مشروع قانون يتيح لإسرائيل طرد كل عائلة فلسطينية ينفذ أحد أبنائها عملية مسلحة

TT

مشروع قانون يتيح لإسرائيل طرد كل عائلة فلسطينية ينفذ أحد أبنائها عملية مسلحة

بمبادرة من رئيس حزب «المستوطنين» (البيت اليهودي)، وزير المعارف نفتالي بنيت، تبحث لجنة التشريع الوزارية في الحكومة الإسرائيلية، مشروع قانون جديد يقضي بالسماح لقائد الجيش في الضفة الغربية بطرد أي عائلة فلسطينية من بيتها، وإجبارها على العيش بعيداً عنه، في حال كان أحد منفذي العمليات المسلحة ينتمي إليها.
وجاء في نص المشروع أنه «يجوز للقائد العسكري أن يطرد أي عائلة يتأكد أن أحد أبنائها نفذ عملية إرهابية ضد إسرائيليين، وذلك في غضون أسبوع واحد من تنفيذ العملية».
يأتي المشروع لتعديل القانون الحالي الذي يجيز طرد مثل هذه العائلة، فقط، إذا ثبت أنها أو أحد أفرادها يمكن أن يهدد أمن إسرائيل. وحسب الوزير بنيت، فإن هذا النص لا يكفي، حيث من الصعب الإثبات أن العائلة تهدد الأمن. وعليه فإنه يرى أنه «يجب طرد العائلة لمجرد أن أحد أبنائها (إرهابي)». وقال بنيت: «لدينا قرار واضح وراسخ بضرورة وقف (الإرهاب الفلسطيني) تماماً. وعلينا ألا نترك أي وسيلة ناجعة. وكلنا يعرف أن هدم البيوت وترحيل سكانها هو عمل ناجع. فالكثير من الفلسطينيين ارتدعوا عن تنفيذ عمليات عندما انتبهوا لخطر هدم البيت. والآن سنضيف الترحيل».
المعروف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت 54 منزلاً لعائلات فلسطينيين نفذوا عمليات، منذ عام 2015. بينما هناك أربعة قرارات بهدم بيوت تمر في مراحل المصادقة عليها، وفق ما أعلنه ممثل وزارة الأمن الإسرائيلية أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
وبحسب عيران أولئيل، رئيس قسم العمليات في الوزارة، فإن 40 منزلاً من المنازل المهدمة كانت تقوم في الضفة الغربية وخمسة في منطقة القدس. وبحسب الوزارة، فإن متوسط الفترة الزمنية التي تمر منذ يوم تنفيذ العملية وحتى هدم المنزل هو شهران.
وكانت اللجنة قد التأمت، أول من أمس الخميس، للبحث في «تقاعس الجيش عن تنفيذ عمليات الهدم»، إذ يدّعي بعض المنتقدين أن 30 في المائة فقط من مجموع المنازل المقرر هدمها، قد هدمت بالفعل.
وخلال المناقشة، قال مسؤولون أمنيون «إن عائلات الإرهابيين لا يتم ترحيلها من الضفة الغربية ومنطقة القدس إلى قطاع غزة أو أماكن أخرى في الضفة الغربية، لأن هذا ليس ممكناً من الناحية القانونية». وأوضحوا أنه منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، لم يعد يُعرَف بأنه إقليم خاضع لاحتلال عسكري، لذا لا يمكن ترحيل أفراد العائلات إليه، وأن الترحيل داخل الضفة الغربية ممكن فقط في الحالات التي يكون هناك اشتباه في تورط الأسرة في «الإرهاب».
وتم في السنوات الأخيرة طرح مشاريع قوانين تسمح بطرد أبناء عائلات منفذي العمليات، ولكن لم يتم دفع أي منها. ودعي إلى النقاش المفتوح، عائلات قتلى وممثلو المنظمات اليمينية «إم ترتسو» و«الماغور»، الذين طالبوا بتسريع وتيرة هدم المنازل.
وقالت عضو اللجنة ميخال روزين من حزب «ميرت» اليساري المعارض: «من الصعب والمؤلم أن نسمع العائلات الثكلى، لكن هدم المنازل لن يوقف (الإرهاب) ولن يوقف العنف، بل سيؤججه فقط... الحل السياسي هو السبيل للعمل للقضاء على (الإرهاب)».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.