الحكومة المغربية تعرض «قانون التجنيد الإجباري» أمام البرلمان

TT

الحكومة المغربية تعرض «قانون التجنيد الإجباري» أمام البرلمان

قال عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية، المكلف الدفاع الوطني، إن مشروع القانون المتعلق بالتجنيد الإجباري يهدف إلى «تدريب قاعدة من القوات الاحتياطية قصد اللجوء إليها عند الضرورة للمساهمة في الدفاع عن الوطن، والتصدي لكل المخاطر الأمنية، ومواجهة الكوارث الطبيعية أو غيرها».
وجرت المصادقة على القانون، الذي يعيد العمل بإلزامية الخدمة العسكرية خلال انعقاد مجلس وزاري، ترأسه الملك محمد السادس في 20 من أغسطس (آب) الماضي، وذلك بعد 11 عاما من إلغائه.
وأوضح لوديي خلال تقديمه مشروع القانون، المتعلق بالخدمة العسكرية، للمرة الأولى أمام لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، مساء أول من أمس، أن هذا المشروع يهدف إلى «إذكاء روح الانتماء للوطن في إطار التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة، وتعزيز روح التضحية ونكران الذات». كما يتيح القانون «فرص اندماج الشباب المغربي في الحياة المهنية والاجتماعية، عبر منح المجندين تكوينا عسكريا ومهنيا، وتربيتهم على الثقافة العسكرية المبنية على التحلي بالانضباط والشجاعة، وتقوية روح الالتزام والمسؤولية»، مشيرا إلى أن الخدمة العسكرية ستساهم في تأهيلهم وتدريبهم، وتأطيرهم من أجل كسب مهارات نوعية، تمكنهم من إبراز مؤهلاتهم، ومساعدتهم على الاندماج في الحياة المهنية والاجتماعية، وإعداد مواطنين يضطلعون بدور فاعل وإيجابي داخل المجتمع.
وتابع المسؤول المغربي موضحا أن هذا المشروع يسعى أيضا إلى «التعريف بالأدوار الأساسية، التي تقوم بها القوات المسلحة الملكية في الدفاع عن الوطن، ومساهمتها المتميزة في عمليات حفظ السلم والأمن الدوليين، وكذا في عمليات الإنقاذ والإغاثة، وفك العزلة والمساعدة الإنسانية لفائدة سكان المناطق النائية والمنكوبة، بالإضافة إلى دورها في مواجهة كل التهديدات والمخاطر المترتبة عن تنامي ظواهر الإرهاب والهجرة السرية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود».
في سياق ذلك، أبرز الوزير لوديي أن الخدمة العسكرية تعتبر «واجبا وطنيا، ومرحلة ضرورية في حياة كل مواطنة ومواطن، وإجراء أساسيا تتبناه الكثير من دول العالم لتربية ناشئتها، وتنمية وعيها وتقوية شعورها بحب الوطن، والتشبث بالهوية والثوابت الوطنية الراسخة»، مشيرا إلى أن الكثير من دول العالم سلكت هذا النهج، وأقرت نظام الخدمة العسكرية، انطلاقا من مبدأ التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة.
وأوضح لوديي أن مشروع القانون يتميز بكونه مرجعا قانونيا جامعا لمقتضيات تحدد حقوق وواجبات المجندين، منذ التحاقهم بالمؤسسة العسكرية، وحتى موعد تسريحهم بعد انتهاء مدة التجنيد، مبرزا أنه جرى عند إعداد القانون استحضار أفضل الممارسات الدولية في هذا الميدان، والتشريعات القانونية الوطنية السابقة، وكرس مبدأ المساواة بين المواطنات والمواطنين من خلال إلزام الجميع بأداء الخدمة العسكرية.
في غضون ذلك، استعرض لوديي أهم مضامين مشروع القانون، مبرزا أن نطاق التطبيق يقضي بـ«إلزام المواطنات والمواطنين، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و25 سنة، بالخدمة العسكرية خلال مدة محددة في 12 شهرا، مع إمكانية استدعاء الأشخاص البالغين من العمر أكثر من 25 سنة ولا يتعدى سنهم 40 سنة، والذين استفادوا من الإعفاء لأداء الخدمة العسكرية في حالة زوال السبب الداعي لإعفائهم»، مشيرا إلى أن المشروع ينص على إمكانية القيام، كلما اقتضت الضرورة ذلك، بإشراك الأشخاص، الذين لم ينجزوا الخدمة العسكرية لأي سبب من الأسباب. أما بخصوص حالات الإعفاء من الخدمة العسكرية، فقد أوضح لوديي أن المشروع يشير إلى «منح إعفاءات واستثناءات من الخدمة العسكرية، تتعلق أساسا بالعجز البدني أو الصحي، وإعالة الأسرة، أو متابعة الدراسة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».