كارلوس عازار: لا يكفي إنتاج عمل درامي واحد ولو بمستوى «ثورة الفلاحين»

يطل حالياً ببرنامج ترفيهي بعنوان «كلنا للوطن»

كارلوس عازار: لا يكفي إنتاج عمل درامي واحد ولو بمستوى «ثورة الفلاحين»
TT

كارلوس عازار: لا يكفي إنتاج عمل درامي واحد ولو بمستوى «ثورة الفلاحين»

كارلوس عازار: لا يكفي إنتاج عمل درامي واحد ولو بمستوى «ثورة الفلاحين»

قال الممثل كارلوس عازار إن إنتاج مسلسل واحد بمستوى «ثورة الفلاحين» بالتأكيد لا يكفي لدفع الدراما اللبنانية إلى الأمام. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم نجتز بعد شوطاً كبيراً في هذا المجال، ولا نستطيع أن نتغنى بعمل واحد؛ إذ نحن بحاجة لأن يطبق هذا الموضوع من قبل كل منتجي أعمال الدراما المحلية. فعملية الإنتاج الجيدة تلعب دوراً أساسياً في تطوير ونشر المسلسل اللبناني، ومن ثم عملية استثماره من قبل محطات تلفزيونية عربية ومحلية».
ويتابع عازار الذي يشارك في بطولة «ثورة الفلاحين» مجسداً دور أحد البكوات: «لم يكن لدينا ولا مرة أدنى شك بقدراتنا من ممثلين ومخرجين وكتاب لدخول هذه الساحة من بابها العريض، والمشكلة تكمن بعدم استثمارها في مكانها الصحيح. فالممثل هو من يتكفل بإيصال عمل ناجح مشغول على أسس إنتاجية وإخراجية وكتابية مطلوبة. فما النفع لو وجدت العناصر التي ذكرتها بأجمعها ولم يوجد من يوصلها إلى الناس بشكلها الصحيح؟ ولذلك بذل فريق العمل في (ثورة الفلاحين) جهدا كبيرا، لأن المسؤولية كانت كبيرة على عاتقه. فبرأيي الإنتاج الجيد يعبّد لنا الطريق لدخول أسواق جديدة. فجميع العناصر يكمل بعضها بعضا، ولذلك يجب أن تكون متكافئة». ويؤكد كارلوس عازار الذي شارك في مسلسلات وأفلام سينمائية عدة، أن أي دور يلعبه يقدمه بمسؤولية كبيرة ولا يأخذه على سبيل الاستخفاف. ويصف تجربته في «ثورة الفلاحين» بالقول: «طبعا أعدها مغايرة تماما عما سبق وقدمته في عالم الدراما من نواحٍ عدة، وأنا سعيد كوني شاركت فيها».
ويوجه كارلوس عازار عتبا إلى منتجي الدراما المختلطة التي بقي بعيدا عنها إلى حد ما، ويقول: «لقد عرضت علي أعمال كثيرة في هذا الصدد، إلا إنها لم تناسبني. وبرأيي أن هناك فرقا كبيرا بين التمسك بالممثل اللبناني في هذا الإطار وبكيفية الاستعانة به على أرض الواقع. فعندما يطلب بعض المنتجين من ممثل مرموق مشاركته في واحد من هذه الأعمال ومن ثم يستغنون عنه لأنه طلب الأجر اللازم، فهذا يعني أنهم لا يحتاجون إلى قدراته، بل إلى تعبئة فراغ لدور لبناني ليس أكثر». وحين سئل؛ لكن هل برأيك الممثل السوري سحب السجادة من تحت أقدام زميله اللبناني فتوج غالبية هذا النوع من الأعمال؟ رد: «لا؛ الممثل السوري لم يسرق أي شيء، فحالنا اليوم هو نتاج أفعالنا. فلطالما كانت الدراما السورية مدعومة من دولتها، فساهمت في بناء إطار خاص لها لا يمكن زعزعته. أما في لبنان، فقد اتبعت الدولة سياسة خاطئة تجاه فنانيها وأعمال الدراما، مما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من تراجع. فعلى الرغم من كل القدرات والمواهب التي لدينا، فنحن نحصد ما زرعناه». ويتابع في هذا الخصوص: «بدأنا مؤخرا نلمس تقدما في واقع الدراما اللبنانية، لأن أربابها باتوا يمشون على السكة الصحيحة ويضعون الاستراتيجية المطلوبة لتسويق أعمالها».
وعن تجربته الجديدة في عالم التقديم التلفزيوني عبر شاشة «الجديد»، والتي تترجم ببرنامج ترفيهي «كلنا للوطن» الذي يحقق نسبة مشاهدة عالية، يعلق: «سعيد أنا بالأصداء التي حققها هذا البرنامج، لا سيما أنه يجمع بين التسلية والثقافة. وأشعر من خلاله بأنني في ملعبي وكأنه صمم على قياسي لتركيبته الجميلة والجذابة معا». ويرتكز هذا البرنامج على استضافة سياسيين مع أفرقائهم يجولون في بلدات لبنانية تسلط الضوء على السياحة الداخلية في لبنان. وليقفوا بعدها في استوديو التصوير ويتبارون على الفوز وفقا لمجموع نقاط عال يحققونه من خلال أجوبتهم الصحيحة عن أسئلة منوعة. ونجح عازار في التماهي مع البرنامج بحضوره وأدائه العفويين. «هناك فرق كبير بين التمثيل والتقديم التلفزيوني، ففي هذا الأخير يجب أن يتمتع صاحبه بالعفوية والطبيعية؛ وإلا أخفق، بينما التمثيل هو تجسيد دور معين يخرجك من شخصيتك الحقيقية، وانعكاس هذه الأخيرة على أسلوبك في التقديم يقرب المشاهد منك أو يبعده».
وعن سبب غزو العنصر الشبابي التقديم التلفزيوني مقابل تراجع ملحوظ من قبل العنصر النسائي، يرد: «لا أعلم ما السبب الحقيقي لهذه الظاهرة، ولكني أعتقد أن نوعية البرامج هي التي تفرض ذلك». وعما إذا كانت ذاكرته تحمل أسماء مقدمات تلفزيون أعجب بهن، يقول: «طبعا لا يمكنني أن أنسى ميراي مزرعاني خفيفة الظل وصاحبة التجربة الكبيرة في عالم التقديم، وكذلك ريما كركي التي أكنّ لها كل احترام».
يفكر كارلوس عازار بتأسيس نواة مهنة أخرى يمارسها إلى جانب التمثيل، كأن يفتح مطعماً، ويقول: «مع الأسف مهنتنا غير آمنة، فعلى الرغم من أنك تعطيها وقتك وصحتك وتسرق منك حياتك العادية، فإنها تندرج على لائحة (المهنة الجاحدة)، ولذلك لا بأس في التفكير باستثمار آخر في المقابل يحفظني من مخاطرها».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».