إجهاض توافق «القيادة الموحدة» لحزب صالح في الخارج

TT

إجهاض توافق «القيادة الموحدة» لحزب صالح في الخارج

فشلت اجتماعات قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» في التوافق على تشكيل قيادة موحدة للحزب في الخارج بعد أسبوع حافل من النقاشات والتصورات التي طرحها المشاركون في اجتماعات القاهرة؛ وذلك بسبب تضارب الموقف من قيادات الحزب الموجودة في صنعاء تحت هيمنة القرار الحوثي.
وأكدت مصادر وثيقة في الحزب لـ«الشرق الأوسط»، أن الاجتماعات انفضت دون التوصل إلى توافق على تسمية القيادة الموحدة في الخارج، على الرغم أن مسودة الاتفاق كانت في لحظاتها الأخيرة لإعلانها.
وذكرت المصادر، أن خلافاً حاداً في وجهات النظر نشب بين جناحين في الحزب، الأول يتزعمه الأمين العام المساعد ووزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي، والآخر يتزعمه الأمين العام المساعد للحزب ورئيس كتلته البرلمانية سلطان البركاني.
وبحسب المصادر، كان المجتمعون قد توافقوا على تشكيل لجنة لتسيير أعمال الحزب في الخارج، يتصدر أسماء أعضائها أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس الراحل ومؤسس الحزب، غير أن تعديلات جوهرية على مسودة الاتفاق الخاصة بتشكيل اللجنة وتحديد مهامها اقترحها كل من الدكتور القربي ومعه القيادي في الحزب والسكرتير الصحافي للرئيس الراحل عبده بورجي، أدت إلى إثارة حفيظة البركاني وعدد من القيادات المؤيدة له. وأوضحت المصادر، أن طبيعة الخلافات التي أجّلت التوافق على مشروع القيادة الموحدة لأعضاء المؤتمر في الخارج، تتلخص في طبيعة العلاقة مع قيادات المؤتمر الشعبي الموجودة في الداخل، لجهة الاعتراف أو عدم الاعتراف بمشروعيتها.
ففي الوقت الذي يرى القيادي البركاني - بحسب المصادر - أن هذه القيادة التي يتزعمها في صنعاء، القيادي صادق أمين أبوراس، ليست شرعية، لجهة أنها تشكلت بشكل مخالف للوائح الحزب، ولجهة أنها مسلوبة الإرادة والقرار بسبب خضوعها لإرادة الميليشيات الحوثية، يتعارض هذا الطرح مع رؤية الجناح الآخر الذي يقوده القربي والذي يرى أن اللجنة المقترحة لقيادة شؤون الحزب في الخارج يجب أن ترتبط بقيادة الداخل التي يتزعمها أبوراس، في سياق الحرص على عدم تشظي الحزب.
كما أن جناح البركاني - وفقاً للمصادر - يتبنى وجهة نظر تدعو إلى التقارب مع الجناح الآخر للحزب بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي المؤيد للشرعية في سبيل تشكيل قيادة واحدة مؤقتة، يحوز فيها نجل صالح على منصب رفيع بعيداً عن القيادة التي تشكلت في صنعاء تحت جناح الميليشيات الحوثية التي قتلت الرئيس السابق ونكّلت بقيادات حزبه.
وأكدت المصادر، أن عدداً من دوائر صنع القرار الدولي والإقليمي، كانت حضّت قيادات الحزب في الخارج على الإسراع بترتيب أوضاعه ولملمة شتاته لجهة الدور الذي يمكن أن يلعبه مستقبلاً في العملية السياسية استناداً إلى قاعدته الشعبية العريضة.
وذكرت المصادر، أن اجتماعات القيادات التي استمرت الأسبوع الماضي ثلاثة أيام في القاهرة، انفضت في النهاية، وغادر الكثير منهم إلى وجهات مختلفة دون الإشارة إلى موعد قريب للاجتماع والبت في قرار تشكيل لجنة تسيير أعمال الحزب في الخارج.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.