90 % من أطفال العالم يتنفسون هواء ساماً

90 % من أطفال العالم  يتنفسون هواء ساماً
TT

90 % من أطفال العالم يتنفسون هواء ساماً

90 % من أطفال العالم  يتنفسون هواء ساماً

حذرت منظمة الصحة العالمية، أمس، من تنامي مشكلة تلوث الهواء وتأثيراتها في صحة الأطفال بشكل خاص. وقالت المنظمة في تقرير أصدرته في 166 صفحة عشية انعقاد أول مؤتمر لها حول تلوث الهواء والصحة بمدينة جنيف السويسرية، إن نحو 93 في المائة من الأطفال حول العالم ممن هم دون سن 15 عاماً (1.8 مليار طفل) يتنفسون الهواء الملوث بشدة، ما يعرض صحتهم ونموهم لخطر شديد.
وأوضح التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الهواء الملوث يتسبب في 7 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام، وكان مسؤولاً وحده في عام 2016 عن وفاة 600 ألف طفل، بسبب إصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، ما يكبد الاقتصاد العالمي خسائر مادية تقدر بنحو 5 تريليونات دولار. وكشف التقرير تباين مستويات الملوثات وأنواعها من إقليم لآخر، فكان عبء المرض الناتج عن الجسيمات العالقة في الهواء أشد في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، خصوصاً في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا وشرق المتوسط وغرب المحيط الهادي.
وتوجد 6 أنواع لهذه الجسيمات، منها الأتربة التي تنتج عن تراكم مخلفات المباني وعدم وجود أشجار بالشوارع للحيلولة دون انتشارها، و‏الرماد، الذي ينطلق مع غازات المداخن في المصانع، وقد ‏يحمل معه وقوداً غير كامل الاحتراق، و‏السناج أو السخام، وهو تجمع لذرات ‏الكربون المنبعثة من احتراق الوقود والمواد العضوية.
وكانت نوعية أخرى من الملوثات حاضرة بقوة في الإقليم الأفريقي، وهي ارتفاع مستويات التعرض للهواء المنزلي الملوث (HAP)، بسبب الاستخدام واسع النطاق للوقود والتكنولوجيات الملوثة لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية، مثل الطهي والتدفئة والإضاءة. وحث التقرير على ضرورة المضي قدماً في الخطة العالمية الرامية للسيطرة على هذه الملوثات التي تسبب التغيرات المناخية، وقال إن المساعي العالمية للتقليل من انبعاثات هذه الملوثات ستفضي إلى فوائد لصحة الأطفال، محذراً من أن استمرار الوضع الحالي سيعرض الأطفال إذا نجوا من الوفاة إلى مشكلات تنفسية تفرض عليهم عقوبة «السجن مدى الحياة» داخل منازلهم.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».