طلعت زكريا: فيلم «حارس الرئيس» يتناول حكم «الإخوان»

الفنان المصري قال لـ {الشرق الأوسط} إنه يعتز بصداقته مع الرئيس الأسبق حسني مبارك

طلعت زكريا
طلعت زكريا
TT

طلعت زكريا: فيلم «حارس الرئيس» يتناول حكم «الإخوان»

طلعت زكريا
طلعت زكريا

برز الفنان طلعت زكريا في البداية بأدوار صغيرة في السينما، لكنها لفتت الانتباه له بوصفه ممثلا كوميديا قادرا على صناعة البهجة في نفوس مشاهديه. لينتقل بعد فترة قصيرة إلى عالم البطولة المطلقة من خلال أفلام كانت وما زالت تحظي بنسبة عالية من المشاهدة، منها «طباخ الريس»، «حاحا وتفاحة»، «الفيل في المنديل». ورغم أنه انتُقد كثيرا وتعرض لعديد من الهجمات، فإنه حافظ على مشواره الفني الذي ما زال يستكمله بآخر مسلسلاته «المرافعة»، الذي يعرض حاليا، ومسلسل «الست كوم» الجديد «مبسوطة يا توتة»، الذي نال استحسان قطاع كبير من الجمهور. عن كل هذا، وجديده الفني، دار هذا الحديث مع الفنان طلعت زكريا.
* حدثنا عن دورك في مسلسل «المرافعة»، ومتى تنتهي من تصويره؟
- دوري في هذا المسلسل جديد تماما عليّ وأحببته كثيرا، حيث أجسد شخصية فتحي صندل المحامي الفقير جدا الذي يصل إلى قمم السلطة والمجد من خلال انتهازيته وسعيه للوصول إلى أهدافه بشتى الطرق. وهذا العمل من إخراج حازم فوده، ويشاركني به مجموعة كبيرة من النجوم الكبار، منهم باسم ياخور وتامر عبد المنعم وشيرين رضا ودوللي شاهين ودينا وفاروق الفيشاوي، ويتبقى لي فيه أسبوع تصوير على الأكثر.
* تستعد لتصوير مشاهدك في فيلم «حارس الرئيس».. حدثنا عنه وعن دورك فيه.
- أبدأ في تصوير مشاهدي في فيلم «حارس الرئيس» بعد عيد الفطر بشهر على الأكثر، وهذا الفيلم يتناول عام حكم «الإخوان» بكل سلبياته وإخفاقاته على المستوى السياسي والاجتماعي، حيث أقوم بدور الحارس الشخصي للرئيس المعزول محمد مرسي، ويتخلل ذلك العديد من المشاهد الكوميدية والإسقاطات السياسية كذلك.
* حدثنا عن طقوسك في الشهر الكريم.
- ليس لدي طقوس خاصة بشكل كبير، حيث أقضي شهر رمضان مثل أي مسلم في أي مكان، حيث الصوم والصلاة وقراءة القرآن، ثم استئناف تصوير المشاهد الخاصة بالمسلسل بعد الإفطار، التي تستمر عادة حتى ساعات متأخرة من الليل، وإن كنت أرى أن رمضان اختلف كثيرا عن الماضي، من حيث سرعة إيقاع الحياة وأشكال الاحتفالات، التي كانت في الماضي مبهرة بشكل كبير.
* أين أنت من المسرح؟
- سأعود للمسرح قريبا جدا، ومن المرجح أن يكون في عيد الفطر أو بعده قليلا، حيث يقوم السيناريست أحمد الإبياري بكتابة نص مسرحي جديد، ولكن ما زلنا في مرحلة اختيار طاقم العمل.
* ماذا يمثل لك فيلم «طباخ الريس»؟ وكيف استقبله الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك؟
- هذا الفيلم كان «وش السعد علي» وفاتحة خير وعلامة فارقة في مشواري الفني، وذلك للنجاح الكبير الذي حققه الفيلم بجانب مساهمته في مقابلتي للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي أعتز بصداقتي به كثيرا، ومن المفارقات أنه عندما قابلني في القصر الرئاسي عند مشاهدته الفيلم كان يناديني بـ«الطباخ»، وما زال يناديني بها حتى اليوم، حيث التصق بي اللقب من خلال هذا الفيلم الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا.
* تجاربك الكوميدية متعددة في كثير من الأفلام الناجحة، هل من الممكن أن نرى طلعت زكريا في إطار تراجيدي مختلف؟
- لا أعتقد أن الجمهور سيتقبلني في دور غير كوميدي، لأنه على مدار مشواري الفني ارتبط اسمي بالضحك والكوميديا، وهذا شيء أعتز به كثيرا ولا أريد أن أخسره، وإذا عُرض علي دور درامي فسأفكر كثيرا قبل أن أوافق عليه.
* ماذا تمثل لك تجربة «الست كوم» الجديد «مبسوطة يا توتة»، وما الذي شدك للدور؟
- هذه التجربة مميزة جدا بالنسبة لي حيث اكتشفت الطفلة الموهوبة جدا «جنا» التي تشارك بالعمل، كما أن هذا المسلسل أعاد لنا منتجة كبيرة كانت غائبة لفترة طويلة، وهي: مي مسحال، التي أعتز كثيرا بالعمل معها، ومع فريق العمل الذي تربطني به علاقة قوية، مثل سوسن بدر، ومي كساب، ومحمود العسيلي وغيرهم، ممن أضفوا نكهة خاصة على العمل بأكمله.
* إلى أي شيء يرجع سبب تراجع إيرادات فيلمك الأخير «الفيل في المنديل»؟ وهل النقاد كانوا السبب؟
- هذا الفيلم تعرض لظلم كبير بسبب توقيت عرضه الذي كان بعد أحداث الثورة المصرية مباشرة، كذلك فإن آرائي السياسية تجاه الثورة والثوار في ذلك الوقت، التي كانت معارضة لهم بشكل كبير، أثرت على نسبة الإقبال، حتى إن الفيلم لم يصمد بدور العرض سوى شهرين، هذا بجانب آراء بعض النقاد الذين حرصوا على ذبح الفيلم بسبب آرائي السياسية، ولكن في المجمل الفيلم عرض بعدها على شاشات التلفزيون، وحقق نجاحا جماهيريا جيدا.
* ما الفيلم أو الدور الذي تتمنى أن تقوم به؟
- ليس هناك دور معين، ولكن أحلم دائما بتقديم الجديد وما يرضي جمهوري عني، وإن كنت أدخل خلال أيام في تصوير أول مشاهد مسلسلي الجديد «يوميات حاحا»، كناية عن فيلمي «حاحا وتفاحة»، الذي يعد استكمالا له، من خلال أسرة حاحا وأطفاله، وهذا المسلسل تجربة جديدة جدا فهو «ميني كوم» مدة حلقته لا تتجاوز العشر دقائق.
* هل اختلفت مقاييس بطل السينما من وجهة نظرك؟
- أعتقد أن مقاييس البطل اختلفت بالفعل؛ ففي أيام الفنان الكبير نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز جاء معهم أبطال ذوو مواصفات جديدة لا تحمل أي وسامة من أي نوع، مثل العبقري الراحل أحمد زكي والعملاق يحيى الفخراني، الذين قلبوا مقاييس البطل وقتها، ومنذ ذلك الوقت لا توجد مواصفات لبطل السينما سوى أن يقدم فنا راقيا وأفلاما جيدة تستحق المشاهدة وتحترم المشاهد في المقام الأول.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».