رجال الأعمال المصريون والسودانيون يتعهدون رفع التبادل التجاري 10 أضعاف

الرئيس السوداني خلال استقباله نظيره المصري في الخرطوم (أ.ف.ب)
الرئيس السوداني خلال استقباله نظيره المصري في الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

رجال الأعمال المصريون والسودانيون يتعهدون رفع التبادل التجاري 10 أضعاف

الرئيس السوداني خلال استقباله نظيره المصري في الخرطوم (أ.ف.ب)
الرئيس السوداني خلال استقباله نظيره المصري في الخرطوم (أ.ف.ب)

بفضل الميزة النسبية لتداول السلع والمنتجات الغذائية والصناعية بين مصر والسودان، بسبب قرب المسافة وتشابه الأوضاع الاقتصادية، تعهد مجلس الأعمال المشترك بين البلدين في اجتماع له على هامش قمة الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والسوداني عمر البشير، الخميس الماضي، بالخرطوم، برفع حجم التبادل التجاري من 500 مليون دولار إلى ملياري دولار بنهاية عام 2019.
وأعلن بيان مجلس الأعمال السوداني المصري، الذي انعقد ليومين في الخرطوم، بحضور نحو 7 وزراء اقتصاد البلدين ووقّع 12 اتفاقية، أنه سيعمل على إزالة كل العوائق التي تعترض التجارة والتنقل والامتلاك بين شعبي مصر والسودان، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة، معتبراً أن الأرقام الحالية للتبادل التجاري، لا ترتقي إلى حجم العلاقات التاريخية التي تربط البلدين.
وبينما سادت مخاوف من أصحاب مصانع وشركات سودانية من تدفق السلع المصرية والفواكه والخضراوات إلى السودان بأسعار أقل وجودة أعلى، أعلن القطاع الخاص السوداني عزمه على إحداث نقلة نوعية في تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية مع مصر لخدمة شعبي البلدين. وقال المهندس يوسف أحمد يوسف، نائب رئيس اتحاد عام أصحاب العمل السوداني رئيس الجانب السوداني، لدى مخاطبته مجلس رجال الأعمال المشترك، إن اهتمام قيادة البلدين بتطوير العلاقات في شتى المجالات بين البلدين، يدفع القطاع الخاص السوداني إلى زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري.
وأضاف أن حجم الصادرات من السودان لمصر لم يتجاوز 450 مليون دولار، بينما بلغت الواردات لنفس العام 549 مليون دولار، داعياً إلى العمل على زيادة حجم التبادل بين البلدين ليصل خلال العام المقبل إلى مليار دولار أو أكثر.
من جهته، شدد وزير الصناعة والتجارة السوداني الدكتور موسى كرامة، على ضرورة معالجة القضايا المصرفية مع مصر التي خلّفها قرار العقوبات الأمريكية بحظر التحويلات إلى السودان، مطالباً المصريين بالنظر في الأمر، والوصول لمعالجة في إطار الدولتين تمكّن من تلك التحويلات المصرفية.
ويظل فك حظر المنتجات الزراعية والفواكه من مصر بعد القمة الأخيرة، ودخول كميات كبيرة من الإسمنت بأسعار أقل، هاجساً للموردين السودانيين، رغم حديث الدكتورة عفاف الجزولي مدير إدارة الحجر الزراعي بوزارة الزراعة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، حول أن قرار الرئيس السوداني هو إعادة فتح الاستيراد بنفس الشروط قبل الحظر. وأكدت أنه «لا يوجد تعامل بالمثل، لأن صادراتنا لمصر تعد ضعيفة إذا ما قورنت بالواردات منها»، مشيرةً إلى أنهم في الحجر الزراعي ملتزمون بكل إجراءات السلامة والجودة والشروط التي يُسمح بها لدخول المنتجات الزراعية والغذائية إلى البلاد، من كل دول العالم وليست مصر وحدها.
ويرى عضو بشعبة الخضر والفاكهة التابع لاتحاد الغرف التجارية السودانية، أن القرار يسهم في خفض الأسعار لتجار الجملة والقطاعي، ويزيد من القدرة التنافسية بين التجار في البلدين، مشيراً إلى أنه وبعد القرار الأخير فك الحظر، فإن أي تاجر لدية بضاعة مخزنة سيحاول التخلص منها لجهة أن الوارد من مصر سيسهم في خفض الأسعار، لكن ذلك يصب في مصلحة المواطن السوداني.
من جهتها أكدت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس في بيان لها، أمس، أن إجراءات الرقابة والفحص على الواردات لا تقتصر على المنتجات المصرية فقط، وإنما تشمل جميع الواردات من كل دول العالم للبلاد.
وأضاف محمد سكراب، المدير العام للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، أن الهيئة تنفّذ إجراءات الفحص للتأكد من سلامة وجودة السلع المستوردة للمستهلكين وحماية الاقتصاد الوطني، وذلك في موانئ البلاد المختلفة، مؤكدة التزامهم بفحص المنتجات المصرية بعد قرار الرئيس السوداني رفع الحظر عنها.
