مصر: هجوم إرهابي على حافلة أقباط... و«داعش» يعلن مسؤوليته

مقتل 7 وإصابة آخرين... والسيسي ينعى الضحايا

مصر: هجوم إرهابي على حافلة أقباط... و«داعش» يعلن مسؤوليته
TT

مصر: هجوم إرهابي على حافلة أقباط... و«داعش» يعلن مسؤوليته

مصر: هجوم إرهابي على حافلة أقباط... و«داعش» يعلن مسؤوليته

وقع هجوم إرهابي مروع أمس، استهدف مسيحيين أثناء عودتهم من رحلة دينية بأحد الأديرة جنوب مصر، أدى إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين، وقال مصدر أمني إن «حافلة تقل عدداً من الأقباط تعرضت لهجوم بالقرب من دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة بمحافظة المنيا (على بعد 200 كيلومتر جنوب القاهرة) على الطريق الصحراوي الغربي».
ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضحايا الهجوم «الإرهابي». وقال على صفحته عبر «تويتر» أمس: «أنعى ببالغ الحزن الضحايا الذين سقطوا أمس، بأياد غادرة تسعى للنيل من نسيج الوطن المتماسك»، مضيفاً: «أؤكد عزمنا على مواصلة جهودنا لمكافحة الإرهاب الأسود وملاحقة الجناة».
ووقع الحادث «الإرهابي» عشية «منتدى شباب العالم» الذي ينطلق اليوم، في مدينة شرم الشيخ الساحلية بمحافظة جنوب سيناء، الذي يفتتح فعالياته الرئيس السيسي، ويستمر لمدة 4 أيام، بمشاركة قرابة 5 آلاف شاب وفتاة ممثلين لـ160 دولة حول العالم، في حضور نخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة. وأعلنت الكنيسة الأرثوذكسية أمس، أن الرئيس السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً بالبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أعرب خلاله عن خالص تعازيه في ضحايا الحادث الإرهابي.

