العادلي: الإخوان سهلوا تسلل الأجانب لمصر... و30 سيارة هاجمت السجون

وزير داخلية مبارك اتهم الجماعة بالتآمر لتولي السلطة

حبيب العادلي خلال جلسة سابقة في قضية «اقتحام الحدود»... متداولة على الإنترنت
حبيب العادلي خلال جلسة سابقة في قضية «اقتحام الحدود»... متداولة على الإنترنت
TT

العادلي: الإخوان سهلوا تسلل الأجانب لمصر... و30 سيارة هاجمت السجون

حبيب العادلي خلال جلسة سابقة في قضية «اقتحام الحدود»... متداولة على الإنترنت
حبيب العادلي خلال جلسة سابقة في قضية «اقتحام الحدود»... متداولة على الإنترنت

قال حبيب العادلي، وزير الداخلية المصري الأسبق، خلال شهادته في إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسى، و28 آخرين من قادة جماعة «الإخوان» التي تحظرها مصر، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«اقتحام الحدود الشرقية»، أو «اقتحام السجون» سابقاً، إن «30 سيارة دفع رباعي تقل مسلحين شاركت في الهجوم على السجون المصرية، وكانت هناك مفاجأة بدخول (الإخوان) وآخرين بسيارات عليها أسلحة لإسقاط النظام في أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، وقيامهم بالهجوم على مكتب أمن الدولة بسيناء، ثم هجموا على الأقسام والمرافق العامة بالعريش، وكانت هناك مجازر ارتكبت في العريش لإلهاء قوات حرس الحدود، وتسهيل عمليات التسلل»، مضيفاً أن ما تعرضت له مصر خلال أحداث يناير كان مؤامرة، الغرض الأساسي منها إسقاط النظام وتولي «الإخوان» السلطة.
وواصلت محكمة جنايات القاهرة، أمس، سماع أقوال العادلي، وهو وزير الداخلية في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذي تحدث خلال شهادته عن عمليات التسلل التي تمت عبر الحدود المصرية، وسمى الأشخاص المتسللين «الخلايا النائمة»، مضيفاً أن «هدفها كان تنفيذ المؤامرة، وإنهم لم يتخيلوا أن هذه المؤامرة تصل إلى مرحلة التخريب والقتل الذي حدث في يوم 28 يناير (أي يوم جمعة الغضب)، من اقتحام السجون وقتل العساكر واقتحام أقسام الشرطة».
وتتعلق قضية «اقتحام الحدود الشرقية» بأحداث ثورة 25 يناير، وتضم لائحة الاتهامات «اقتحام الحدود الشرقية للبلاد، والاعتداء على المنشآت الأمنية والشرطية، وقتل ضباط شرطة، بالاتفاق مع التنظيم الدولي لجماعة (الإخوان)، و(حزب الله) اللبناني، وبمعاونة من عناصر مسلحة من الحرس الثوري الإيراني».
والمتهمون في هذه القضية، إلى جانب المعزول مرسى، 27 من قيادات «الإخوان»، من بينهم محمد بديع مرشد «الإخوان»، ورشاد البيومي ومحمود عزت نائبا المرشد، وقيادات الجماعة سعد الكتاتني، وسعد الحسيني، ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي، وعصام العريان، ويوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين (المقيم في قطر).
وأضاف العادلي: «علمنا في يوم 28 يناير بخروج مسيرات بأعداد غفيرة، فأصدرت قرار بتأمين المسيرات دون حمل سلاح، إلا أننا اكتشفنا أن المسيرات مسلحة، فضلاً عن اندساس أشخاص أجانب يحملون الأسلحة»، متابعاً: «عرضنا على الرئيس الأسبق مبارك المعلومات، من أن هناك تحركات وصلت لمرحلة متقدمة بين (الإخوان) وعناصر أجنبية، وأن لهم دوراً في محاولة إسقاط الأمن الداخلي والخارجي. وبناء على هذه المعلومات، تم عقد اجتماع طارئ في القرية الذكية، ضم أجهزة أمنية رفيعة كانت تنسق المعلومات فيما بينها لحماية المواطنين والوطن من العمل المضاد. وبعد تفاقم الموقف، تم الاتفاق على قطع الاتصال (أي الإنترنت)، خلال اجتماع حضرته ومعي أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وأنس الفقي وزير الإعلام الأسبق، ووزير الاتصالات حينها، وكان الهدف من قطع الاتصال هو منع (الإخوان) من الاتصال بعناصرهم التي تحضر بالأسلحة، وللتمكن من إفشال المؤامرة التي تتعرض لها البلاد».
وتعود وقائع القضية إلى عام 2011، إبان ثورة يناير التي أطاحت بنظام حكم مبارك، على خلفية اقتحام سجن «وادي النطرون» والاعتداء على المنشآت الأمنية. وأسندت النيابة للمتهمين في القضية «إحداث حالة من الفوضى لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها، وتدريب عناصر مسلحة من قبل الحرس الثوري الإيراني لارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد، وضرب واقتحام السجون المصرية».
كانت التحقيقات قد اتهمت المتهمين بالتورط في «ارتكاب جرائم قتل 32 من قوات تأمين سجن (أبو زعبل) والمسجونين فيه، و14 من سجناء (وادي النطرون)، وأحد سجناء المرج، وتهريب نحو 20 ألف نزيل من السجون الثلاثة المذكورة، فضلاً عن اختطاف 3 من الضباط وأمين شرطة، من المكلفين بحماية الحدود، واقتيادهم عنوة إلى قطاع غزة». وأشارت التحقيقات ذاتها إلى أن «المتهمين، بمعاونة من عناصر من حركة حماس وميليشيا (حزب الله) اللبنانية، ومعهم بعض (التكفيريين) من سيناء، ارتكبوا عمداً أفعالاً تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد وسلامة أراضيها، تزامناً مع اندلاع مظاهرات 25 يناير 2011 (...) وأن المتهمين من قيادات (الإخوان) اشتركوا بطريقي الاتفاق والمساعدة مع قيادات التنظيم الدولي للجماعة، و«حزب الله»، على إحداث فوضى لإسقاط الدولة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».