كشف مؤشر الإرهاب والجماعات المتطرفة، الذي يصدره مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء في مصر، عن تراجع للعمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي خلال أسبوع؛ حيث نفذ الأسبوع الماضي 4 عمليات إرهابية، تركزت في «سوريا، والعراق»، ونيجيريا عبر فرع التنظيم هناك، المتمثل في جماعة «بوكو حرام»، ركز فيها التنظيم على استهداف المدنيين، بعد أن كان يركز على استهدف القوات الأمنية. ويعود السبب في ذلك إلى كون المدنيين هم الحالة الأضعف في الصراع، بالإضافة إلى أن تضييق الخناق على التنظيم جعله يسلط الضوء على محاولة زعزعة استقرار الدول، عبر استهداف المواطنين.
وأكد تقرير للإفتاء عرض مؤشر العمليات الإرهابية أمس، وقوع 23 عملية إرهابية في 8 مناطق نفذتها جماعات متطرفة مختلفة، وحلت سوريا في المرتبة الأولى من حيث الدول الأكثر تعرضاً للإرهاب هذا الأسبوع، واتخذ نمط العمليات الإرهابية فيها تفجير العبوات الناسفة على الأماكن المستهدفة. وقام بالعمليات عدد من الفصائل الإرهابية، تمثلت في «جيش الإسلام»، و«هيئة تحرير الشام»، و«داعش». وقال باحثون أعدوا التقرير في مرصد الإفتاء، إن هذا يشير إلى أن التنظيمات المتطرفة في سوريا تحاول العودة مرة أخرى إلى الساحة، خصوصاً في ظل الترتيبات التي تشهدها البلاد حول محاولة التسوية للأزمة، والتطورات الأخيرة التي شهدتها إدلب، وهو ما لا ترغب فيه هذه الجماعات؛ لأن أي استقرار يتحقق يعني القضاء عليها.
وأوضح المؤشر أن العراق جاء في المرتبة الثانية؛ حيث شهد هذا الأسبوع 4 عمليات إرهابية، نفذ «داعش» منهم عملية واحدة فقط، بينما العمليات الثلاث الأخرى لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، مما يشير إلى أن تنظيم داعش تراجع في العراق.
وحلت أفغانستان في المركز الثالث، ثم باكستان. ولفت المؤشر إلى أن حركة طالبان احتلت المرتبة الأولى من حيث نسبة العمليات الإرهابية، بواقع 19 في المائة، وحل «داعش» ثانياً من حيث نسبة العمليات بواقع 14 في المائة.
إلى ذلك، هاجمت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في القاهرة، التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تنظيم داعش، ووصفت عناصره بـ«الأوغاد»، و«فئران الجحور» الذين يخرجون إلى الآمنين ليلاً في جنح الظلام، فينسفون مساجدهم وبيوتهم وكنائسهم، ثم يعودون إلى الاختفاء في المنعرجات والكهوف.
وقالت المنظمة في تقرير لها أعده خبراء أمس، إن «التنظيم فقد بريقه الخادع في التأثير على الشباب، واستدعاء الأنصار والمتعاطفين من شتى البقاع، بعد الهزائم المتتالية التي مُني بها في سوريا والعراق، وعلى يد الجيش المصري في سيناء... فراح التنظيم يستعمل أسلوباً جديداً في استفزاز عواطف الشباب، ليقنع مزيداً منهم بالانضمام إليه، على أمل في بث الدم من جديد إلى عروق التنظيم، بعد أن هزل وضعفت قواه».
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء، منذ التاسع من فبراير (شباط) الماضي، لتطهير تلك المنطقة من عناصر متطرفة موالية لـ«داعش»، وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».
وأكد تقرير منظمة خريجي الأزهر، أن «الجماعات الإرهابية المنحرفة عن صحيح الشرع الشريف، لا تزال تروج للأكاذيب ضد الإسلام وأهله، مصابين بهوس التميز والاستعلاء على بقية المسلمين». لافتة إلى أن «هجوم (داعش) على أتباع الطرق السلمية في التعامل مع الأزمات والمواقف السياسية والاجتماعية، يكشف الخلل الفكري لبنيان التنظيم المنحرف، وعدم فهمه لحقيقة الدين الذي يرتكز على الرحمة والتسامح والمحبة».
وأشار التقرير إلى أن هجوم التنظيم الإرهابي على جماعة «الإخوان» التي تحظرها السلطات المصرية، يدل على مدى تنازع هؤلاء «الإرهابيين» الهلكى جميعاً، وعدم انتمائهم لعقيدة تجمعهم أو قانون يضمهم؛ بل كل منهم يتبع هواه ورغبة نفسه، ولذلك اختلفوا... كما يدل على نفاق هذه التنظيمات وكذبها، فقد كان «داعش» يثني على «الإخوان» ويدعمها حين كانت في السلطة، ثم بات يلعنها ويهاجمها عقب فشلها.
«داعش» يتراجع... وسوريا الأكثر تعرضاً للإرهاب خلال أسبوع
خبراء: التنظيم فقد تأثيره في استدعاء المتعاطفين
«داعش» يتراجع... وسوريا الأكثر تعرضاً للإرهاب خلال أسبوع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة