السلطة تطالب بمحاسبة إسرائيل على قتل 3 أطفال... والجهاد تتوعد بالرد

قصفتهم طائرة {درون}... و{حماس} ستصعد المسيرات بعد فشل رفع الحصار

صورة لخالد سعيد (13 عاماً) الذي قتل مع اثنين آخرين في قصف إسرائيلي أمس مثبتة على مقعده في فصله (أ.ف.ب)
صورة لخالد سعيد (13 عاماً) الذي قتل مع اثنين آخرين في قصف إسرائيلي أمس مثبتة على مقعده في فصله (أ.ف.ب)
TT

السلطة تطالب بمحاسبة إسرائيل على قتل 3 أطفال... والجهاد تتوعد بالرد

صورة لخالد سعيد (13 عاماً) الذي قتل مع اثنين آخرين في قصف إسرائيلي أمس مثبتة على مقعده في فصله (أ.ف.ب)
صورة لخالد سعيد (13 عاماً) الذي قتل مع اثنين آخرين في قصف إسرائيلي أمس مثبتة على مقعده في فصله (أ.ف.ب)

طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي والعالم والمنظمات الحقوقية الدولية، بالعمل الفوري على اتخاذ إجراءات قانونية دولية، ومحاسبة إسرائيل بعد ارتكاب جريمة أدت إلى استشهاد 3 أطفال قرب حدود قطاع غزة، فيما توعدت حركة الجهاد الإسلامي بالرد على قتلهم.
وحمل المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن جريمة قصف الأطفال الثلاثة بصواريخ الطائرات، متهما إسرائيل بتلفيق «رواية كاذبة لتبرير الجريمة الوحشية، وللتغطية على استهداف أحدث طائرات القتل والأسلحة الفتاكة لأطفال بعمر الورود، ربما كانوا يستسلمون للنوم من أجل الذهاب باكراً إلى مدارسهم، ويحلمون بغد أجمل يخلو من الاحتلال والموت والحصار».
وقتلت إسرائيل في وقت متأخر الأحد، الأطفال: عبد الحميد أبو ظاهر، وخالد سعيد، ومحمد السطري (جميعهم 13 عاما)، وقالت إنهم عبثوا بالسياج الفاصل. لكن أهالي الأطفال قالوا إنهم كانوا يلهون ويضعون مصيدة للعصافير في المنطقة.
وقال المحمود: على المجتمع الدولي أن يتحمل جزءا من المسؤولية لأنه «شريك في اغتيال أحلام أطفال فلسطين، ما لم يخرج عن صمته الذي يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من جرائمه بحق أبناء الشعب».
وتابع «جريمة قصف الأطفال في غزة، تعد حلقة جديدة في سلسلة جرائم الاحتلال المستمرة، ضد أبناء الشعب المحاصر، الذي يتعرض للحروب وسفك الدماء والدمار منذ 12 سنة في قطاع غزة، كما يتعرض كذلك، للملاحقة والتصعيد والقتل، واستباحة المقدسات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية».
وأردف «استهداف الأطفال جزء من التصعيد الذي تعتمده سلطات الاحتلال، في تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى إرساء مزيد من التوتر والقلق، بدلاً من الأمن والسلام المنشود، في أكبر تحد للقوانين والمقررات الدولية، التي تحض على إنهاء الاحتلال وإحلال الأمن والسلام، عن طريق إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية».
وشيع آلاف من أهالي غزة أمس، جثامين الأطفال الثلاثة وسط هتافات تطالب بالانتقام.
ونعت وزارة التعليم الأطفال الثلاثة، في بيان أصدرته. وترافق الغضب الكبير على قتل الأطفال مع تقارير حول فشل المفاوضات بشأن رفع الحصار.
ونقل عن محمود الزهار، القيادي في حماس قوله، لا بد من الاستمرار فيما يجري على الحدود حتى إجبار إسرائيل على فتح كل المعابر، لأن المباحثات فشلت حتى الآن.
وسيرت حماس أمس، مسيرا بحريا ضمن نشاطات أخرى في القطاع، وقتلت إسرائيل بالرصاص أحد المتظاهرين، وهو محمد عبد الحي أبو عبادة (27 عاما)، من سكان معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة.
وكانت حماس حذرت من أنها ستصعد عسكريا إذا لم تسمح إسرائيل بتحويل 15 مليون دولار شهريا، رصدتها قطر لغزة. لكنها تتجنب، حتى الآن، أي تصعيد عسكري، ونأت بنفسها قبل أيام، عن إطلاق صواريخ كما فعلت حركة الجهاد الإسلامي، التي حملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جريمة قتل الأطفال الثلاثة. وقالت الحركة إن «المقاومة سترد على هذه الجريمة بالكيفية والطريقة التي تتناسب مع حجم هذه الجريمة وما خلفته من غضب عارم بين أبناء الشعب، والأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم». ودعت الجهاد في بيان لها، كل الأحرار لفضح جرائم الاحتلال.
وطالبت الجهاد من وصفتهم بـ«المطبعين»، إلى «أن يعترفوا بأن عار التطبيع شجع الاحتلال على مزيد من التعدي والتغول على دماء الشعب وأرضه ومقدساته، وأن عليهم أن يكفوا ويتوقفوا عن كل فعل أو نشاط تطبيعي، وينهوا أي علاقة بالاحتلال».
وقالت الجهاد، إن ما جرى جريمة مركبة تكشف مدى ما وصلت إليه سلطات الاحتلال. ووصفت رواية الاحتلال بأنها «كاذبة وواهية، ومحض تضليل وكذب، فهؤلاء الأطفال لا شأن لهم بأي نشاط عسكري أو خلاف ذلك».
وكان ناطق عسكري إسرائيلي قال إن «طائرة مسيرة هاجمت مجموعة من المخربين الفلسطينيين، حاولوا وضع عبوة ناسفة على السياج الحدودي عند قطاع غزة، حيث قامت المجموعة بالعبث بالسياج».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.