذي كان يعمل فيه دان بكل قوة من أجل العودة إلى الملاعب مرة أخرى.
واستغرق الأمر تسعة أشهر بعد الخضوع للعملية الجراحية حتى عاد دان للمشاركة مع فريقه في مباراة ودية مع نادي دولويتش هامليت الشهر الماضي، وهي المباراة التي شهدت تسجيله هدفين.
وفي المقابل، لم يشن الفريق المنافس أي هجمة على كريستال بالاس خلال الشوط الأول بالكامل، وبالتالي لم يختبر دان تماما بعد العودة من الإصابة. يقول دان عن ذلك: «لا أعتقد أنني قد تدخلت على أي لاعب في تلك المباراة. أتذكر اليوم الأول الذي عدت فيه للتدريبات مع زملائي من اللاعبين، وكنت أرغب في التدخل على زملائي في التدريبات حتى أشعر مرة أخرى بأنني أصبحت على ما يرام. لقد استدعى الأمر تدخلي في خمسة مواقف مختلفة، لكنني لم أتدخل بقوة على أي لاعب».
وأضاف: «لكن في المباراة الودية أمام دولويتش، لم أشعر بأي قلق على الإطلاق. لقد منحني العمل الشاق الذي قمت به خلال الأشهر التسعة الماضية القوة والعزيمة على العودة للعب مرة أخرى. وإذا لم أكن على ما يرام لم أكن لأعود للملاعب مرة أخرى. وسوف أعمل بكل قوة على حجز مكان لي في التشكيلة الأساسية للفريق. ما زلت أركز بشكل كامل على كرة القدم، لكن الاهتمام بأمور أخرى ساعدني كثيرا على العودة بقوة بعد الإصابة، وأنا مستعد الآن للعب».
سكوت دان: الإصابة جعلتني أشعر أن كرة القدم ليست مضمونة
مدافع كريستال بالاس استغل فترة الابتعاد عن الملاعب في إنشاء مشروعات استثمارية
سكوت دان: الإصابة جعلتني أشعر أن كرة القدم ليست مضمونة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة