وفد البرلمان الأوروبي يزور الأزهر والكنيسة لتعزيز العلاقة بين الشرق والغرب

أعضاؤه أثنوا على مكافحة مصر للإرهاب والهجرة غير الشرعية

TT

وفد البرلمان الأوروبي يزور الأزهر والكنيسة لتعزيز العلاقة بين الشرق والغرب

زار وفد من البرلمان الأوروبي، يمثل لجنة العلاقات مع دول المشرق، مقر مشيخة الأزهر في القاهرة، ومقر الكاتدرائية المرقسية للأقباط بالعباسية (شرق العاصمة) أمس لبحث مواجهة التطرف، وتعزيز العلاقة بين الشرق والغرب.
وكان وفد البرلمان الأوروبي قد استهل زيارته إلى القاهرة، أول من أمس، بعقد لقاءات واجتماعات مع عدد من المسؤولين المصريين ونواب البرلمان المصري. وقال النائب كريم درويش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إن «اللقاء مع أعضاء البرلمان المصري جاء في إطار التباحث والتواصل المستمر بين النواب المصري ونظيره الأوروبي، وذلك لتوضيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى البعض داخل البرلمان الأوروبي حول مصر».
واستقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفد البرلمان الأوروبي، أمس، وقال إن «على البرلمان الأوروبي دورا كبيرا جداً في حل الأزمة المعاصرة في العلاقة بين الشرق والغرب، التي يجب أن تكون علاقة تعاون وتبادل علمي وثقافي ومعرفي»، وأعرب عن تطلعه لقيام الاتحاد والبرلمان الأوروبي بخطوات جدية لتعزيز السلام، ووقف النزاعات في العالم. مضيفاً أن أولوية تحقيق السلام «تراجعت أمام المصالح الاقتصادية والتجارية، وأمام الأصوات العنصرية المتصاعدة»، كما أكد أن مساحة تأثير المؤسسات الدولية تقلصت بشدة؛ لكن هذا لا يعني فقدان الأمل في هذه المؤسسات، وفي الأصوات المحبة للسلام، حسب تعبيره.
في المقابل، أشاد أعضاء الوفد الأوروبي بدعوة الأزهر لترسيخ مفهوم المواطنة في المجتمعات، وأعربوا عن تطلعهم للتعاون مع الأزهر لتعزيز ونشر المشتركات بين الأديان، كالأخلاق والقيم وحقوق الإنسان، وجعلها منطلقاً لتعزيز العلاقة بين الشرق والغرب.
كما التقى البابا تواضروس الثاني، وبابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، وفد البرلمان الأوروبي، وذلك بحضور سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر إيفان سوركوش، داخل المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أمس، وخلال اللقاء قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة: «لقد تشرفت بلقاء البابا تواضروس، والدكتور أحمد الطيب، رأسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والأزهر، وهما صوت التسامح في مصر وخارجها... وقد ناقش وفد المشرق في البرلمان الأوروبي معهما الوضع في مصر والمنطقة وجهود معالجة التطرف».
وقالت مصادر كنسية إن «اللقاء مع بابا الأقباط تطرق إلى طبيعة العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وأطر التواصل والتعاون مع الأزهر، وتجربة (بيت العائلة المصرية) التي تجمع مسلمين ومسيحيين، والمؤتمرات التي تجمع الأئمة والقساوسة بغية زيادة التواصل والتفاهم».
في السياق نفسه، أكد مصدر مصري مطلع أن «لقاءات وفد البرلمان الأوروبي مع المسؤولين المصريين تناولت جهود القاهرة في مكافحة الهجرة غير المشروعة، وتمكين الشباب والمرأة من المشاركة السياسية، ومكافحة الإرهاب».
وقال المصدر، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، إن «الوفد الأوروبي أثنى على ما تقوم به الدولة المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة في ظل ما تقوم به القوات المسلحة والشرطة المدنية من مجهودات للعمل على مكافحة الإرهاب... وكذلك ما قامت به مصر في ملف الهجرة غير الشرعية».
يشار إلى أن قوات الجيش والشرطة المصرية تشن عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ التاسع من فبراير (شباط) الماضي، لتطهير تلك المنطقة من عناصر متطرفة موالية لتنظيم داعش الإرهابي، وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.