وقال المصدر الأمني، إن «الطريق الرئيسي للدير مغلق طبقاً للتعليمات الأمنية، نظراً لخطورة موقعه في الظهير الصحراوي، وانقطاع شبكة الاتصالات في محيطه، حيث استخدم الضحايا دروباً فرعية للوصول إليه»، لافتاً إلى أنه «يتم ملاحقة منفذي الهجوم».
ويشار إلى أنه في يوم الجمعة 26 من مايو (أيار) العام الماضي، وقع هجوم دموي مماثل، حين استهدف مسلحون ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي حافلة تقل مواطنين مسيحيين في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل، وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 28 شخصاً بينهم عدد من الأطفال. ووقتها طالبت وزارة الداخلية الكنائس المصرية بإجراءات احترازية ووقف الرحلات للأديرة... وبالفعل أوقفت الكنائس بشكل مؤقت جميع الرحلات الروتينية لزيارة الأديرة يومي الجمعة والأحد من كل أسبوع، لحين التنسيق مع الجهات الأمنية، التي قررت منع خروج أي رحلات للأديرة قبل التنسيق وإخطار مركز أو قسم الشرطة قبل التحرك بـ24 ساعة.
وسبق أن اشتكى الأقباط من عدم توفر التأمين لرحلات الأديرة خاصة في صعيد مصر، ما دفعهم للامتناع عن الذهاب إليها. لكن المصدر الأمني قال إن «الضحايا استخدموا دروباً فرعية للوصول إلى الدير»... ويصل عدد الزائرين في اليوم الواحد لبعض الأديرة الشهيرة إلى نحو 10 آلاف زائر، ما بين الحافلات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والسيارات الخاصة والأفراد، كما تعد هذه الزيارات مصدر دخل للأديرة. وتعرض الأقباط لعدة اعتداءات في السنوات الأخيرة في مصر، كان آخرها مقتل 7 في هجوم إرهابي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي أمام كنيسة بحلوان جنوب القاهرة.
وشهدت البلاد أمس، استنفاراً أمنياً، فيما وجه السيسي باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لرعاية المصابين. وقال المصدر الأمني، إنه «تم فرض كردون أمني بمنطقة الحادث الإرهابي، وتم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى من الأمن العام والأمن الوطني ومديرية أمن المنيا، لكشف غموض الواقعة، وسرعة ضبط المتهمين».
ونشر القس بولس حليم، متحدث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على صفحته الرسمية بموقع التواصل «فيسبوك» صور الضحايا أمس، مؤكداً أن «المعلومات الأولية لنتائج حادث دير (القديس الأنبا صموئيل) تشير إلى وقوع 7 قتلى وعدد من المصابين، بعدما تعرضت حافلة تستقلها إحدى العائلات من قرية (الكوامل بحري) بمحافظة سوهاج (القريبة من المنيا) لاعتداء بإطلاق نيران عليها بالقرب من منطقة الدير، كما تعرضت سيارة ميكروباص (أجرة) تابع لإحدى قرى المنيا لاعتداء مماثل بالمنطقة نفسها، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات أخرى».
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي، أمس، مسؤوليته عن الهجوم عبر وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم. وسبق أن تبنى «داعش» تفجير كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة في ديسمبر (كانون الأول) 2016، أوقع 28 قتيلاً. أعقبه نشر فيديو هدد فيه باستهداف المسيحيين المصريين... كما تبنى التنظيم هجومين استهدفا كنيسة «مار جرجس» في مدينة طنطا الواقعة في وسط دلتا النيل، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصاً وإصابة 112 بجروح.
ونعى مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي أمس، ضحايا الحادث. وأكد مدبولي أن «هذه الأفعال لن تزيد المصريين إلا إصراراً على مواجهة الإرهاب الأسود، واستكمال بناء دولتهم»، مشيراً إلى أنه تابع مع الوزراء المعنيين تداعيات الحادث، حيث أجرى اتصالاً مع وزراء الداخلية، والصحة، والتضامن الاجتماعي، لتقديم الرعاية الكاملة والدعم المعنوي للمصابين ولأسر الضحايا، وكذا العمل على سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة.
وشكلت الصحراء الغربية خلال العام الماضي، مصدر إزعاج للأمن المصري، لكونها ملاصقة للحدود المصرية مع ليبيا، التي تشهد صراعات أمنية وسياسية منذ عدة سنوات، سمحت لمسلحين ينتمون إلى جماعات إرهابية بالعبور إلى مصر، واستخدام الصحراء في الإعداد لهجمات إرهابية.
وقالت مصادر أمنية إن «صحراء وجبال جنوب مصر تعد مركزاً للإعداد للعمليات الإرهابية». ولفتت إلى أن «طبيعة جبال الصعيد وامتدادها على رقعة مترامية الأطراف، تسمح بحرية التحرك للعناصر المتطرفة دون رقابة تذكر، ما يجعل السيطرة عليها أمراً بالغ الصعوبة».
ووفقاً لتقديرات غير رسمية تتراوح نسبة المسيحيين بمصر من 10 إلى 15 في المائة من عدد السكان البالغ عددهم نحو 96.3 مليون نسمة.
وفور الحادث أمر النائب العام، المستشار نبيل صادق، بفتح تحقيق موسع لسرعة التوصل إلى الجناة، ووجه بانتقال فريق من أعضاء نيابة شمال المنيا الكلية لموقع الحادث، كما انتقل فريق من نيابة أمن الدولة العليا إلى موقع الحادث، وإلى المستشفيات التي تضم المصابين لسؤالهم عما حدث، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الواقعة.
من جانبه، أدان الأزهر بشدة الهجوم الإرهابي، مؤكداً أن «مرتكبي هذا العمل الجبان مجرمون تجردوا من أدنى معاني الإنسانية، وهم بعيدون كل البعد عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والإرهاب وتجرم قتل الأبرياء والآمنين». وشدد الأزهر على أن استهداف الإرهاب للمصريين «لن يزيدهم إلا إصراراً وعزيمة على المضي قدماً صفاً واحداً في الحرب على الإرهاب».
بينما دعا الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، جناحي مصر المسلمين والمسيحيين إلى التكاتف والترابط والتصدي لجميع محاولات الجماعات الإرهابية لكي يقطعوا الطريق على المغرضين الذين يسعون إلى الوقيعة بين أبناء الشعب المصري الواحد، مشدداً على أن الدم المصري كله حرام بلا استثناء ولا فرق مطلقا بين المسلم وأخيه المسيحي.


مقالات ذات صلة

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

شؤون إقليمية صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من المعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان في مسعى لحل المشكلة الكردية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.