وطمأن سكراب المستهلكين السودانيين، بأن «المواصفات والمقاييس الوطنية تعتمد على مرجعيات فنية عالمية ووطنية للسماح بدخول أي منتجات للبلاد، وستظل عيناً ساهرة لحماية المستهلك المحلي».
وتحدث رجل أعمال إلى «الشرق الأوسط» عن مستقبل العلاقات التجارية بين فتح الحدود وانسياب التحويلات المالية بين البلدين، مبيناً أن القطاع الخاص السوداني بدأ منذ قرار القمة المصرية السودانية الأسبوع الماضي بفك الحظر على استيراد السلع من مصر في عملياته، حيث وصلت إلى البلاد سيارات نقل مصرية تشحن أدوية وتوزعها حالياً على الصيدليات، مشيراً إلى أن لديه مصنعاً يتوقع إغلاقه قريباً بسبب أن سعر الدواء المصري يعادل ربع سعر الدواء السوداني.
وضرب رجل الأعمال، الذي فضّل حجب اسمه، مثلاً آخر بالإسمنت، وقال: «ستتوقف مصانع الإسمنت السودانية تماماً، لأن شيكارة الإسمنت المصري تساوي أقل من ربع قيمة شيكارة الإسمنت السوداني»، بسبب رخص قيمة الكهرباء في مصر.
ووقّع اتحاد أصحاب العمل السوداني مع الغرفة التجارية المصرية على اتفاقية لتنشيط مجلس رجال الأعمال السوداني المصري. ووقّع عن جانب أصحاب العمل السوداني يوسف أحمد يوسف رئيس غرفة التجارة السودانية، ومثّل في التوقيع عن الغرف التجارية المصرية رياض فهمي. كما وقّع الجانبان أيضاً على قيام شركة قابضة مشتركة للنقل والتجارة والزراعة.
وأكد رئيس الجانب المصري بمجلس الأعمال المصري السوداني، أهمية التعامل مع كل التحديات الراهنة التي تؤثر على انسياب حركة التجارة والخدمات وانتقال رؤوس الأموال، فضلاً عن ضرورة تفعيل رفع الحظر المفروض من جانب السودان على الصادرات المصرية من المنتجات الغذائية والحاصلات الزراعية.
وأشاد رئيس الجانب السوداني بقرار الحكومة المصرية الخاص بحظر استيراد المواشي والذبائح إلا من السودان، مبيناً أن هذا القرار يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، مؤكداً إمكانية سد حاجة مصر من اللحوم المذبوحة والحية، بالإضافة إلى العمل على تكامل الموارد بين البلدين وزيادة الاستثمارات في جميع المجالات خصوصاً القطاع الإنتاجي والخدمات.
وأشار الدكتور عمرو نصار وزير التجارة والصناعة المصري، إلى اهتمام القيادة المصرية بتطوير العلاقات في شتى المجالات مع السودان. مشدداً على أهمية تعزيز دور القطاع الخاص في البلدين للمساهمة في زيادة حجم التبادل التجاري، وجذب المزيد من رؤوس الأموال العربية والأجنبية للاستثمار في البلدين، بالإضافة إلى الدخول في شراكات استراتيجية تخدم مصلحة البلدين.
ودعا نصار إلى العمل المشترك للاستفادة من الإمكانيات المتاحة في السودان ومصر، منوهاً إلى أن منطقة التجارة الحرة القارية للتكتلات الأفريقية الرئيسية الثلاثة بشرم الشيخ، والتي تتمتع بقوة شرائية تتجاوز 1.3 تريليون دولار، ستسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون الاقتصادي بين عدد كبير من الدول الأفريقية باعتبارها أولى مراحل منطقة التجارة الحرة الأفريقية الشاملة.
ودعا إلى تنفيذ مشروعات صناعية مشتركة بين السودان ومصر لتحقيق التكامل المشترك لخلق مصالح اقتصادية بين شعبي البلدين. وبيّن أن الاستثمارات السودانية في مصر تقدَّر بنحو 81 مليون دولار، بينما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في السودان خلال الفترة من عام 2000 حتى عام 2013 نحو 799 مليون دولار، مطالباً ببذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك والاستفادة من الإمكانيات الكبيرة والفرص المتاحة للارتقاء بمعدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.
يُذكر أن القمة السودانية المصرية التي اختُتمت الخميس الماضي، تم فيها التوقيع على 12 اتفاقية وبروتوكولاً منها اتفاقية لإنشاء مزرعة نموذجية مشتركة لإنتاج المحاصيل البستانية، ومذكرة تفاهم في مجال مكافحة دودة الحشد الخريفية وتبادل الخبرات بين حكومتي مصر والسودان، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الهجرة وإشراك المغتربين، ومذكرة تفاهم بين الهيئة المصرية لتنمية الصادرات ونقطة التجارة الخارجية بوزارة الصناعة والتجارة السودانية، وبرنامج تنفيذي للأعوام من 2018 إلى 2020 في مجال الإذاعة والتلفزيون بين الهيئة الوطنية للإعلام بمصر والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالسودان.
وشهدت العلاقات التجارية بين السودان ومصر توتراً كبيراً منذ منتصف العام الماضي، حين منعت السودان دخول الفواكه والصادرات المصرية الصناعية، وقابلت مصر ذلك بمنع دخول الكثير من السلع التي كانت تعبر إلى سوقها المحلية دون تصريح.


