نقشة الأوشحة... رحلة من السبعينات إلى خريف 2018

فستان من «غوتشي»  -  المدونة ياسمين يسري  -  فستان من «تيبي»
فستان من «غوتشي» - المدونة ياسمين يسري - فستان من «تيبي»
TT

نقشة الأوشحة... رحلة من السبعينات إلى خريف 2018

فستان من «غوتشي»  -  المدونة ياسمين يسري  -  فستان من «تيبي»
فستان من «غوتشي» - المدونة ياسمين يسري - فستان من «تيبي»

إعادة تقديم الصيحات واقع مقبول، خاصة وأن الموضة جزء من التاريخ الذي يعيد نفسه مع بعض التفاصيل العصرية. اللافت أنه في بعض الأحيان تنال صيحة قديمة إعجاب المستهلك أكثر من صيحات حديثة، ربما بسبب «الحنين» للماضي بذكرياته، أو رغبةً من البعض في محاكاة الأجيال السابقة.
في فبراير (شباط) الماضي حضرت الملكة إليزابيث الثانية عرض أزياء المصمم البريطاني الصاعد ريتشارد كوين، وكان هذا الحدث بمثابة مباركة للصيحات التي قدمها، والتي تصدرتها صيحة نقشة الأوشحة الحريرية، والتي لم تظهر بشكلها المخروطي المعتاد الذي عُرف من قبل وميز حقبة التسعينات. فقد قدمه على شكل تصاميم ملابس كاملة تغطي الجسم من الرأس حتى أخمص القدمين، ويبدو أن هذه الصيحة نالت إعجاب الملكة إليزابيث، لا سيما وأن الأوشحة ما زالت قطعة رئيسية في خزانتها. وسرعان ما تحولت لصيحة من المتوقع أن نشهدها في كل مكان خلال الخريف.
تقول مدونة الموضة المصرية، ياسمين يسري، المعروفة بحبها لتنسيق النقوش والألوان، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرسوم المطبوعة على الأوشحة تحول أية قطعة إلى لوحة فنية لها رموز ودلالات أبعد من مجرد قطعة أنيقة تتزين بها المرأة، ومن هنا لم تعد هذه الصيحة مقتصرة على تلك القطعة المخروطية المصممة من الحرير وأصبحت طبعات تزين أثواباً من النسيج المترف ليخرج منها تصاميم متنوعة تشعل السباق بين كبريات دور الأزياء».
الآن يحتد السباق بين دور الأزياء على تبين هذه الموضة. فذهبت أسماء مثل توغا وفوستين شتاينمتز إلى نقوش الأوشحة البسيطة والأقل صخباً مما قدمه ريتشارد كوين، بينما عززت بيوت مثل سان لوران وسالفاتور فيراغامو وفيرساتشي، فكرة الترف من خلال إضافة الألوان المعدنية وتدرجات ألوان الأحجار الكريمة، حتى تُضفي على نقشة الأوشحة المزيد من الحداثة والابتكار، مقارنة بما كانت عليه في حقبة التسعينات.
صيحة نقشة الأوشحة لم تختف تماماً عن ساحة الموضة، بحسب ما ترى ياسمين يسري «فقد كانت هناك محاولة خلال عام 2011 من دار فيرساتشي لكنها لم تحقق نفس الرواج الذي نلمسه حاليا، ربما لأن الموضة بشكل عام تتجه نحو الجرأة والصخب».
وتتابع: «نرصد في هذا الصدد مزج عدة نقوش مع بعض بطريقة لم نعهدها من قبل، مثل نقشة النمور مع الخطوط الطولية، أو مزج قطعة مزينة بالخطوط العرضية مع طبعات أخرى لا تقل صخبا».
رغم جمالها، تنصح ياسمين يسري بضرورة التحلي بعين فنية. فرغم أن «مزج النقوش يستهويني بشكل كبير، فإنني لا أرى فيه حرية وفناً، لذا، أنصح كل امرأة بخوض التجربة من خلال قطعة جاهزة مزينة بنقوش الأوشحة، فهذا الاختيار مضمون أكثر من ناحية منحها إطلالة تجمع الجرأة بالأناقة». وتُضيف بأنها لا تمانع شخصياً في «اختيار أي قطعة بمطبوعات الأوشحة، سواءً كانت فستانا أو تنورة أو بنطلونا، لكن لمن لا يتمتعن بالكثير من الجرأة، قد يكون الاكتفاء بقميص أضمن لهن».
إذا كانت قواعد الموضة من قبل تُحرم على المرأة السمينة استعمال بعض النقشات الصاخبة، فإن الأمر تغير بحسب رأي ياسمين «كل امرأة لها جمال خاص، مما يعطيها الحق في اختيار ما يحلو لها، لذا يمكن لامرأة بمقاس 14 أو أكثر أن تعتمد هذه الموضة على شرط أن تختارها بألوان وتصاميم تُخفي مناطق البروز». وهي قاعدة تنطبق على كل صيحات الموضة.


