30 عرضاً حكواتياً في المهرجان الدولي لفن الحكاية بتونس

تشارك الجزائر، والمغرب، والأردن، وفرنسا، والكونغو، إلى جانب تونس البلد المنظم في المهرجان الدولي لفن الحكاية الذي تحتضنه مدينة المنستير التونسية من 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إلى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتشهد المدينة 30 عرضاً حكواتياً موجهاً للكبار والصغار؛ في محاولة لاسترجاع حكايات الجدات خلال العقود الخوالي، وإبراز ما للحكاية بأسلوبها التقليدي من سحر وتميز.
وتشرف على تنظيم هذا المهرجان المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير بالاشتراك مع فضاء روسبينا للمسرح، وذلك في إطار البرنامج الوطني للثقافة (مدن الفنون). وتحتضن مجموعة من الفضاءات الثقافية العمومية فعاليات هذا المهرجان، الذي يهدف إلى المحافظة على التراث الشفوي اللامادي التونسي وإحيائه، والتعرف على التراث اللامادي العالمي، والترغيب في المطالعة باعتبار أن الحكاية هي مخزون من العبر والمواعظ التي بإمكانها أن تساهم في تأطير الناشئة، وبخاصة مع تقلص دور الجدّ والجدة المتعارف سابقاً في تأطير الأبناء الصغار وتطوير مخيلاتهم.
وقد بُرمج عدد من العروض المسرحية في مدينة المنستير وفي عدد من المناطق التابعة لولاية (محافظة) المنستير، ومن بينها مسرحية «الجمل يهدر» للمخرج إبراهيم زروق، ومسرحية «جنات» للمخرج كمال البوزيدي، وحكاية «يا سلاك الواحلين» للعروسي الزبيدي. كما تنتظم على هامش المهرجان مائدة مستديرة حول «مهرجانات الحكاية ودورها في التنمية الجهوية».
وتختتم فعاليات المهرجان الدولي لفن الحكاية بجولة حكائية في المدينة العتيقة وفي معلم رباط المنستير. وتنظم هيئة المهرجان بالتوازي مع العروض الحكواتية والمسرحية «ورشة الحكواتي الصغير» بإشراف الفنان التونسي علاء الدين أيوب، وذلك من 1 إلى 3 نوفمبر في فضاء روسبينا للمسرح بالمنستير.
في هذا الشأن، أكد الفنان التونسي علاء الدين أيوب، المختص في التراث اللامادي، أن التركيز على الناشئة مقصود؛ إذ إن المنافسة واضحة المعالم اليوم، وباتت شرسة بين أساليب التواصل العصرية بما تقدمه من إغراءات، وطرق الحكاية التقليدية بما تتضمنه من عنصر بشري وتفاعل بين الحكواتي والمتلقين. كما أشار إلى أن «ورشة الحكواتي الصغير» تسعى إلى غرس فن الحكاية في الأذهان بعد أن تلاشت شيئاً فشيئاً، وهي مهددة بالاختفاء الكامل، على حد تعبيره.
وتدعم مؤسسة المورد الثقافي العربية منذ سنة 2014، عدداً من المبادرات الثقافية، من بينها نوادي الحكاية في المؤسسات التربوية في تونس، وقد بعثت نحو ثمانية نوادي حكاية، وتسعى إلى الرفع من درجة الخيال لدى الناشئة.