مقالات ذات صلة

«ستاندرد بنك» تعلن رسمياً افتتاح مكتبها التمثيلي في مصر

الاقتصاد مقر «ستاندرد بنك» في جنوب أفريقيا (موقع البنك)

«ستاندرد بنك» تعلن رسمياً افتتاح مكتبها التمثيلي في مصر

أعلنت مجموعة «ستاندرد بنك»، أكبر مؤسسة مالية في أفريقيا من حيث الأصول، الأربعاء، عن الافتتاح الرسمي لمكتبها التمثيلي في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس مجلس الوزراء المصري يجلس بجانب وزراء من الدول العربية خلال فعاليات منتدى التجارة والاستثمار المصري - الخليجي بالقاهرة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تدعو المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضخ مزيد من الاستثمارات

قال رئيس مجلس الوزراء المصري إن دول مجلس التعاون الخليجي من أهم شركاء مصر على الصعيدين التجاري والاستثماري داعياً إلى زيادة الاستثمارات العربية

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير السياحة المصري مع نظيره السعودي بعد توقيع الاتفاقية في الرياض (وزارة السياحة المصرية)

مصر والسعودية تُوقعان اتفاقية للتعاون في مجال السياحة

أعلنت وزارة السياحة المصرية توقيع مشروع برنامج تنفيذي للتعاون المشترك مع وزارة السياحة السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سائح يلتقط صورة لأهرامات الجيزة على المشارف الجنوبية الغربية للقاهرة (أ.ف.ب)

