«الوفاق الوطني» تطالب بتحقيق دولي في قتل إسرائيل 3 أطفال فلسطينيين

مئات الفلسطينيين يشيّعون جنازة 3 أطفال فلسطينيين في قطاع غزة (أ.ب)
مئات الفلسطينيين يشيّعون جنازة 3 أطفال فلسطينيين في قطاع غزة (أ.ب)
TT

«الوفاق الوطني» تطالب بتحقيق دولي في قتل إسرائيل 3 أطفال فلسطينيين

مئات الفلسطينيين يشيّعون جنازة 3 أطفال فلسطينيين في قطاع غزة (أ.ب)
مئات الفلسطينيين يشيّعون جنازة 3 أطفال فلسطينيين في قطاع غزة (أ.ب)

طالبت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، اليوم (الاثنين)، بمحاسبة دولية لإسرائيل على قتلها 3 أطفال فلسطينيين في قطاع غزة الليلة الماضية.
وحث الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان صحافي، «المجتمع الدولي والعالم والمنظمات الحقوقية الدولية على العمل الفوري لاتخاذ الإجراءات القانونية الدولية، ومحاسبة الاحتلال إثر ارتكابه جريمة قصف ثلاثة أطفال بصواريخ طائراته»، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية.
وحمّل المحمود إسرائيل المسؤولية عن «جريمة قتل الأطفال وتلفيق رواية كاذبة لتبريرها، وللتغطية على استهداف أحدث طائرات القتل والأسلحة الفتاكة للأطفال».
واعتبر أن المجتمع الدولي «يتحمل جزءاً من المسؤولية، لأنه شريك في اغتيال أحلام أطفال فلسطين، ما لم يخرج عن صمته الذي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب مزيد من جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني».
يأتي ذلك فيما جرت في قطاع غزة مراسم تشييع جثامين القتلى الأطفال الثلاثة وسط أجواء من الغضب والحزن الشديدين.
وأدى مئات المشيعين صلاة الجنازة على جثامين الأطفال الثلاثة الذين تبلغ أعمارهم ما بين (12 و14 عاماً) في أحد مساجد مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مسقط رأسهم.
وقال رئيس الهيئة العليا لمسيرات العودة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، خلال صلاة الجنازة، إن أقل ثمن ستدفعه إسرائيل على قتل الأطفال الثلاثة، كسر الحصار عن قطاع غزة.
واعتبر البطش أن قتل الأطفال الثلاثة «رسالة خوف وموت من الاحتلال لكي يوقف مسيرات العودة ويعسكرها».
وقال: «سنستمر في مسيرات العودة وندعو الشعب الفلسطيني للحفاظ على الأداء السلمي للمسيرات، ولن نسمح للاحتلال بأن يعسكر هذا الحراك السلمي».
وأضاف أن مسيرات العودة هي «أداة كفاحية شعبية واسعة الانتشار إلى جانب بنادق المقاومة، وستحمي المقاومة هذه المسيرات، ولن تترك الاحتلال يتغول على الفلسطينيين».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن طائرة عسكرية استهدفت 3 فلسطينيين قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة بدعوى محاولتهم زرع عبوة ناسفة.
ولاحقاً أعلنت وزارة الصحة في غزة عن انتشال جثامين القتلى، واتضح أنهم أطفال كانوا يلهون قرب السياج الفاصل قبل أن يتم استهدافهم.
وقُتل في مسيرات العودة منذ انطلاقها في 30 مارس (آذار) الماضي أكثر من 200 فلسطيني، وأُصيب أكثر من 22 ألفاً، حسب إحصائيات فلسطينية.
وتطالب الاحتجاجات برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.