هل تنهي إقالة لوبيتيغي أزمات ريال مدريد؟

رئيس النادي يتحمل جزءاً من مسؤولية الانهيار والمقصلة تنتظر لاعبين كباراً

لوبيتيغي يخرج جاراً أذيال الخيبة بعد الهزيمة المذلة للريال أمام برشلونة (إ.ب.أ)
لوبيتيغي يخرج جاراً أذيال الخيبة بعد الهزيمة المذلة للريال أمام برشلونة (إ.ب.أ)
TT

هل تنهي إقالة لوبيتيغي أزمات ريال مدريد؟

لوبيتيغي يخرج جاراً أذيال الخيبة بعد الهزيمة المذلة للريال أمام برشلونة (إ.ب.أ)
لوبيتيغي يخرج جاراً أذيال الخيبة بعد الهزيمة المذلة للريال أمام برشلونة (إ.ب.أ)

هل إقالة جولن لوبيتيغي ستنهي أزمات ريال مدريد؟ ربما يتحمل المدرب الذي لم يفز سوى بأربع مباريات وخسر مثلها في الدوري الإسباني، آخرها المذلة أمام الغريم برشلونة بخماسية، الكثير من اللوم، إلا أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي له الكلمة القوية هو المسؤول الأكبر عما يحدث للفريق حالياً.
وإضافة إلى المسؤولية الملقاة على عاتق لوبيتيغي في أداء ريال هذا الموسم، توجه أصابع الانتقاد أيضاً إلى بيريز نفسه، لاسيما على خلفية عدم إبرام النادي تعاقداً كبيراً في فترة الانتقالات الصيفية، يكون قادراً على تعويض رحيل لاعب بقيمة البرتغالي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، إلى يوفنتوس الإيطالي لقاء نحو 100 مليون يورو، كما أنه لم يضغط بقوة للإبقاء على المدرب زين الدين زيدان الذي قاد الفريق لثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال، وعنونت صحيفة «ماركا»: «هذا ليس خطأ جولن لوبيتيغي وحده».
وبعدما داعب نادي ريال مدريد براحتيه عنان السماء في العاصمة الأوكرانية كييف في السادس والعشرين من مايو (أيار) الماضي إثر تتويجه للمرة الثالثة على التوالي بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا، تحول وهج هذا الإنجاز إلى ظلام دامس لم يبق منه شيء. وارتطم ريال مدريد بالقاع بقوة في ملعب «كامب نو»، معقل غريمه التاريخي برشلونة، في مباراة كلاسيكو الكرة الإسبانية ليتراجع إلى المركز التاسع في بطولة الدوري المحلي برصيد 14 نقطة وليجد نفسه متخلفا وراء بعض الأندية المتواضعة في البطولة مثل خيتافي وليفانتي وبلد الوليد وألافيس وإسبانيول.
وأصبح ريال مدريد الفائز بدوري أبطال أوروبا قبل بضعة أشهر، والذي حاز على إثر ذلك على لقب النادي الأسطوري والخالد، فريقا محطما بعد أن شهدت فترة استعداداته للموسم الجديد العديد من الاضطرابات، مما دفع الكثيرين في الوقت الحالي للنظر إلى تلك الفترة بعين الريبة والشك.
وبعدما اختار زيدان في أواخر مايو، بعد أيام فقط من اللقب الأوروبي الثالث تواليا، الرحيل عن الفريق، أعلن ريال في يونيو (حزيران) تعيين لوبيتيغي خلفا له، في عقد يمتد لثلاثة أعوام.
لم يكن هذا التعيين فأل خير على لوبيتيغي. فالأخير كان يتولى، لدى إعلان ريال توليه مهامه في الموسم المقبل، منصب المدير الفني للمنتخب الإسباني، وكان يستعد لبدء مشاركته في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. وقبل يومين من المباراة الأولى للمنتخب ضد البرتغال، أعلن الاتحاد الإسباني إقالة لوبيتيغي على خلفية تعيينه في ريال، لا سيما وأن مسؤولي الاتحاد أكدوا أنهم لم يكونوا على علم بما أقدم عليه المدرب.
ولم يتمكن لوبيتيغي من أن يعكس السجل الجيد له مع المنتخب الإسباني الذي أشرف عليه بين عامين 2016 و2018، وقاد ريال مدريد لأسوأ بداية لمدرب مع الفريق في آخر 70 عاما.
وكانت أجراس الإنذار بدأت تقرع للوبيتيغي منذ مباراته الرسمية الأولى مع ريال، إذ خسر أمام القطب الثاني للعاصمة أتلتيكو، بنتيجة 2 - 4 في الكأس السوبر الأوروبية.
ووجد لوبيتيغي نفسه أيضاً أمام محاولة إعادة بناء فريق اعتمد بشكل كبير على رونالدو وقدراته التهديفية منذ عام 2009. كما أن الإصابات والأداء المتفاوت لعدد من اللاعبين الذين شاركوا في المونديال، كالكرواتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس والقائد سيرجيو راموس، ألقت بظلالها على نتائج الفريق على أرض الملعب.