ارتفاع التضخم في مصر إلى 12.5 % خلال أكتوبر بأكثر من التوقعات

أظهرت بيانات للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، يوم الاثنين، ارتفاع معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين بالمدن إلى 12.5 في المائة ​​خلال أكتوبر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الخطيب يلقي كلمة في «منتدى الأعمال المصري - الصيني» (وزارة الاستثمار المصرية)

مصر: التبادل التجاري مع الصين يبلغ 16 مليار دولار خلال 2024

أعلن وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري أن التبادل التجاري بين مصر والصين بلغ 16 مليار دولار في 2024 وأن «الصين كانت دوماً شريكاً استراتيجياً لمصر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

منصة معالجة المعادن الأفريقية تجتذب 300 مليون دولار استثمارات من «أفريكسيم بنك»

منجم كولتان بمقاطعة شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية (رويترز)
منجم كولتان بمقاطعة شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية (رويترز)
TT

منصة معالجة المعادن الأفريقية تجتذب 300 مليون دولار استثمارات من «أفريكسيم بنك»

منجم كولتان بمقاطعة شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية (رويترز)
منجم كولتان بمقاطعة شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية (رويترز)

أعلن صندوق تنمية الصادرات في أفريقيا، الذراع الاستثمارية التنموية التابعة للبنك الأفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيم بنك)، عن استثمار استراتيجي بقيمة 300 مليون دولار في منصة معالجة المعادن الأفريقية.

وأفاد بيان صحافي من البنك الأربعاء، بأن هذا الاستثمار يعكس التزام البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد بدعم قطاع التعدين في أفريقيا، وضمان تحويل الثروات المعدنية الهائلة للقارة إلى محفّز للنمو الاقتصادي المستدام، بدلاً من أن تبقى مصدراً للاعتماد المستمر على تصدير المواد الخام.

تهدف المنصة إلى تفعيل سلاسل القيمة الخاصة بالمعادن والمعادن الصناعية، وتوسيع نطاقها بشكل مستدام عبر القارة. وتدير المنصة حالياً مجموعة من اثني عشر أصلاً معدنياً وأربعة مراكز للتجهيز، ضمن محفظة متنوعة تغطي أكثر من تسع دول أفريقية.

وأشار البيان إلى أن منصة معالجة المعادن الأفريقية «تجمع بين مجموعة متنوعة من الأصول التعدينية والشركات التشغيلية العاملة في عدة فئات معدنية، تشمل: الذهب، والبُوكْسِيت والألومينا، والمنغنيز، وخام الحديد، والأحجار الكريمة النفيسة، وغيرها».

وتعتزم المنصة تطوير مراكز تجهيز إضافية، بما في ذلك الخاصة بالمعادن النادرة، ومكونات البطاريات، والمعادن الحيوية الأخرى، بهدف تعزيز القيمة المضافة على امتداد القارة.

وفي هذا السياق، قال جورج إلومبي، الرئيس الجديد ورئيس مجلس إدارة البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير وصندوق تنمية الصادرات في أفريقيا: «من خلال هذا الاستثمار، يسهم البنك في التحول الهيكلي للقارة من تصدير المواد الخام إلى منظومة متكاملة تشمل التعدين والتصنيع المحلي. وسيسهم استثمارنا بالمنصة في توسيع قدرات المعالجة المحلية، وبناء البنية التحتية اللازمة لتعزيز القيمة المضافة عبر مختلف فئات المعادن. وتضمن المنصة المتكاملة لتجهيز المعادن الأفريقية احتفاظ الاقتصادات الأفريقية بحصة أكبر من ثرواتها المعدنية، مما يتيح إنشاء مجمعات صناعية تنافسية وفرص عمل عالية القيمة».

