الأمم المتحدة تعلن رسمياً تعيين بيدرسن مبعوثاً إلى سوريا

TT

الأمم المتحدة تعلن رسمياً تعيين بيدرسن مبعوثاً إلى سوريا

أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن أنه يرغب في تعيين الدبلوماسي النرويجي غير بيدرسن موفداً خاصاً جديداً إلى سوريا خلفاً لستيفان دي ميستورا الذي قدّم استقالته من هذا المنصب.
وأبلغ غوتيريش مجلس الأمن رغبته تعيين بيدرسن في رسالة اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء.
وبيدرسن دبلوماسي مخضرم، شارك عام 1993 ضمن الفريق النرويجي في المفاوضات السريّة التي أفضت إلى التوقيع على اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتولّى الدبلوماسي النرويجي مناصب عدّة في المنطقة، بينها موفد الأمم المتحدة إلى جنوب لبنان في 2005 ثم المنسق الخاص للبنان بين 2007 و2008.
وأمضى بيدرسن سنوات كثيرة ممثّلا لبلاده لدى السلطة الفلسطينية. وهو حاليا سفير النرويج لدى الصين، وسبق أن كان سفيرا لبلاده لدى الأمم المتحدة.
والنزاع الذي اندلع في سوريا إثر مظاهرات ضدّ الحكومة في 2011، أودى حتى اليوم بحياة أكثر من 360 ألف شخص، ودخلت على خطّه قوى أجنبية ومجموعات متطرّفة.
وقال غوتيريش في الرسالة التي اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية: «أنا سعيد بأن أبلغكم بنيّتي الإعلان عن تعيين السيّد غير بيدرسن مبعوثي الخاص إلى سوريا. ولاتّخاذ هذا القرار قمت باستشارات واسعة، بما في ذلك مع حكومة الجمهورية العربية السورية».
وأضاف الأمين العام في رسالته إلى أنّ «بيدرسن سيدعم الأطراف السورية عبر تسهيل التوصّل لحلّ سياسي شامل وجدير بالثقة يحقّق التطلعات الديمقراطية للشعب السوري». وشكر غوتيريش في رسالته المبعوث السابق دي ميستورا على «جهوده المنسّقة ومساهماته لأكثر من 4 سنوات في البحث عن السلام في سوريا».
واعتبر المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية الممثّلة لأطياف واسعة من المعارضة يحيى العريضي، أنّ تغيير الموفدين لن يكون له تأثير يذكر على مصير بلاده في غياب إرادة وإجماع دوليين بشأن خريطة طريق سياسية.
وقال إن «هذا الرجل لديه خبرة تمتدّ من العراق إلى لبنان والأمم المتحدة»، مضيفا: «نأمل أن يكون حاسماً أكثر، وأن يسمّي فوراً الأشياء بأسمائها. ملف سوريا لا يحتاج الآن لمزيد من التملّق والمداهنة».
وتابع: «لكن بغضّ النظر عن اسم الموفد، هناك حاجة لإرادة وتصميم دوليين للتوصّل إلى حلّ سياسي».
والتقى قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول نهاية الأسبوع الماضي ودعوا إلى التوصّل إلى حلّ سياسي للحرب في سوريا وإلى هدنة دائمة في معقل المعارضة المسلّحة الأخير في إدلب.
ودعا القادة الأربعة في بيان مشترك إلى تشكيل لجنة لصياغة مشروع دستور جديد لسوريا قبل نهاية العام «يمهّد الطريق لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة» في الدولة التي مزقتها الحرب.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.