مقالات ذات صلة

عزة فهمي... تحمل عشقها للغة الضاد والتاريخ العربي إلى الرياض

لمسات الموضة (عزة فهمي) play-circle 00:24

عزة فهمي... تحمل عشقها للغة الضاد والتاريخ العربي إلى الرياض

من تلميذة في خان الخليلي إلى «معلمة» صاغت عزة فهمي طموحها وتصاميمها بأشعار الحب والأحجار الكريمة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة صرعات الموضة (آيماكستري)

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

منذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء بين المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

في ظل التخبط، بين شح الإمكانات ومتطلبات الأسواق العالمية الجديدة وتغير سلوكيات تسوُّق جيل شاب من الزبائن، يأتي تعيين لورا مثيراً ومشوقاً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)

«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

«أتولييه في إم» Atelier VM واحدة من علامات المجوهرات التي تأسست من أجل تلبية جوانب شخصية ونفسية وفنية في الوقت ذاته.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)

«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)
أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)
TT

«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)
أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)

هناك مجوهرات تتوارثها البنات عن الجدات. تكون لها قصة مثيرة تجعلك تشعر وكأنها تناديك وتُعبّر عنك وعن جوانب من حياتك أياً كان جيلك. «أتولييه في إم» Atelier VM واحدة من علامات المجوهرات التي تأسست من أجل تلبية جوانب شخصية ونفسية وفنية في الوقت ذاته. انطلقت في إيطاليا على يد صديقتين، هما، فيولا ناج أوليري ومارتا كافاريللي، وبدأت تتوسع إلى العالم في السنوات الأخيرة. عمر العلامة من عمر صداقتهما التي بدأت في صفوف المدرسة والجامعة ولا تزال وطيدة لحد الآن.

تتطور أشكال الأساور الأبدية وتزدان بأحجار متنوعة... لكن تبقى بالمعنى نفسه (أتولييه في إم)

توسع عضوي

جاء توسع العلامة عضوياً. فهي لم تخرج من إيطاليا إلى بريطانيا، أول محطة لها، حتى عام 2018، وتحديداً في محال «ليبرتي» اللندنية. تقول فيولا في لقاء خاص إنهما لم تتسرعا من أجل التوسع أو الربح. كان الدافع الأساسي لإطلاق «أتولييه في إم» المكون من الحرفيين الأوليين لكل من فيولا ومارتا، أما التعبير عن فنيتهما أو التنفيس عن حالات نفسية أو تجارب شخصية فتمران بها.

ما تطرحانه من تصاميم يُركّز على معاني الحب والإخلاص والوفاء والارتباط العائلي الذي يعكس الثقافة الإيطالية وفي الوقت نفسه تجاربهما الخاصة، وليس أدل على هذا من السوار الملحوم على المعصم من دون براغي بواسطة الليزر.

أساور مرصَّعة باللؤلؤ من دون براغي لتعكس الالتحام الأبدي (أتولييه في إم)

عندما تسأل أياً منهما عن الهدف من وراء إطلاق علامتها في التسعينات، يأتيك الرد سريعاً: «للتعبير عن حياتنا الشخصية والعلاقات التي تربطنا ببعض كبشر... أحياناً تكون سعيدة وأحياناً أخرى حزينة». لكن من رحم الحزن والمآسي الشخصية يمكن أن تولد إبداعات تعالج الجروح وإن بقيت ندوبها مثل الوشم تُذكّر بما مضى. عندما فكرت فيولا في تصميم السوار الملحوم مثلاً، ضمن مجموعة «إيسانسيالي» «L›essenziale» كانت تريد أن تقول إن البدايات والنهايات وجهان لعملة واحدة. فهما متلاحمان من ناحية «أن لكل بداية نهاية، ولكل نهاية بداية».