ولم يضم ريال مدريد خلال سوق الانتقالات الصيفية سوى حارس وظهير ومهاجم، وهذا الأخير هو ماريانو دياز الذي جاء لخلافة النجم البرتغالي صاحب القميص رقم 7، ولكنه لم يتعاقد مع لاعب قادر على حسم المباريات. ويفتقد ريال مدريد هذا الموسم إلى أهداف رونالدو، فقد سجل النادي المدريدي 21 هدفا في 14 مباراة لعبها حتى الآن، وهو معدل ضعيف للغاية بالنسبة لفريق اعتاد على التسجيل في الملاعب الأكثر صعوبة وسخونة في القارة الأوروبية.
وعلى سبيل المثال، نجح ريال مدريد في الموسم الماضي في التغلب على أفضل الفرق في القارة العجوز على ملاعبها خلال طريقه نحو حصد لقب دوري أبطال أوروبا الـ13 في تاريخه، مثل باريس سان جيرمان ويوفنتوس وبايرن ميونيخ.
وألقى كريستيانو رونالدو باللوم على بيريز فيما يحدث لريال لمدريد، وأشار إلى أنه كان السبب في رحيله.
وقال البرتغالي في حديث لمجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية أمس: «كنت أشعر في داخل النادي، لاسيما من جانب الرئيس، بأنني لا أحظى بالتقدير نفسه كما في البداية... في الأعوام الأربعة أو الخمسة الأولى، كنت أشعر بأنني كريستيانو رونالدو. بعد ذلك، بات (التقدير) أقل»، وأضاف: «كانت نظرة الرئيس إلي تظهر أنني لم أعد لاعبا لا غنى عنه، وهذا ما دفعني للتفكير بالرحيل». وذكرت وسائل إعلام إسبانية أنه من المرجح أن يتولى سانتياغو سولاري مدرب الفريق الثاني في ريال مدريد قيادة الفريق أمام مليلية في كأس ملك إسبانيا غداً على أن يبدأ المدير الفني الجديد مهمته قبل مباراة بلد الوليد في الدوري يوم السبت المقبل. وأشرف لوبيتيغي صباح أمس على الحصة التدريبية للفريق كالمعتاد، لكنه قام بتوديع اللاعبين بعد الخسارة القاسية أمام برشلونة التي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بعد سلسلة نتائج سيئة حققها الفريق في مختلف المسابقات هذا الموسم. وقست الصحف الإسبانية على الريال في أعقاب الخسارة المذلة أمام برشلونة، في مباراة سجل خلالها الأوروغوياني لويس سواريز «هاتريك». واعتبرت صحيفة «آس» المدريدية أن ما حصل كان «مهرجانا قاتلا»، لاسيما وأن الفريق الملكي بات يجد نفسه بعيدا بفارق سبع نقاط عن غريمه الكاتالوني، متصدر الترتيب هذا الموسم وحامل اللقب.
واعتبر مدير الصحيفة ألفريدو ريلانيو في مقالته أن «النتيجة النهائية بلغت مستويات أقرب إلى فضيحة، فرحة صافية للبرشلونيين، وكآبة عميقة للمدريديين الذين كانوا يتوقعونها».
ورغم أن الموسم ما زال طويلا فإنه بات من الصعب التصور أن الريال قادر على تعويض فارق النقاط السبع بينه وبين برشلونة. ويبدو أن مقصلة الريال لن تتوقف عن التضحية بالمدرب، حيث انتقدت وسائل الإعلام الإسبانية العديد من اللاعبين أيضاً أبرزهم الويلزي غاريث بيل الذي كان ينظر إليه على أنه البديل الأمثل لسد فراغ رونالدو. ووصل المهاجم الويلزي إلى العاصمة الإسبانية مقابل صفقة قياسية بلغت 85 مليون جنيه إسترليني (109 ملايين دولار) في 2013، واعتبره فلورنتينو بيريز رئيس النادي خليفة رونالدو على المدى الطويل.
ورغم لحظات التألق، مثل هدفه من ركلة خلفية مزدوجة أمام ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لم يدخل بيل قلوب جماهير ريال مدريد بسبب مشاكله الكثيرة مع الإصابة وما يبدو من عدم انسجامه مع الفريق.
وفي مباراة الكلاسيكو انتظرت جماهير ريال مدريد تألق بيل، لكن لويس سواريز مهاجم برشلونة هو من خطف الأضواء حيث سجل ثلاثية بينما تم استبدال الويلزي.
وقال خورخي فالدانو لاعب ريال مدريد السابق والمدير الرياضي لإذاعة «أوندا سيرو» الإسبانية: «دائما ننظر إلى بيل بسبب ثمنه الباهظ، وهذا صنع الهالة التي حوله بامتلاكه بعض مقومات أبرز لاعبي العالم. لكن في السنوات الخمس الأخيرة لم تظهر القدرات التي تعكس ما دفعه ريال مدريد لجلبه». وأشار إلى أن بيل كان مسؤولا عن رقابة جوردي ألبا (صانع الهدف الأول لبرشلونة) لكن بعد سبع دقائق فقط فقد تركيزه. وانتقدت صحيفة «آس» اليومية فشل بيل في رقابة ألبا وقالت إنه كان بداية النهاية، في حين قال خوسيه فيلكس دياز الكاتب في صحيفة «ماركا» إن بيل يختفي حينما يكون الفريق في أمس الحاجة إليه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».