وفي تعليقها على الاستثمار، قالت مارلين نغوي، الرئيسة التنفيذية لصندوق تنمية الصادرات في أفريقيا: «يجسّد استثمارنا في معالجة المعادن الأفريقية نموذجاً للتحول النوعي الذي يتماشى تماماً مع رؤيتنا لمستقبل التعدين في أفريقيا. ويقوم نموذج المنصة على إبقاء عمليات التكرير والمعالجة داخل القارة، بما يضمن احتفاظ أفريقيا بالقيمة الاقتصادية الحقيقية لثرواتها المعدنية. ومن خلال توفير انكشاف متنوع على مجموعة واسعة من المعادن الاستراتيجية، تبرز معالجة المعادن الأفريقية بصفتها منصة فريدة قادرة على تعميق سلاسل القيمة الحيوية، مع توفير المرونة والاستدامة».


«ستاندرد بنك» تعلن رسمياً افتتاح مكتبها التمثيلي في مصر

مقر «ستاندرد بنك» في جنوب أفريقيا (موقع البنك)
مقر «ستاندرد بنك» في جنوب أفريقيا (موقع البنك)
TT

«ستاندرد بنك» تعلن رسمياً افتتاح مكتبها التمثيلي في مصر

مقر «ستاندرد بنك» في جنوب أفريقيا (موقع البنك)
مقر «ستاندرد بنك» في جنوب أفريقيا (موقع البنك)

أعلنت مجموعة «ستاندرد بنك»، أكبر مؤسسة مالية في أفريقيا من حيث الأصول، الأربعاء، عن الافتتاح الرسمي لمكتبها التمثيلي في مصر.

ويعد افتتاح المكتب التمثيلي خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز تدفقات التجارة والاستثمار بين مصر، وأفريقيا جنوب الصحراء، ومنطقة الشرق الأوسط، تأكيداً على الدور الحيوي الذي تؤديه مصر بوصفها بوابة رئيسية في ممر التجارة الأفريقي الممتد من الشمال إلى الجنوب.

تعد مجموعة «ستاندرد بنك» أكبر بنك أفريقي من حيث الأصول، وتعمل في 21 دولة أفريقية، إلى جانب 4 مراكز مالية عالمية ومركزين خارجيين. ويقع المقر الرئيسي للمجموعة في جوهانسبرغ، بجنوب أفريقيا.

وحتى 30 يونيو (حزيران) الماضي، بلغ عدد عملاء مجموعة «ستاندرد بنك» 19.2 مليون عميل، ويعمل بها أكثر من 50 ألف موظف، ولديها أكثر من 1.180 نقطة تمثيل في جميع أنحاء القارة الأفريقية. ويُعد البنك الصناعي والتجاري الصيني (ICBC)، وهو أكبر بنك في العالم، أكبر مساهم في المجموعة بحصة تقارب 20 في المائة من الأسهم. كما تربط المؤسستين شراكة استراتيجية لتسهيل حركة التجارة والتعاملات المالية بين أفريقيا والصين والأسواق الناشئة المختارة.

ومن خلال مكتب «ستاندرد بنك» في مصر، تهدف المجموعة إلى تعميق التزامها بدفع نمو القارة الأفريقية عبر دعم الشركات المصرية الساعية للتوسع داخل القارة، وتمكين الشركات العالمية من الاستثمار في الاقتصاد المصري الحيوي.

وقال سيم تشابالالا، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ستاندرد بنك»: «تعكس هذه الخطوة إيمان مجموعة (ستاندرد بنك) بالدور المتنامي لمصر مركزاً استثمارياً ولوجيستياً، يتماشى مع (رؤية مصر 2030) وأجندة التنمية الأوسع لأفريقيا. وسيسهم مكتبنا التمثيلي الجديد في القاهرة بدور محوري في ربط الشركات المصرية والمستثمرين والشركات متعددة الجنسيات بالفرص المتاحة عبر شبكة (ستاندرد بنك) التي تمتد في 21 دولة أفريقية».