تتابع فيولا أن المجموعة وعلى الرغم مما تمنحه من سعادة مستمدة من أنها تعبّر عن الارتباط الأبدي، فإنها وُلدت من رحم الألم إثر فقدها شخصاً عزيزاً على قلبها. لم تجد ما يخفف من ألمها سوى ابتكار قطع لا تفارقها لتُذكرها في كل الأوقات بهذا الفقد، وبأن الحياة تستمر وإن بقيت الذكرى.

تم اختيار «بيرلنغتون أركايد» عنواناً ليعكس سنواتها الـ25 واستقلاليتها (أتولييه في إم)

منذ أشهر، تركت العلامة محال «ليبرتي» الواقعة على ناصية «ريجنت ستريت». كان لا بد من نقلة تعكس بلوغها الـ25 عاماً، واستقلاليتها. اختارت «بيرلنغتون أركايد» الواقع في منطقة «مايفير». فالمكان يتمتع بحميمية وخصوصية تفتقدهما شوارع الموضة الكبيرة، فضلاً عن أنها أصبحت جارة للكثير من المبدعين المستقلين وعلى رأسهم الفنانة عزة فهمي. تدخل المحل فتشعر، على الرغم من صغر مساحته، أنه غني وواسع «الخيال» سواء تعلق الأمر بالديكور أو المجوهرات. أول شيء سيشدك في الواجهة هو ثريات من زجاج مورانو بألوان قوس قزح تكاد تنافس الخواتم والأساور والقلادات وأقراط الأذن توهجاً وبريقاً.

رغم صغر مساحته يتمتع المحل بخيال واسع في الديكورات والمعروضات (أتولييه في إم)

تستمر عناصر الإبهار والمفاجأة عند دخوله؛ إذ تشعر كما لو أنك في مغارة علي بابا؛ لما تكتنزه أدراجها من أقراط من الذهب وحجر العقيق باللون الأخضر الزمردي وأساور وقلادات وسلاسل وخواتم. كلها تتمتع بخفة الوزن والابتكار. تقول فيولا إن هذه الخفة واحدة من أهم السمات التي تتميز بها العلامة. تشير إلى خاتم «كابوشون» مرصّع بالفيروز وأحجار بألوان متنوعة وهي تؤكد أنها تحرص على الحرفية المتوارثة أباً عن جد؛ الأمر الذي يفسر رائحة الفينتاج التي تفوح من بعضها من خلال طريقة رص وترصيع أحجارها.

أقراط أذن من الذهب والعقيق الأخضر (أتولييه في إم)

بيد أنها تُدرك أن عليها مخاطبة زمن مختلف تحتاج فيه المرأة إلى مجوهرات تجمع الجمال بالعملية حتى تستمتع بها نهاراً ومساءً. لهذا السبب وبمناسبة عيدها الـ25، طرحت مجموعة «بلومز» التي كما يدل عنوانها، تحاكي أشكال الورد المتفتحة والنباتات، مركّزة فيها على مواد حصرية وحرفية عالية. فهذه المجموعة لا تتمتع بخفة الوزن فحسب بل أيضاً بمعادن صيغت بأشكال رفيعة وكأنها خيوط من دون أن تتأثر صلابتها أو مرونتها؛ ما جعلها تحوز براءة اختراع.

معرض مصغَّر يستعرض مسيرة فيولا ومارتا عبر السنوات (أتولييه في إم)

سلالم ضيقة لن تنتبه لوجودها إلا في حالة قررت أن تُلحم سواراً أو خاتماً أو عقداً، ستأخذك إلى الطابق الأسفل لتقوم بالعملية بواسطة آلة ليزر متطورة لا تستغرق سوى بضع دقائق. في الجهة المقابلة، ستستمتع بدرس عن تاريخ العلامة من خلال صور لأهم القطع التي تم تصميمها من قِبل كل من فيولا ومارتا، منذ منتصف التسعينات إلى اليوم، إلى جانب قطع فنية أخرى تم تصميمها في مناسبات خاصة، مثل العمل الذي قدمته فيولا في حفل تخرجها.