وقال لوفويو ماسيندا، الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية للشركات والاستثمار في مجموعة «ستاندرد بنك»، خلال حفل الإطلاق: «من خلال وجودنا في مصر، نسعى إلى تعزيز التعاون المالي، وتوفير رؤى دقيقة للسوق المحلية، ودعم عملائنا الذين يتطلعون إلى توسيع أعمالهم بين مصر وأفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى مكاتب المجموعة الدولية في دبي وبكين ونيويورك ولندن. ويمثل هذا الافتتاح خطوة محورية نحو تسريع التكامل الإقليمي، وإطلاق إمكانات القارة من خلال الاستثمار المستدام وتوسيع حركة التجارة».

وأضاف راسم الذوق، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والرئيس التنفيذي للمكتب التمثيلي في مصر: «تواصل (ستاندرد بنك) لعب دور رئيسي في تسهيل حركة التجارة والاستثمار عبر أسرع الاقتصادات الأفريقية نمواً، فضلاً عن عدد من الأسواق الناشئة المختارة ومراكز رأس المال في الدول المتقدمة، حيث تتيح محفظتنا المتوازنة من الأنشطة فرصاً كبيرة للنمو المستدام».


رئيس «احتياطي» أتلانتا يعلن تقاعده نهاية فبراير

بوستيك وإلى يمينه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيفري شميد (الاحتياطي الفيدرالي)
بوستيك وإلى يمينه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيفري شميد (الاحتياطي الفيدرالي)
TT

رئيس «احتياطي» أتلانتا يعلن تقاعده نهاية فبراير

بوستيك وإلى يمينه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيفري شميد (الاحتياطي الفيدرالي)
بوستيك وإلى يمينه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيفري شميد (الاحتياطي الفيدرالي)

أعلن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، الأربعاء، تقاعده في نهاية شهر فبراير (شباط) المقبل، وذلك بانتهاء ولايته الحالية.

وفي بيان إشادة، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول: «لقد كان شرفاً لي أن أخدم إلى جانب الرئيس بوستيك. لقد أثرى منظوره فهم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لاقتصادنا الديناميكي». وأضاف: «لقد جسد صوته الثابت أفضل ما في الخدمة العامة - فهو متجذر في التحليل، ومستنير بالخبرة، وموجه بالهدف. لقد عززت قيادته مؤسستنا ودفعت بمهمة الاحتياطي الفيدرالي قدماً».

موقف «متشدد» حيال التضخم

على الرغم من أن بوستيك الذي تولى قيادة بنك أتلانتا الفيدرالي منذ عام 2017 ليس عضواً مصوتاً حالياً في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، فإنه كشف عن اقتناعه بزملائه لخفض أسعار الفائدة الشهر الماضي، حتى مع اعترافه بأنه كان يسجل موقفه طوال معظم العام، داعياً إلى خفض واحد فقط لأسعار الفائدة، وذلك في ظل موازنة «الفيدرالي» بين التضخم المرتفع وعلامات الضعف في سوق العمل.

ولطالما حذّر بوستيك من أن «الفيدرالي» لا يمكنه أن يغفل عن أن «التضخم يمثل مشكلة كبيرة وعلينا إعادته إلى هدفنا البالغ 2 في المائة. أعتقد أننا ما زلنا قادرين على تحقيق ذلك، ولكن مع كل خطوة، نقترب أكثر وأكثر من المنطقة المحايدة بطرق تجعلني غير مرتاح»، على حد تعبيره.

وظل بوستيك متشدداً في موقفه معظم هذا العام، حيث أشار إلى سماعه من الشركات بأنها قد تمرر التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين، وهو ما يخشى أن يؤدي إلى ارتفاع أكبر في التضخم. وتظهر أحدث بيانات التضخم أن الأسعار ظلت ثابتة عند نحو 3 في المائة.

بدء البحث عن الرئيس الجديد

من المقرر أن يشكل مجلس إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا لجنة بحث مكونة من أعضاء غير مصرفيين في مجلس إدارته لإجراء بحث على مستوى البلاد عن الرئيس المقبل للبنك الإقليمي.